قبل الميلاد بالاف الاعوام ، كانت مصر القديمة
تفكر تفكيرا عاليا مضيئا و
كانت الحكمة تستوطن معابدها
و ابهاءها .. و كان ورق البردي
يحمل في امانة و رشد تبعات
التاريخ فيحتفظ علي صفحاته العريقة
بانباء القرون و اياتها ..
قال الحكيم امنموبي :
" احذر ان تسلب فقيرا بائسا .
و ان تكون شجاعا امام رجل مهيض ،،..!!"
يالروعة هذه العبارة ..
احذر ان تكون شجاعا امام رجل مهيض ،
... انها تمثل ضميرا بلغ رشده ، بل جاوز رشده..
و قال ايضا :
" نم ليلة قبل التكلم ....!!..."
أي تعبير يدعو للاناة في الحديث
، و لتدبر الكلمة قبل نطقها ،
يبلغ من العذوبة و العراقة ما يبلغه هذا التعبير ؟؟
و يتالق هذا الفكر حين يتحدث
عن استقامة الشخصية ووضوحها .
" لا تتكلمن مع انسان كذبا فذلك
ما يمقته الله ..
و لا تفصلن قلبك عن لسانك .؛
حتي تكون كل طرقك ناجحة ..
و كن ثابتا امام غيرك من الناس
لان الانسان في مامن في يد الله .
و ان الممقوت من الله من يزور
في كلام لان اكبر شيء يكرهه هو النفاق ..
و ان النجاح ليخطيء الانسان الخائن .
لا تؤدين شهادة كذبا
و لا تستعمل قلمك في باطل .
كن حازما في قلبك و ثابتا في عقلك
و لا تتحرك مع لسانك ..
و لا توجهن كل التفاتك الي فرد
قد لبس ملابس بيضاء ناصعة .،
بل احترم ايضا لابس الخرقة البالية ،
و لا تظلمن ضعيفا من اجل رجل قوي
.، و ابغ الحياة لنفسك .."
و قال :" لا تمنعن احدا من عبور النهر ..
اذا كان في زورقك مكان ..
و لا تصنعن لنفسك معبرا علي النهر ..
ثم تجاهد بعد ذلك لتجمع اجره ..
خذ الاجر من الرجل الثري ..
و رحب بمن لا يملك شيئا ......"
و يوصي بالكتمان و الحصافة فيقول :
" ان التمساح الصامت يكون
الفزع منه شديدا ..
لا تفضين بقرارة نفسك لكل انسان ..
و لا تتلفن بذلك نفوذك "
و يقول بتاح حوتب :
" ان الصدق جميل ،
و قيمته خالدة .. و انه لم يتزحزح منذ يوم خالقه ..
و الذي يتخطي نواميسه يعاقب ..
و هو امام الضال ، كالطريق المستقيم ..
ان الشر ، و الكذب قد يكسبان الثروة ..
و لكن قوة الصدق في انه يمكث ..
و الرجل المستقيم يقول :
هذا ميراث ابي .!!...."
و يقول : " اذا كنت قادرا ،
فاجعل عنايتك في العلم ،
و في القول الفصيح .،
و اذكر ان التصرف المطلق يؤدي الي السوء
... ..... لا تكن اقوالك مصحوبة بالانفة ...
و تكلم بدون حدة .. ان الرجل الهاديء يخوض
عباب العوائق و الرجل الدائم الغضب
لا يتيح لنفسه وقتا طيبا .............."
و يقول " خيتي " احد ملوك الاسرة العاشرة :
" سينشر الانسان حين وصوله الي الشاطيء
الثاني و سيجد اعماله هناك ، محيطة به ..
انها الابدية لا شك فيها ، و مجنون من يحتقرها ..
ان الحياة علي الارض ، تمضي علي عجل ،
و امتلاك الالوف من الرجال ، لا يميز مالكهم ،
و من يعش عيشة الفضيلة ، فان نصيبه الخلود ..
و الفضيلة التي يتحلي بها الرجل العادل ،
افضل في عين الله من النور
الذي يقدمه الشرير قربانا ..
علي انه ينبغي مع ذلك للرجل ان يفعل
ما ينفع روحه في الحياة الاخري ،
فيقدم القرابين لله . فان الله يعرف
من يفعل له شيئا . ان الله خلق الناس منه .،
و علي صورته .. و انه ليسمعهم حين يبكون ،
و حين يشكون و ما جعل فيهم رؤساء
الا ليسندوا ظهور الضعفاء منهم ............."
و العبارة الاخيرة تبيان موجز لمهام الحاكم ..
مؤازرة الرجل العادي ،
و منحه فرصته في الحياة .
و يوصي " خيتي " الحاكم فيقول :
" لا تعاقب في غير ذنب ..
و لا تؤذ احدا بغير حق ..
و ان افضل الاشياء للحاكم
ان يكون ذا قلب سليم ........"
......................