هل نتعرض لمؤامرة؟هل نحن حسني النية الي حد لا نتصوره نحن انفسنا؟هل نحن اغبياء؟
اعتقد ان الرئيس مبارك لم يكن من البداية ترشيح ابنه لرئاسة البلاد و لم يوافق هو اطلاقا في اي لحظة علي ان يترك البلاد لحالها طالما هناك في القلب نبض و في الصدر نفس و في الجسم روح.باختصار كلنا يعرف مدي تعطش رئيسنا للسلطة و مدي مقاومته لمن يحاول حتي الاقتراب منها وما فعله بالمتزاكي ايمن نور ليس ببعيد.
اذن فلماذا ترك سيادته موجة جمال تعلو و تعلو حتي صرخ الناس و كل السياسيين و المعارضين بالرفض و نظموا الاحتجاجات ضد ما اعتقدوه توريثا للسلطة في مصر؟
اعتقد ان زعيمنا كانت نيته من البداية متجهة بقوة للبقاء في السلطة و كان يعلم ان الناس اصابها منه اختناق و انه لن يكون مرحبا به لا من السياسيين و لا من الشعب في حالة اعلان رغبته في البقاء .لذلك سكت تماما و كانه موافق علي سعي ابنه للسلطه حتي اذا قابله الناس بالرفض و هو ما كان يتوقعه يعلن في اللحظات الاخيره ان ابنه لن يرث السلطه و انه سيرشح نفسه و هو بالتاكيد ما اصاب الناس بحالة ارتياح لمجرد ان الوريث قد فقد حلمه المزعوم.و بهذا ضرب الرئيس عدد من العصافير بحجر واحد.
اولا ضرب المعارضة كلها علي قفاها و جعلهم يعلنون راحتهم لقرار الرئيس الحكيم بابعاد ابنه عن الترشيح و ترشحه هو عن الحزب الوطني ،و لو ترشح هو من البداية ربما قابلته مظاهرات و احتجاجات اكثر مما قابله ابنه،و هكذا اصبح مطلوبا بعد ان كان مرفوضا.
ثانيا:ضرب الشعب بحجر بعد ان قارنت الجماهير بينه و بين ابنه عديم الخبره و الشخصية و القبول فكانت الصفات المعكوسة كلها من نصيبه اي انه باعتراف الشعب كله صاحب خبرة و شخصية و قبول شعبي و عالمي ،اي انه غير مرفوض و بالتاكيد ما كان ذلك ليحدث لو اقتصر من البداية علي اعلان نفسه مرشحا قبل زوبعة الابن الوريث.
ثالثا:ضرب كل الحالمين من الحزب الوطني و الراغبين في توريث ابنه ضربة قاضية حيث لم يعد لهم مجال للكلام عن موضوع وراثة جمال للحكم طالما في قلبه نبض و في صدره نفس و في جسده روح و هذا كله ليس اكراها منه بل رغبة شعبيه من العامة و الخاصة.
و هكذا نجح مبارك و سينجح في الانتخابات القادمة بكل تاكيد
و سنبقي في ظله سنوات اخري.
.....................