الأحد، مارس ٣٠، ٢٠١٤

خطر الصحافة

...............
ان الجريدة قوة عظيمة ،و لكن كما تغرق السيول اراضي برمتها و تتلف محاصيل كاملة ،كذلك ليس في مستطاع القلم غير الملجم الا ان يدمر و يخرب .و اذا كان الالجام من خارج كان اشد خطرا من فقدانه بالكلية .انه لا يمكن ان يكون مفيدا الا حين يصدر من باطن .و اذا كان هذا الضرب من التفكير صحيحا فكم من جريدة في العالم تثبت للامتحان ؟و لكن منذا الذي يوقف تلك الجرائد غير المفيدة؟و من الذي ينبغي ان يقرر ؟ان المفيد و غير المفيد ،مثل الخير و الشر عموما ،يجب ان يمشيا جنبا الي جنب،و علي المرء ان يختار بنفسه.
...............
كتاب /قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
ص333
..............

الخميس، مارس ٢٠، ٢٠١٤

المبدا السيد

بالنسبة الي  الحقيقة هي المبدا السيد ،الذي يشمل مباديء اخري عديدة ،و هذه الحقيقة ليست هي الصدق في الكلمة فحسب ،و لكنها الصدق في الفكر ايضا ،و ليست هي الحقيقة النسبية  كما نتصورها فحسب ، بل الحقيقة المطلقة ،المبدا الازلي ،يعني الله ايضا.
ان ثمة تعريفات لا حصر لها لله ،لان مظاهره لا حصر لها .انها تغمرني بالدهش و الزعر ،و انها لتحيرني لحظة .و لكني اعبد الله بوصفه الحقيقة ليس غير .اني لما اجده حتي الان ،و لكني ابحث عنه .انا مستعد للتضحية باعز الاشياء لدي من اجل هذا البحث .و حتي لو اقتضت التضحية حياتي نفسها فارجو ان اكون مستعدا لبذلها.و لكن لما كنت قد عجزت حتي الان عن ادراك هذه الحقيقة المطلقة فيتعين علي ان اعتصم بالحقيقة النسبية كما تصورتها .ينبغي ان تكون الحقيقة النسبية ،في غضون ذلك ،منارتي و درعي و مجني .و علي الرغم من ان  هذا الطريق عسير و ضيق و قاطع  مثل حد الموسي ،فقد كان عندي ول ا يزال هو الطريق الاسرع والايسر .و حتي اخطائي الضخمة قد بدت تافهة في نظري لاني التزمت هذا الطريق التزاما صارما .ذلك ان الطريق قد انقذني من الاستيقاظ علي الاسي و الحسرة.

كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/،غاندي
............

علمتني التجربة...

التجربة علمتني ان من الخطا اطالة التفكير و الحديث في مذاق الطعام .ان علي المرء ان لا ياكل لامتاع الفكين ،و لكن لمجرد ابقاء الجسد في حال تمكنه من العمل . و حين يعمل كل من اعضاء الحس في خدمة الجسد ،و من خلال الجسد ،في خدمة الروح ،فعندئذ يتلاشي مذاقه الخاص ،و عندئذ فقط يبدا نشاطه في الطريقة التي ارادتها الطبيعة له.
ومهما تعددت التجارب فانها تظل قليلة ،و مهما عظمت التضحية فانها تظل هزيلة ،في السبيل المؤدية الي تحقيق هذا التناغم السيمفوني مع الطبيعة . و لكن التيار يندفع اليوم ،مع الاسف ،اندفاعا قويا في الاتجاه المعاكس.
...............
كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
..............
ص372
....................

الاثنين، مارس ١٧، ٢٠١٤

من معاني الدين...

الومضات الخاطفة التي استطعت ان استجلي بها وجه الحقيقة عاجزة ،او تكاد،عن اعطاء فكرة عن بريق الحقيقة الممتنع علي الوصف،و الذي يفوق مليون مرة بريق الشمس  التي نراها باعيننا  كل يوم .و الواقع ان ما لمحته ليس غير اضال  البصيص  من ذلك الاشراق  العظيم .و لكن ما استطيع قوله في ثقة ،نتيجة لخبراتي جميعها ،هو ان رؤية الحقيقة الكاملة لا يمكن ان تتم الا بعد تحقيق الحب تحقيقا كاملا.و لكن يري المرء "روح الحقيقة"الكلية الشاملة كل شيء ،وجها لوجه،يتعين عليه ان يحب احقر الكائنات حبه لنفسه.و الرجل الذي يطمح الي ذلك لا يستطيع ان يعتزل اي حقل من حقول الحياة.و هذا هو السبب الذي من اجله قادني تعبدي للحقيقة  الي حقل السياسة .و استطيع ان اقول من غير ادني تردد ،و لكن في اتضاع كامل ،ان اولئك الذين يزعمون ان الدين لا علاقة له بالسياسة لا يعرفون معني الدين.
................
كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
..............
ص577
...........

السبت، مارس ١٥، ٢٠١٤

الانهيار المتوقع

..............
ان الريع الثابت يحمل في ذات نفسه بذرة انهيار المؤسسة المناقبي .ان المؤسسة العامة هي مؤسسة تدار بموافقة ،و باموال ،الجمهور .و حين تستغني هذه المؤسسة عن التاييد  الشعبي تكون قد  فرطت بحقها فيا لحياة .و المؤسسات التي تحيا علي موارد ثابتة كثيرا ما تُنشا لتجاهل الراي العام،و كثيرا ما تكون مسؤولة  عن اعمال مناقضة لذلك الراي العام ،و نحن نعاني هذا،في بلادنا ،كيفما اتجهنا.فبعض المؤسسات التي تدعي هيئات دينية قد انقطعت عن تقديم بيان بحساباتها .لقد اصبح الامناء عليها مالكيها ،فهم غير مسؤلين امام احد.و لست اشك في ان الوضع الامثل هو ان تحيا المؤسسة العامة ،كالطبيعة،من يوم الي وم.و المؤسسة التي تعجز عن كسب تاييد الجمهور  لا حق لها في الحياة كمؤسسة .و الاشتراكات التي تتلقاها  مؤسسة ما ، سنويا ،هي امتحان لشعبيتها و لامانة المشرفين عليها ،و انا اؤمن بان علي كل مؤسسة ان تخضع لهذا الامتحان.
..............
كتاب /قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
....................
ص233
.................

الخميس، مارس ١٣، ٢٠١٤

الحقيقة

.............
ادوات البحث عن الحقيقة بسيطة بقدر ما هي عسيرة .و قد تكون متعذرة كل التعذر علي الشخص المتغطرس ،و ممكنة كل الامكان للطفل البريء.
..........
ص9
..........
ملتمس الحقيقة يجب ان يكون اكثر اتضاعا من التراب .ان العالم يسحق التراب تحت قدميه ،و لكن الباحث عن الحقيقة يجب ان يذل نفسه بحيث يكون في مقدور التراب نفسه ان يسحقه .و عندئذ فحسب ،يكتب له ان يلمح الحقيقة .
............
ص9
...........
ليقض مئات مثلي نحبهم ،و لكن فلتسد الحقيقة .
..........
ص9
...........
ان علينا ان لا ننقص مقاييس الحقيقة و لو ثخانة شعرة من اجل ابداء الراي في هالك ضال مثلي.
.............
كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
..........
ص9
.............

الاثنين، مارس ١٠، ٢٠١٤

عذاب موصول

مما يعذبني عذابا موصولا ان اكون حتي الان بعيدا هذا البعد كله عن الله الذي يهيمن _كما اعرف جيدا_علي كل نفس من انفاس حياتي ،و الذي لا اعدو ان اكون فردا من ذريته .انا اعلم ان الشهوات الشريرة التي في باطني هي التي تبقيني بعيدا عنه ،و مع ذلك فلست استطيع الابتعاد عنها.
............
كتاب /قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
................
ص10
.............

الجمعة، مارس ٠٧، ٢٠١٤

التامين علي الحياة

ما الذي يجعلني افترض ان الموت سيخطفني قبل غيري ؟و ايا ما كان فالحامي الحقيقي ليس اناو لا اخي ،و لكنه الكلي القدرة .اني،بالتامين علي حياتي،قد سلبت زوجتي و اولادي اتكالهم علي انفسهم.و لماذا افترض انهم لن يحسنوا اعالة انفسهم ؟ما الذي حدث لاسر الفقراء الذين لا يحصي عددهم ،في العالم ؟لماذا لا  اعد نفسي واحدا منهم؟
..................
كتاب /قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
..............

ص306
....................