الجمعة، ديسمبر ٢٢، ٢٠٠٦

المواقف و المخاطبات 1

قال لي
ما مني شيء ابعد من شيء ولا مني شيء اقرب من شيء الا علي حكم اثباتي له في القرب و البعد
قال لي
القرب الذي تعرفه مسافه و البعد الذي تعرفه مسافه ،و انا القريب البعيد بلا مسافه
قال لي
انا اقرب الي اللسان من نطقه اذا نطق فمن شهدني لم يذكر و من ذكرني لم يشهد
قال لي
انت معني الكون كله
قال لي
اريد ان اخبرك عني بلا اثر سواي
قال لي
هذه عبارتي و انت تكتب فكيف و انت لا تكتب
قال لي
اذا رايت غيري لم ترني
قال لي
غششتك ان دللتك علي سواي
قال لي
ان هلكت في سواي كنت لما هلكت فيه
قال لي
الدنيا لمن صرفته عنها و صرفتها عنه ،و الاخره لمن اقبلت بها اليه و اقبلت به علي
قال لي
من لم يقف بي اوقفه كل شيء دوني
قال لي
الواقف يري الاواخر فلا تحكم عليه الاوائل
قال لي
طلبك مني و انت لا تراني عباده و طلبك مني و انت تراني استهزاء
قال لي
انت ابن الحال التي تاكل فيها طعامك و تشرب فيها شرابك
قال لي
لا في غيبتي عزاء ،و لا في رؤيتي قضاء
قال لي
انا الحليم و ان عظمت الزنوب ،و انا الرقيب و ان خفيت الهموم
قال لي
حقيقتك ما لا تفارقه لا كل علم انت مفارقه
قال لي
اذا عرفت معرفة المعارف جعلت العلم دابه من دوابك و جعلت الكون طريقا من طرقاتك
قال لي
اذا جعلت الكون طريقا من طرقاتك لم ازودك منه ، هل رايت زادا من طريق؟
قال لي
عمل الليل عماد لعمل النهار
قال لي
تخفيف عمل النهار ادوم فيه ،و تطويل عمل الليل ادوم فيه
قال لي
ان اردت ان تثبت بين يدي في عملك فقف بين يدي لا طالبا مني و لا هاربا الي ،انك ان طلبت مني فمنعتك رجعت الي الطلب لا الي او رجعت الي الياس لا الي الطلب ،و انك ان طلبت مني فاعطيتك رجعت عني الي مطلبك ،
و ان هربت الي فاجرتك رجعت عني الي الامن من مهربك من خوفك و انا اريد ان ارفع الحجاب بيني و بينك فقف بين يدي لاني ربك و لا تقف بين يدي لانك عبدي
قال لي
ان وقفت بين يدي لانك عبدي ملت ميل العبيد و ان وقفت بين يدي لاني ربك جاءك حكمي القيوم فحال بين نفسك و بينك
قال لي
لا تخرج من بيتك الا الي تكن في زمتي و اكن دليلك،و لا تدخل الا الي اذا دخلت ،تكن في زمتي و اكن معينك
قال لي
العالم يستدل علي فكل دليل يدله انما يدله علي نفسه لا علي ،و العارف يستدل بي
قال لي
الخوف علامة من علم عاقبته ،و الرجاء علامة من جهل عاقبته
قال لي
اذا ذهب قلبك عني لم انظر الي عملك
قال لي
من عبدني و هو يريد وجهي دام و من عبدني من اجل خوفي فتر و من عبدني من اجل رغبته انقطع
قال لي
ان ترددت بيني و بين شيء فقد عدلت بي ذلك الشيء
قال لي
اخل بيتك من السوي و اذكرني بما ايسر لك ترني في كل جزئيه فيه
قال لي
اما تراه اذا ما عمرته بسواي تري في كل جزئيه منه خاطفا كاد ان يخطفك
قال لي
لا تحجبني عن بيتك فانك ان اقمتني علي بابه و غلقته من دوني اقمتك علي ابواب السوي ذليلا و اظهرت تعززهم عليك
قال لي
اذا كان غيري ضالتك فاظفر بالحرب
قال لي
ان كنت ضالتك تهت الا عني و حرت الا معي
قال لي
اذا وقفت بين يدي ناداك كل شيء فاحذر ان تصغي اليه بقلبك فاذا اصغيت اليه فكانك قد اجبته
قال لي
اذا صار السوي خاطرا مذموما سقطت الجنه و النار
قال لي
الصدق ان لا يكذب اللسان و الصديقيه ان لا يكذب القلب
قال لي
اذا لم ترني فلا تفارق اسمي
قال لي الحسنه عشره لمن لم يرني و الحسنه سيئه لمن راني
قال لي
من لم يرني فهو منتهي نفسه
قال لي
القلب الذي يراني محل البلاء
قال لي
اذا رايتني كان بلاؤك بعدد كل شيء و كان كل شيء بلاءك
قال لي
فرق بين من غبت عنه ليعتذر و بين من غبت عنه لينتظر
قال لي
فارقت المنتظر و طالعت المعتذر
قال لي
لي اعزاء ما لهم دنيا حتي تكون لهم اخره
قال لي ان عبدتني لاجل شيء اشركت بي
قال لي
كلما اتسعت الرؤيه ضاقت العباره
قال لي
العباره ستر فكيف ما ندبت اليه
قال لي
رؤيتي لا تامر و لا تنهي ،غيبتي تامر و تنهي
قال لي
فعلك لا يحيط بك فكيف يحيط بي و انت فعلي
قال لي
الق الي و حكمني احكم باقصي مسرتك
قال لي
لا تاخذ خبري عن الحرف
الحرف يعجز ان يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني
قال لي انا جاعل الحرف و المخبر عنه
قال لي
انا المخبر عني لمن اشاء ان اخبره

هناك تعليقان (٢):

^ H@fSS@^ يقول...

الله



رائع



اعجزتني عن التعليق فمثل هذا الكلام لا يعلق عليه بل يكتفى بالقراءة والاستمتاع و الغوص في بحر الحب الكبير

ذو النون المصري يقول...

والله كلامك صحيح فعلا
هذا الكلام كما يقول ابو الحسن الشاذلي
قريب العهد من ربه
و هو كلام لا يحتاج الي التعليق بل يحتاج منا ان نتامله و نتعمق معانيه


سعيد جدا بزيارتك لمدونتي المتواضعه
و تابعي البوست القادم لانه تكمله لهذا الكلام