الثلاثاء، يناير ٢٨، ٢٠١٤

من الحكم العطائية

....................
قال ابن عطاء اله السكندري
................
...............................

تنوعت اجناس الاعمال لتنوع واردات الاحوال.
..................
لا تترك الذكر لعدم حضورك مع  الله فيه لان غفلتك عن وجود ذكره اشد من غفلتك في وجود ذكره فعسي ان يرفعك من ذكر مع وجود غفلة الي ذكر مع وجود يقظة ، و من ذكر مع وجود يقظة الي ذكر مع وجود حضور ، و من ذكر مع وجود حضور الي ذكر مع وجود غيبة عما سوي  المذكور و ما ذلك علي الله بعزيز.
.......................
لان تصحب جاهلا لا يرضي عن نفسه خير من ان تصحب عالما يرضي عن نفسه . و أي علم لعالم رضي عن نفسه.
....................
ادفن وجودك  في ارض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا تم نتاجه . ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة ، كيف يشرق قلب صور الاكوان منطبعة في مراته ، ام كيف يرحل الي الله و هو مكبل بشهواته ، ام كيف طمع ان يدخل حضرة الله و لم يتطهر من جناب غفلاته ، ام كيف يرجو ان يفهم دقائق الاسرار و هو لم يتب من هفواته ..............................
من لم يعود نفسه علي الصمت صعب عليه ان يعتاد وزن كلماته قبل ان يتكلم .
....................
انت مع الاكوان ما لم تشهد المكون فاذا شهدته كانت الاكوان معك.
..................
تشوقك الي ما بطن فيك من العيوب خير من تشوقك الي ما حجب عنك من الغيوب .
...............
ربما اطلعك علي غيب ملكوته و حجب عنك الاستشراف علي اسرار العباد . من اطلع علي اسرار العباد و لم يتخلق بالرحمة الالهة كان اطلاعه فتنة عليه و سببا لجر الوبال اليه.
....................
خف من وجود احسانه اليك و دوام اساءتك معه ان يكون ذلك استدراجا لك سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، من جهل المريد ان يسيء الادب فتؤخر العقوبة عنه فيقول : لو كان هذا سوء ادب لقطع الامداد و اوجب الابعاد فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر و لو لم يكن الا منع المزيد . و قد يقام مقام البعد و هو لا يدري و لو لم يكن  الا ان يخليك و ما تريد .
......................
من علامة الاعتماد علي العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل .
..................
اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك دليل علي انطماس البصيرة منك .
...............
الاعمال صور قائمة و ارواحها وجود سر الاخلاص فيها .
......................
من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها و من شكرها فقد قيدها بعقالها .
...................
من رايته مجيبا عن كل ما سئل و معبرا عن كل ما شهد و ذاكرا كل ما علم فاستدل بذلك علي وجود جهله .
...................
الحزن علي فقدان الطاعة مع عدم النهوض اليها من علامات الاغترار.
................
لا يخاف عليك ان تلتبس الطرق عليك و انما يخاف عليك من غلبة الهوي عليك.
...................
كن باوصاف  ربوبيته متعلقا  و باوصاف عبودييتك متحققا ، منعك ان تدعي ما ليس لك مما للمخلوقين افبيح لك ان تدعي وصفه و هو رب العالمين .
................
الناس يمدحونك لما يظنون فيك فكن انت ذاما لنفسك لما تعلمه منها ، المؤمن اذا مدح استحا من الله تعالي ان يثني عليه بوصف لا يشهده من نفسه .
.............
اجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس .
................
اذا اطلق الثناء عليك و لست باهل فاثن عله بما هو له اهل .
..................
اذا وقع منك ذنب فلا يكن سببا لياسك من حصول الاستقامة مع ربك فقد كون ذلك اخر ذنب قدره عليك .
................
استشرافك ان يعلم الخلق بخصوصيتك دليل علي عدم صدقك في عبوديتك .
.................
خير علم ما كانت الخشية معه ، العلم ان قارنته الخشية كان لك و الا فعليك .
....................
من اثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا اذ ليس التواضع الا عن رفعة ، فمتي اثبت لنفسك تواضعا فانت المتكبر ، ليس المتواضع الذي اذا تواضع راي انه فوق ما صنع و لكن المتواضع الذي اذا تواضع راي انه دون ما صنع ، التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئا عن شهود عظمته و تجلي صفاته .
.....................
عن كتاب /تربيتنا الروحية

تاليف / سعيد حوي
.......................

الأربعاء، يناير ٢٢، ٢٠١٤

نور التوحيد

اذا استنار القلب بنور التوحيد الخالص فراي الاشياء كلها فعل الله استقبل كل المصائب بالصبر و التسلم و الرضي و اذا استنار القلب بنور التوحيد نما عنده التوكل علي الله و الاخلاص لله و الخشوع و الاخبات .و اذا استنار القلب بنور التوحيد فراي النعم كلها صادرة عن اله نمت عنده محبة  الله و الرغبة بشكر الله . و كل ذلك اثر عن التوحد الخالص الذي هو اثر عن معرفة الله و صفاته و اسمائه و افعاله و الشعور بذلك .و اذا استنار القلب بنور معرفة الله و توحيده توجه القلب كله لدين الله و لم يلتفت عنه يمنا و شمالا و عندئذ ينتفي الشرك كله كبيره و صغيره. و من مثل هذا القلب تؤدي الصلاة كاملة  لله كمظهرارقي للعبودية لله و تقديم واجب الشكر له و بشكل تلقائي تكون خشية الله في هذا القلب كبيرة فيكون التلقي عن الله كاملا  " الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم الي ذكر الله " و من مثل هذا القلب ينبثق سلوك منسجم مع دين الله و هذه هي التقوي . و مجموع هذه الامور هي الفطرة و بقدر الخلل في التوحيد اعتقادا او شعورا يوجد الشرك الاكبر او الاصغر فاذا وجد الشرك الاكبر انطفا نور الفطرة كله ، و اذا وجد الشرك الاصغر كان يعمل الانسان عملا لغر الله رغبة غف جاه او دنيا او غير ذلك ، اذا وجد هذا خيمت ظلمة نفسية علي القلب ، و اذا انعدم الصبر وجد الكفر و اذا قل الشكر وجد نوع من  الظلمة يقابل ذلك ... و بقدر خفوت نور التوحيد تظهر امراض  العجب و الرياء و الحسد  و الكبر و الغرور و غير ذلك من الامراض . اذ لو كان الانسان يري ان الله عز و جل هو المعطي ما وجد الحسد و لو عرف الانسان ان الله عز و جل هو خالق كل شيء  ما وجد عجب و رياء ، و لو عرف الانسان مقام العبودية ما وجد عجب و غرور ، و لو كان الانسان عبدا لله حقا ما وجد الجبروت ، و لو كان في القلب خشية من الله ما وجد ظلم لعباده و لا انحراف عن امره . و من ههنا ندرك اصل المرض و بدء الصحة فاصل المرض الشرك ، و بدء الصحة التوحيد ، و اذا ادركنا ذلك عرفنا معني قوله  تعالي " انما المشركون نجس " . فالشرك هو النجاسة التي تجعل اصحابها عين النجس لكونها تصبغ اجسادهم و سلوكهم و انفسهم و عقولهم  و ارواحهم  بها فتصبح ذواتهم نجسة نجاسة غير محسوسة و لكنها نجاسة...
........................

كتاب / تربيتنا الروحية
سعيد حوي
.................

السبت، يناير ١٨، ٢٠١٤

السير الي الله

السيرالي الله يعني الانتقال من نفس غير مزكاة الي نفس مزكاة ، و من عقل غير شرعي الي عقل شرعي و من قلب كافر او منافق او فاسق او مريض او قاس الي قلب مطمئن سليم ، و من روح شاردة  عن باب الله غير متذكرة لعبوديتها و غير متحققة بهذه العبودية الي روح عارفة بالله قائمة بحقوق العبودية له ، و من جسد غير منضبط  بضوابط الشرع الي جسم منضبط انضباطا كاملا بشريعة الله عز و جل ، و بالجملة من ذات اقل كمالا الي ذات اكثر كمالا في صلاحها و في اقتدائها برسول الله صلي الله عليه و سلم قولا و فعلا و حالا.
........................
كتاب تربيتنا الروحية
تاليف / سعيد حوي
................

الأربعاء، يناير ١٥، ٢٠١٤

عن التصوف

هناك ناس لا يطيقون ان يسمعوا اسم تصوف و صوفية و لهؤلاء اقول علي رسلكم فهذا التاريخ بيني و بينكم انه لم ينكر خلال العصور اسم التصوف احد من الناس لانه اصطلاح علي علم كعلم النحو و البديع و المعاني و الفقه و غير ذلك و لا مشاحة في الاصطلاح كما يقول العلماء و حتي في عصرنا هذه فتاوي ابن تيمة خرج منها مجلدان تحت اسم التصوف و الاخلاق و لم ار عل ذلك منكرا فارجو التاني في الانكار علي قضية لا مبرر للانكار فيها اصلا اذ ما مبرر الانكار علي اسم مباح اطلق علي علم من العلوم حتي اصبح علما عله فاذا تجاوزنا هذه النقطة و ينبغي تجاوزها فان المضمون هو الذي نبغي ان كون محل النقاش قليكن همنا اوصول الي الحق في المضمون اكثر من مناقشة في جانب لا يترتب علي النقاش أي طائل.
.....................

كتاب تربيتنا الروحية
سعيد حوي
................

الاثنين، يناير ١٣، ٢٠١٤

عصر و عصر

نحن في عصر مادي و هذا يقتضي منا ان نقابله بفكر مكافيء و بحيوية روحية عالية و نحن في عصر شهواني جاهلي و هذا يقتضي منا ان نقابله باشواق روحية راقية مع تامين الشهوات المباحة و ابقاء منافذها مفتوحة ، ونحن في عصر قلما يوجد فيه من يضبط نفسه علي مقتضي الادب الاسلامي الرفيع و هذا يقتضي منا الحاحا علي التربية النفسية الرفيعة و اذا كان هذا كله طريقة التصوف الصحيح السلم فان الكتابة في ذلك اصبحت ضرورية.
..............................
لا يكفي ان تذكر الخطا في شيء و انما عليك ان تبين الصواب فه و لا كفي ان تهدم بل عليك ان تبني و عليك دائما ان تقدم البديل الصالح للمبدل عنه الخاطيء خاصة اذا كان ما انت فيه يستحيل الاستغناء عنه او التفريط فيه او تجاهله.
.......................

من كتاب / تربيتنا الروحية

تاليف / سعيد حوي
......................

الأحد، يناير ٠٥، ٢٠١٤

ابيانت متفرقة

النار تضرم في قلبي و في كبدي** شوقا الي نور ذات الواحد الصمد     
جاد الاله به في الحال فارتسمت** حقيقة غيبت عقلي عن الجسد
فصرت اشهده في كل نازلة **عناية منه في الادني و في البعد

                             ..................................

اجعل يديك علي الكبد** تجد الذي اجد منكم اجد 
وابرح الي طلب الوصال**و قل له هبني و زد
لولا وجود العلم فيه**ما تذكر من عبد
فان انكروا هذا فقل  **ان القران بذا ورد
                             ..........................
 
لنا همة ان الثريا لدونها**نعم و لنا فوق السماكين منزل
تقدمت سبقا في المكارم و العلي** وفي كل ما ينكي العدا انا اول
لم الف صمصاما بقدر عزيمتي**ولوجمعوا الاسياف عزمي افضل

                            ............................
كل محبوب سوي الله سرف**وهموم و غموم و اسف
كل محبوب فمنه خلف**ما خلال الرحمن ما منه خلف

                             .........................
تكلم منا في الوجوه عيوننا**فنحن سكوت و الهوي يتكلم
 تشير فادري ما تقول بطرفها**واطرف طرفي عند   ذاك   فتعلم                                             ...............................
عن كتاب /لوازم الحب الالهي/ محي الدين بن عربي