الأربعاء، مارس ٣٠، ٢٠١٦

كل رجال الباشا

كل رجال الباشا
تاليف/ خالد فهمي
ترجمة / شريف يونس
.............................
ثلاث كتب ساهمت في تشكيل رؤيتي السياسية للأحداث في وطننا، الأول كان لعبة الأمم لمؤلفه مايلز كوبلاند، والثاني فقد كان: ثورة يوليو الأمريكية للكاتب الكبير محمد جلال كشك، أما الثالث فهو هذا الكتاب، كل رجال الباشا.
ساهمت هذه الكتب الثلاثة بتغيير رؤيتي لسياسة وطننا لأنها غيرت تماما كل ما تعلمته منذ الصغر في المدرسة، حيث الرؤية الرسمية للأحداث،  فهذه الكتب قدمت رؤية أخرى غير رسمية و أراها صحيحة لأنتها اعتمدت بدرجة كبيرة علي الوثائق و بعيدا عن المجاملات التي تذخر بها كتب تاريخنا فقد كشفت هذه الكتب الكثير.
في هذا الكتاب قام مؤلفه بتبني وجهة نظر جندي من جنود جيش محمد علي كي يروي علي لسانه قصة صعود محمد علي في مصر وقصة بناء مصر الحديثة في عصره، يتبين لنا في آخر هذه القصة أن مصر لم تكن متخلفة بالقدر الذي صورته لنا الكتب عن عصر ما قبل محمد علي، ولا مصر تحولت إلي أمة متقدمة بعد أن حكمها محمد علي نيف وأربعين سنة.
تركز الروايات علي الجيش الذي بناه محمد علي والذي حقق به انتصارات كبيرة علي الخليفة العثماني نفسه، لكن هذا الجيش الذي سيق أبناء الفلاحين إليه سوق الحيوانات بالسخرة والقهر لم يكن قائما علي أسس قومية كما يروج له البعض باعتبار محمد علي باني قومية مصر الحديثة.
كما أن هذا الجيش لم يكن باعث الروح الوطنية في نفوس المصريين، فقد كانت حالات الهرب منه كثيرة لدرجة أن صدرت أحكام بالإعدام ضد من يتستر علي هارب من الجيش، وكان الفلاح يكسر اسنانه الأمامية بغرض التهرب من الجيش، ومنهم من كان يعمي بصره عمدا بسم الفئران هربا من الجيش أو ارتكاب أي عمل آخر من شأنه أن يشوه جسمه بغرض وحيد هو التهرب من هذا الجيش.

بالوثائق يحطم المؤلف واحدة من أكبر أكاذيب تاريخنا المغلوط و هي أن محمد علي بني مصر الحديثة أو أنه بعث الروح الوطنية والقومية في نفوس المصريين.

الجمعة، مارس ٢٥، ٢٠١٦

حيونة الإنسان

كتاب/ حيونة الإنسان
تأليف/ ممدوح عدوان
.............................
في مطلع هذا الكتاب يذكر الكاتب جملة يوضح بها مضمون كتابه وموضوعه فيقول: "والمسـألة هي أنني أري عالم القمع، المنظم منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالم لا يصلح للإنسان ولا لنمو إنسانيته. بل هو عالم يعمل علي "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلي حيوان). ومن هنا كان العنوان."
فالكتاب يتعرض لموضوع الاستبداد السياسي، والعنف السلطوي ضد المواطنين الذي تمارسه الحكومات المستبدة، ويدرس أثره علي الأخلاق العامة للجماهير.
يري الكاتب أن البنية العقلية والنفسية للإنسان الذي عاش تحت الظلم والقهر والاستبداد، أوشكت أن تتحول وتتغير، ومع هذا الذي جرى لازال الإنسان يطمح أن يعود إنسانا كما كان.
لقد تغيرت هذه البنية لكثرة ما تعودناه من انتهاكات لآدميتنا، فنحن لا نتعود علي شيء لا نتحمله إلا إذا مات فينا شيء من طبيعتنا، لذلك فالكاتب يرى أن ما مات فينا كبير جدا حتى نتعود علي تلك الحياة المأسوية التي نحياها الآن.
يري الكاتب أن تاريخ تطور البشرية هو تاريخ محاولات الإنسان للتخلص من الوحش الكامن في أعماقه. أي أن الإنسان يهرب من الوحش الذي اختبأ في داخله. ودلالة وجود هذا الوحش الكامن في الأعماق أن نري كل هذا العنف الذي تمارسه دولة ضد دولة، أو سلطة ضد الشعب، أو بين الأفراد في الوطن الواحد أو الأسرة الواحدة.
أصبح من المعتاد أن نري الإنسان يتعرض للإهانة، بل إن ثقافتنا تغذي اتجاها ضد المرأة وضد كل ما يغذي إحساسها بالكرامة، فتحط من شأنها، وتتخذها فقط موضوعا للجنس أو للعنف الجنسي.
يري الكاتب أن الإنسان تعرض لتربية تعلي من شأن الطاعة كقيمة عليا، هذه التربية نجحت في ترويض الحيوان نفسه، لكنها مع الأسف قد غيرت من نوع المخلوق وصفاته، فالحصان المروض غير حصان البراري، وقرود السيرك ليست كالقرود الطبيعية التي تتقافز فوق الأشجار. وكذلك يري أن عملية الترويض التي تعرض لها الإنسان قد غيرت من بنيته النفسية بحيث أصبح مطيعا لما يخالف رغباته، وهذا التحول لا يحدث إلا بفعل القوة القامعة.
إن مجتمعاتنا التي يعيش فيها الفرد تحت القمع المستمر تولد في نفس كل فرد منا ديكتاتورا صغيرا، سيكبر يوما ما، وإن لم يكبر فإنه سيمارس سلطاته الديكتاتورية علي من هم دونه في المنزلة. فجميع أفراد المجتمع لهم أنياب ومخالب، لكنها تختفي وتظهر حسب الظروف.
لقد تسبب الاستبداد في تغيير القيم بل أحدث حالة انقلاب قيمي وأخلاقي، فأصبحت درجات السلم الأخلاقي غير مرتبة، فيثور المجتمع لأسباب لا تستحق، بينما يأتي عند الأسباب التي تستحق الثورة والغضب ولا يغضب.



الأحد، مارس ٢٠، ٢٠١٦

العبقرية

العبقرية
أندرو روبنسون
......................
منذ زمن طويل، وربما زمن قديم شاعت معلومة عن العلاقة بين الجنون والعبقرية، فيرى صاحب الرأي _ وأظنه أفلاطون أو فيلسوف آخر من جيله _ يرى أن العبقرية و الجنون علي خط متصل واحد، وأن العبقرية نوع من الجنون أو أن الجنون نوع من العبقرية.
في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن هذا الموضوع محاولا وضع هذه المعلومة في إطار علمي، إما بالتصديق وإما بالتكذيب.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب من خلال مداخل متعددة، فهو أولا يتحدث عن معنى العبقرية، ثم يتحدث عن العبقرية والأسرة، فيربط بين العبقرية والوراثة بعد أن درس حياة مجموعة من العائلات التي انتشرت فيها العبقريات علي مدي أجيال.
يذكر في فصل آخر كلاما عن تعليم العباقرة، فهناك عباقرة لم يتعلموا تعليما نظاميا تاما، وبالرغم من ذلك صاروا عباقرة. لكن هناك غيرهم من تعلموا و انتهوا إلي أعلي الدرجات العلمية و انتهوا إلي العبقرية أيضا.
تحدث في فصل آخر عن الذكاء وعلاقته بالإبداع، من خلال دراسة وبحث مستوى ذكاء مجموعة من المبدعين، والبحث في مدي ارتباط الخاصتين معا. ثم تحدث الكاتب عن العبقرية والجنون، وكان هذا البحث من أفضل بحوث الكتاب، فقد بحث الكاتب في حياة عدد من العباقرة الذين ثبت أن حالتهم الصحية تم تشخيصها بأنها حالة تقترب من الجنون، من هؤلاء الفنان فان جوخ. كان هؤلاء المبدعون بالفعل عباقرة ومصابون في عقولهم، وعلي الرغم من مرضهم كانوا عباقرة.
في فصل آخر تحدث عن الشخصية وبحوثها والعبقرية. ثم تحدث عن العبقرية في الفن والعبقرية في العلم، ويرى أن بينهما فارق كبير؛ لأن العلم يعتبر عمل مؤسسي أو جماعي، بينما الفن عمل فردي.
تحدث الكاتب بعد ذلك عن لحظات الاستبصار، وذكر الكثير من نمازج من توصلوا إلي فتوحات علمية في مثل تلك اللحظات. ثم تحدث عن الإلهام والكد، وذكر آراء لكثير من العباقرة الذين تحدثوا عن مستوي الإلهام ومستوي المجهود في إبداعاتهم.

كتاب ممتاز يستحق القراءة.

الثلاثاء، مارس ١٥، ٢٠١٦

الرفاعي

الرفاعي
جمال الغيطاني
.....................
عن أحد أشهر أبطال حرب أكتوبر يحكي الغيطاني بأسلوبه وذائقته الأدبية الرائعة جزء من حكايته _ولا أقول حكايته _ فالرواية تبدأ و الرفاعي كبير السن في ميدان القتال و له من الخبرات و التجارب الكثير، أي أن الرواية ابتدأت من حيث يجب أن تنتهي في نظري، فقد فاتنا الكثير مما لم نعرفه عن البطل و كان الغيطاني قادرا علي حكي المزيد.
الرواية تحكي عن بطل الصاعقة قائد المجموعة 39 قتلا و التي اكتسبت اسمها من عدد عملياتها الناجحة خلف خطوط العدو يوم تسميتها، لكن بالطبع عدد عمليتها زاد.
الرواية تحكي عن بطل أسطوري بدون تفاصيل في عملياته القتالية و لا نوعياتها، وكنت أود لو فعلها الغيطاني و كتب عن هذه العمليات بالتفصيل و قد كان الأقدر علي ذلك باعتباره مراسل حربي سابق علي جبهة القتال.
الجزء الأجمل في الرواية هو الجزء الذي يحكي عن العالم بعد أن مات الرفاعي، فقد صور الغيطاني بقلمه و ذائقته الأدبية التي استجمعت كل قوتها في هذا الفصل، فقد صور العالم وعناصر الطبيعة مفجوعة في موت الرفاعي بأسلوب رائع نادر التكرار.

أعتقد أن الرواية كان يمكن أن تكون أفضل لو أن المؤلف قد حكي تفصيليا عن حياة البطل و تفاصيل عملياته.

الخميس، مارس ١٠، ٢٠١٦

الحرية ونقد الحرية

الحرية ونقد الحرية
لويس عوض
...........................
وكنت عقاديا بسبب الوفدية ..... وكان هناك حجابا بيني وبين طه حسين.
................
تشربت المناخ الذي كان يشيعه طه حسين، وتعلمت منه أشياء جعلتني أتمرد علي سلطان العقاد في نفسي.
..............
وقد خرجت من فلك العقاد لأدخل في فلك سلامة موسي، وخرجت من فلك سلامة موسي لأدخل في فلك طه حسين، وفي كل مرة كنت أتحرر من سلطان مفكر علي نفسي كانت تترسب في وجداني وتكويني الفكري من تعاليمه ومنهجه ترسبات عميقة و سميكة حتي غدا عقلي أشبه شيء بالطبقات الجيولوجية، وكانت مشكلتي الكبري هي كيف أذيب هذه الطبقات المتحجرة وأردها كما كانت حمما لتمتزج في نفسي ويخرج منها معدن جديد.
..........................
هو كتاب عن كتاب (مؤلفين) وكتب. هذا أسرع تعبير يمكن به تلخيص فكرة هذا الكتاب. هو مجموعة مقالات كتبها المؤلف علي فترات متفرقة يجمعها تيار ذكريات خاص بالمؤلف لكن لأن هذه الذكريات مع شخصيات مؤثرة في الأدب والفكر العربي، ولأن هذه الذكريات كذلك تدور حول فترة تاريخية هامة جدا في حياتنا، فهذه الذكريات تعتبر كتاب تاريخ وأدب في نفس الوقت.
عن مجموعة من المؤلفين مثل طه حسين و العقاد و توفيق الحكيم و صلاح عبد الصبور و غيرهم ممن لا نعرفهم و ربما نقرأ عنهم لأول مرة يدور موضوع هذا الكتاب.
فالمؤلف يبدأ الحديث عن أول علاقته بطه حسين فيحكي حكاية تكررت علي لسان أكثر من كاتب من كتاب جيله والجيل التالي له، فيقول: "وكنت عقاديا بسبب الوفدية ..... وكان هناك حجابا بيني وبين طه حسين."
فالعقاد كانت له سيطرة علي عقول الجيل كله قبل أن يتعرفوا بطه حسين ويقول أيضا: "تشربت المناخ الذي كان يشيعه طه حسين، وتعلمت منه أشياء جعلتني أتمرد علي سلطان العقاد في نفسي."
ويحكي عن علاقته بأكثر من مفكر و كيف خرج من سلطان إلي غيره فيقول: "وقد خرجت من فلك العقاد لأدخل في فلك سلامة موسي، وخرجت من فلك سلامة موسي لأدخل في فلك طه حسين، وفي كل مرة كنت أتحرر من سلطان مفكر علي نفسي كانت تترسب في وجداني وتكويني الفكري من تعاليمه ومنهجه ترسبات عميقة و سميكة حتي غدا عقلي أشبه شيء بالطبقات الجيولوجية، وكانت مشكلتي الكبري هي كيف أذيب هذه الطبقات المتحجرة وأردها كما كانت حمما لتمتزج في نفسي ويخرج منها معدن جديد."
في هذا الكتاب يحكي عن الكثير مما غاب عنا معرفته، فلا نعرف قصة صعود طه حسين ولا الكثير عن نضاله من أجل مجانية التعليم، كذلك لا نعرف الكثير مما فعله لأجل تطوير الحياة الثقافية في مصر.
لا نعرف الكثير عن توفيق الحكيم، وعن دوره في تطوير المسرح، بل لا نعرف الكثير من رسائله الفكرية في مسرحياته، ولا نعرف مدي تأثير رواية مثل (عودة الروح) في أول جيل قرأ هذه الرواية، ولا نعرف كيف كانت من أهم المؤثرات الثقافية في حياة (جمال عيد الناصر).
كذلك قصة صعود (أنيس منصور) الكاتب الأشهر في مصر. وكيف تأذي الكاتب كثيرا حينما علم من أنيس شخصيا أنه سيترك الجامعة للتفرغ للصحافة، وكان مما قاله الكاتب عن أنيس منصور: "أو لعلني كنتت أحزن لبعض ما يكتب. كان يلهو . كان يسلي. كان يثرثر، كل ذلك بطريقة خلابة، لكن دون مستواه....."
الكتاب من الروائع فعلا لمن يحب التعرف علي تاريخ الأدب والأدباء و تاريخ حركة الفكر في البلاد، والكثير من التاريخ مع الكثير من الادب.


السبت، مارس ٠٥، ٢٠١٦

الحب والحضارة والموت

الحرب والحضارة والموت
فرويد
..............................
نحن مدفوعون إلي الاعتقاد بأن الحرب كانت أبدا أعتي الأحداث وأوسعها تدميرا لكل ما له قيمة إنسانية، ولم يحدث أن ضلل شيء أذكي العقول، ولا سفه شيء أسمي ما عرفه الإنسان بقدر ما تفعل الحرب.
وحتي العلم يفقد حياده، ويتوسل به علماؤه لاختراع أسلحة تلحق الهزيمة بالأعداء، واندفع علماء الأنثروبولوجيا إلي إعلان انحطاط أصول الخصوم، وادعي علماء النفس أن العدو مصاب في عقله قد اعتلت منه الروح. ونحن يقينا نبالغ في تقدير كل هذه الشرور المتبدية، ولا يحق لنا أن نقارنها بشرور العصور التي سبقتنا لأننا لم نكن في تلك العصور، ولم نجربها ونعاني منها.
.....................................
ونحن نميل إلي الاعتقاد بأن الحروب كانت دائما بين شعوب بدائية وأخري متحضرة، وأنها تندلع أبدا بين عصبيات متخلفة، وأنها قامت بين جنسيات دالت حضاراتها، وأنها ستستمر شغل البشرية الشاغل لوقت طويل، لكني مع ذلك متفائل.
......................
كثيرا ما يكون العرف الاجتماع زاجرا، يطالب الفرد بالكثير من ضبط النفس والتعفف عن الإشباع الغريزي، ويحظر عليه بشكل خاص أن يفيد مما تتيحه ممارسة الكذب والاحتيال من فرص هائلة تعرض له خلال عمليات التنافس التي تجري بينه وبين غيره من الأفراد.
..............................
الدولة تحظر عليه أن يرتكب إثما، لا لأنها تريد أن تمحي هذه الآثام، بل لأنها تريد أن تحتكر ارتكابها لنفسها.
...............................
وهي تنصب كل الأحابيل المعروفة ضد العدو، وتمارس الكذب المتعمد والغش بشكل يفوق كل ما عرف في الحروب السابقة، وتطالب رعاياها بأقصي درجات الطاعة، وأكبر التضحيات، وتعاملهم في نفس الوقت كما لو كانوا أطفالا تضرب حولهم سياجا متينا من السرية والرقابة علي الأخبار، وتحظر عليهم التعبير عن رأيهم.
...............................
لأن الضمير الإنساني ليس هو ذلك القاضي المتشدد الذي ينحو علماء الأخلاق إلي تصويره، وإنما هو في أصله ليس أكثر من خوف الأفراد من المجتمع، ولو لم يكن المجتمع يحاسب أفراده لما زجروا أنفسهم وقهروا شهواتهم، ولارتكبوا من الأعمال أعنفها ومارسوا الخداع والغش، وتصرفوا بهمجية لا تناسب حضارتهم ولاتوا بكل ما نصفه بأنه مستحيل.
....................................
الحرب إذن تحررنا من أوهام السلم، وقد يعترض معترض علي وصفنا لمعتقدات السلم بأنها أوهام، وقولنا إن الحرب تحطم الأوهام، فما نصفه بأنه أوهام، إنما هو معتقدات لأقبلنا عليها لأننا كنا بها أقدر علي الإقبال علي ما يرضي نزعاتنا ويشبع رغباتنا، لأننا بالاعتقاد فيها نتجنب الأزمات العاطفية، ولكننا بالعمل بمقتضاها نصطدم مع ذلك بجوانب من الواقع من آن لآخر. وإذن فمعتقدات السلم ضرورية، ولا مبرر للشكوي من أنها تبدو زمن الحرب كأوهام.
............................
قد يتبادر إلينا للوهلة الأولي أن الإنسان منذ ميلاده ينحو بطبعه نحو الخير، وأنه يصدر في أفعاله عن نبالة أصيلة، وهو رأي لن نناقشه، ونرجح عليه القول بأن الإنسان يجري عليه التطور، وأن التطور محاولة لاجتثاث كل ميل نحو الشر، ودفعه نحو طلب الخير بتأثير التربية، وبفعل الوسط الاجتماعي المتحضر. ويدعم وجهة النظر الأخيرة التي تقول بالتطور من الشر إلي الخير، أن الإنسان، رغم كل ما يتناوله من تهذيب وما يؤخذ به من تربية، ميال للشر، تظهر عليه دلائله وكلها تشير إلي سيطرته عليه وإحاطته به.
..............................
عرض للكتاب
....................
يستعرض فرويد في ثلاث مقالات ثلاث مشكلات يتعرض لها الإنسان أو الإنسانية جمعاء، هذه المشكلات هي: الحرب والموت والحضارة.
في المقالة الأولي عن الحرب تحدث عن سيكولوجية الحرب، فقال عن الحرب أنها تحدث بين بين شعوب بدائية وأخري متحضرة، وأنها تندلع أبدا بين عصبيات متخلفة، وأنها قامت بين جنسيات دالت حضاراتها، وأنها ستستمر شغل البشرية الشاغل لوقت طويل.
ويري أن الحرب تعتبر محررة من أوهام السلام، وقد تحدث عن السلام كوهم، وبرر رأيه بأن الجميع يدلس للوصول للنصر، ويري أن الحرب كانت أبدا أعتي الأحداث وأوسعها تدميرا لكل ما له قيمة إنسانية، ولم يحدث أن ضلل شيء أذكي العقول، ولا سفه شيء أسمي ما عرفه الإنسان بقدر ما تفعل الحرب.
وحتي العلم يفقد حياده، ويتوسل به علماؤه لاختراع أسلحة تلحق الهزيمة بالأعداء، واندفع علماء الأنثروبولوجيا إلي إعلان انحطاط أصول الخصوم، وادعي علماء النفس أن العدو مصاب في عقله قد اعتلت منه الروح. ونحن يقينا نبالغ في تقدير كل هذه الشرور المتبدية، ولا يحق لنا أن نقارنها بشرور العصور التي سبقتنا لأننا لم نكن في تلك العصور، ولم نجربها ونعاني منها.
وقد رفض الكاتب الرأي القائل بأن الإنسان ينحو بطبعة الغريزي نحو الخير، ويري أن الغنسان يتطور باتجاه تفضيل الخير علي الشر بفعل التطور وبفعل التربية.
والمقال الثاني عن الموت، ذكر فيه أن الحرب تواجه الإنسان بالموت، وأن الإنسان يميل للتفكير بموت الآخرين لا بموته هو، فالإنسان يميل للاعتقاد بأنه خالد.
والمقال الثالث عن الحضارة ومتاعبها، فهي سبب ثالث من أسباب غربة الإنسان. فالإنسان الباحث عن السعادة عن طريق الدين أو الفن أو العلم، لم يحصل عليها من أي طريق. فعن الدين كمقابل للفن والعلم يري أن الفن نقيض الواقع، وواقع الفن أوهام لكنها أوهام ترضي العقل. ويري أن الاستمتاع الفني هو قمة اللذات، ومن خلال الفنان يتيسر تذوق الأعمال الفنية لمن لا يستطيعون الخلق والإبداع. ويعتبر الفن ملجأ مؤقت نهرب إليه من الشقاء الذي يحيط بنا في كل مكان في العالم.
ويري فرويد أن الديانات هي أوهام جماعية، لكن من يؤمن بهذه الاوهام لا يقر ولا يعرف أنها اوهام. والخلاصة أن هناك الكثير من الدروب التي يمكن للإنسان أن يسلكها علي أمل بلوغ السعادة، لكنه لا يضمن دربا واحدا منها يأخذ به إليها فعلا.

............................................

الثلاثاء، فبراير ٢٣، ٢٠١٦

التربية

التربية
هربرت سبنسر
....................
في أربع فصول في حوالي 100 صفحة كتب هربرت سبنسر كتابه عن التربية، وضع فيه أهم آراءه في الموضوع. وفيه يحاول الإجابة عن السؤال: كيف نعيش أكمل عيشة؟ ويري أن أهم مقاصد التعليم وأغراضه هو ما يجب علينا أن نتعلمه كي نعيش هذه الحياة.
الفصل الأول بعنوان: أنفس المعارف، وفيه يدور الكلام عن القيمة النسبية للمعارف، وفيه يرتب المؤلف العلوم والمعارف طبقا لمكانتها ومقدار نفعها للحياة الإنسانية، وبين هذا الفصل وفصل في موضوعه بكتاب "إحياء علوم الدين" تشابه كبير، فاعتقد أن الكاتب والمترجم كليهما قد قرأ الإحياء وتأثرا بتقسيم العلوم حسب درجة فاعليتها في الحياة الإنسانية.
وقد كان دافعه إلي تحديد ترتيب العلوم من حيث أهميتها في الحياة الإنسانية هو قصر العمر عن تحصيل كل العلوم فقال: ولم نكن لنتشدد كل هذا التشدد لو أن في أعمارنا من الفسحة ما يستغرق كافة المعارف، ولكن الحياة قصيرة يزيدها قصرا كثرة الأشغال والهموم، فوجب علينا أن نضن بأوقاتنا إلا عن أجل الأعمال فائدة وأكرمها جنيا.
للكاتب مذهب خاص في التربية عبر عنه بقوله: أقوم السبل إلي الصلاح والارتقاء هو الاهتداء بسراج الطبيعة، واتباع سنتها ... ويري أن أصل الشر والبلاء في الجور عن صراط الطبيعة المستقيم والعمى أو التعامي عن مصباحها المنير.
في الفصل الثاني بعنوان التربية العقلية ،اهتم فيه المؤلف بما يعين علي تقديم المعارف العقلية لطلاب العلم بصورة صحيحة دون أن تؤذي ملكة حب الاستطلاع لدي النشء.
في الفصل الثالث بعنوان التربية الأخلاقية ، اهتم فيه الكاتب بتقديم ما يجب علي المربين الإلمام به للحفاظ علي القيم الخلقية لدي النشء. وتحدث عن أخطاء التربية التي تعتمد علي العسف والجور وكيف تؤدي إلي تربية خلقية مشوهة.
  وفي الفصل الرابع بعنوان التربية البدنية، تحدث عن التغذية التي يجب أن نهتم بها لتغذية النشء بصورة لا تضر جسمه. وقارن بين اهتمام الفلاحين بصحة حيواناتهم وصحة أطفالهم كي يوضح مدي فشل أساليب التربية ومدي انحطاط مستواها.
 كثف المؤلف نصائحه للمربين في كل ميدان من الميادين الثلاثة، وله في هذه النصائح ما يشبه القوانين التربوية التي لا خلاف عليها بين العصور أو الثقافات.
يقول: أعمال الحياة لا تستقيم بدون معرفة قوانين الحياة.
وله صيحة يعترض بها علي تخلف الأساليب الوالدية في التربية فيقول: أيطلب أحدهم صناعة الخياطة أو التجارة فيسعى سعيه للإحاطة بقواعدها، ثم يروم أن يكون ذا أولاد يربيهم فلا يرى أن يتعلم أدني شيء مما عساه يعينه علي ذاك العمل الكبير المئونة الجسيم الخطر؟ إن ذلك هو الجنون بعينه؟
يقول: اعلم أن التربية الصحيحة عمل شاق عويص المطلب، بل ربما كان أوعر الأمور مسلكا، علي أنه قد يقوم بالتربية أدني العالم وأجهلهم، فيحاولونها بالضرب والسب اللذين تأتيهما الكلاب في زجر صغارهن....
من الملاحظ أن المؤلف قد تابع التربية في عصره سواء في المدرسة أو في البيت ولم تعجبه طرق التربية التي يتبعها المربون مع النشء، ورأي أن هذه الأساليب الغير تربوية ستنتج جيل مشوه عقليا ونفسيا وخلقيا، فقدم هذه الدراسة التي يري فيها أن اهم ما يجب علي المربي عمله هو الاهتداء بهدي الطبيعة حتى في طرق الثواب والعقاب.
هذا الكتاب يعتبر من الكتب الكثيرة التي تقف كلها في موقف واحد من التربية الحديثة التي قصرت تقصيرا حقيقيا في التربية العصرية. ولا يكتفي الكاتب بالنقد بل يقدم الطريق البديل للطريق الذي يراه غير كفء لهذه الحياة.





الخميس، فبراير ١٨، ٢٠١٦

الأنا والهو

الأنا والهو
فرويد
...................
هذا واحد من أهم وأشهر كتب فرويد، وفيه يتحدث عن أنظمة النفس الثلاثة المشهورة عنه ... الأنا والهو والانا الأعلى.
والهو هو ذلك القسم من الجهاز النفسي الذي يحوي كل ما هو موروث وما هو موجود منذ الولادة، وما هو ثابت في تركيب البدن. وهو يحوي الغرائز التي تنبعث من البدن، كما يحوي العمليات النفسية المكبوتة، ففيه جزء فطري وجزء مكتسب. ويطيع الهو مبدأ اللذة، وهو لا يراعي المنطق أو الأخلاق أو الواقع. واللاشعور هو الكيفية الوحيدة التي تسود في الهو.
وتحت تأثير العالم الخارجي عن طريق جهاز الإدراك الحسي والشعور تغير الجزء الخارجي من الهو، ونما نموا خاصا، واكتسب خصائص معينة. وقد أطلق فرويد علي هذا الجزء اسم الأنا. ويشرف الأنا علي الحركة الإرادية، ويقوم بمهمة حفظ الذات. وهو يقبض علي زمام الرغبات الغريزية التي تنبعث عن الهو فيسمح بإشباع ما يشاء منها ويكبت ما يرى ضرورة كبته مراعيا مبدأ الواقع. ويمثل الأنا الحكمة وسلامة العقل علي خلاف الهو الذي يحوي الإنفعالات. وتقع العمليات النفسية الشعورية علي سطح الأنا. وكل شيء آخر في الأنا فهو لا شعوري.
والأنا الأعلى هو ذلك الأثر الذي يبقى في النفس من فترة الطفولة التي يعيش فيها الطفل معتمدا علي والديه وخاضعا لأوامرهما ونواهيهما. ويقوم عادة بتقمص شخصية الوالدين ومن يشبههما من المدرسين والمربين، وبذلك تتحول سلطة هؤلاء الأشخاص الخارجية إلي سلطة نفسية داخلية في نفس الطفل تراقبه، وتأمره، وتنقده، وتهدده بالعقاب. وهو يعرف بالضمير، ويمثل ما هو سام في الطبيعة الإنسانية.
وبهذا التنظيم للجهاز النفسي تصبح مهمة الأنا مهمة شاقة. فعليه أن يقوم بمراعاة هذه السلطات الثلاث وهي العالم الخارجي والهو والأنا الأعلى. وهو يحاول دائما أن يوفق بينها. وإذا فشل في ذلك نشأت الاضطرابات العصابية والذهانية.

يستمر المؤلف في عرض وجهة نظره مقدما أمثلة وتشبيهات للدلالة علي وجهة نظره العلمية فيثبت في النهاية وجود النفس بتركيبتها الثلاثية. 

السبت، فبراير ١٣، ٢٠١٦

ارتقاء الحياة

ارتقاء الحياة (الاختراعات العشرة العظيمة للتطور)
نيك لين
.........................
يعتبر هذا الكتاب من الكتب المميزة جدا في التعرف علي عملية التطور وكيف بدأت الحياة علي الأرض، وكيف تطورت. ورغم أن الكتاب صعب إلا أن الفائدة في مطالعته أو مطالعة بعض فصوله، تعتبر فائدة مضمونة.
في الفصل الأول (أصل الحياة) بدأ الكاتب حديثه عن بداية ظهور الحياة علي الأرض القديمة قبل أن تنتعش بغاز الأكسجين، وقبل أن يتطور غلافها الجوي إلي ما هو عليه الآن. يرى العلماء أن الحياة قبل عصر سيادة غاز الأكسجين لم تكن تعتمد علي الأكسجين الذي كان شحيحا، كما أنها لم تكن تعتمد علي درجات الحرارة المعتدلة التي نعيش فيها الآن؛ بل ظهرت الحياة في ظروف تشبه تلك الموجودة في بعض الفوهات الحارة في قلب المحيط، حيث الحرارة العالية، وانعدام الأكسجين. من هناك بدأت الحياة. ومن هناك يشرح في الفصل الأول كيف تم ذلك.
في الفصل الثاني (دي إن أيه) تحدث عن كشف الشفرة الوراثية، وعن مشروع الجينوم البشري، وعن تركيب ال( دي إن إيه) ومراحل الكشف عن أسراره.
في الفصل الثالث (عملية البناء الضوئي) ذكر الكثير من المعلومات التي قرأتها لأول مرة، منها أن ارتفاع الأشجار لأعلى راجع لوجود الأكسجين بغزارة في الغلاف الجوي، كما أن اتجاه الحيوانات للزيادة في الحجم له علاقة بنفس الأمر. تحدث في هذا الفصل عن الكلوروفيل ودوره في تنقية الغلاف الجوي من الغازات الضارة و زيادة نسبة الأكسجين وهو ما جعل حياتنا علي الأرض ممكنة.
في الفصل الرابع (الخلية المعقدة) تحدث عن تركيب الخلية الحية و كيفية ظهورها الأول.
في الفصل الخامس (التكاثر الجنسي) ميز بين نوعي التكاثر وفاضل بينهما، ورغم أنه كاد ينتصر للتكاثر اللاجنسي، إلا أنه رفع قدره في النهاية بعد أن ذكر الكثير من عيوب التكاثر اللا جنسي.
الفصل السادس (الحركة) تحدث عن الحركة كاختراع عظيم أسهم إسهاما عظيما في انتشار الحياة كما نراها الآن علي الكوكب. كما تحدث عن أمور فنية في سبب الحركة وكيفية تحويل الطاقة الكيميائية إلي طاقة حركية عن طريق العضلات.
في الفصل السابع (الإبصار) تحدث عن الإبصار كاختراع أسهم هو الآخر في تمكين الكائنات الحية من الانتشار والتنوع علي الأرض، كما تحدث عن تطور العين وأنواع مختلفة من الإدراك البصري يميز مخلوقات عديدة علي الأرض.
في الفصل الثامن (الدم الحار) وهو في نظري من أروع فصول الكتاب تحدث عن أمر مهم جدا وهو الفارق بين الدم الحار والدم البارد للمخلوقات المختلفة، ولماذا تسمى هذه المخلوقات بهذه التصنيفات، كما عرف بالفارق بين النظام الغذائي لكلا النوعين و كيفية الحصول علي الحرارة والتدفئة لكلا النمطين من المخلوقات.
في الفصل التاسع تحدث عن الوعي، وفي الفصل العاشر والأخير تحدث عن الموت.

الكتاب صعب وفي الكثير من صفحاته يتحدث عن أمور فنية و علمية دقيقة يصعب فهمها، لكن الكتاب هام جدا لأنه يتطرق إلي الكثير من الموضوعات التي ربما تقرأ فيها لأول مرة. 

الاثنين، فبراير ٠٨، ٢٠١٦

تعليقات قديمة كتبتها في بوست

أنصار السنة والسلف الصالح said...
أيها الفانيلا سلا م عليك لأنه ديني الإسلام وافتخر به وصاني بان اسلم على من له دين وأنت لا دين لديك انته وجماعتك تعانون من نقص ومرض نفسي وانا متاكد من الشي هذا لأنه أنت وشاكلتك تعرضتم للقهر والاضطهاد الأسري من ضرب وذل وعدم اهتمام من الاهل وقصور في التربيه مما نتج عنه نقص في الشخصيه وخوف وشك وعدم استقرار عاطفي ونفسي وانصحك انت وشاكلتك زور اقرب طبيب نفسي للتاكد من كلامي لذلك انت انسان رافض للواقع وتلجا الي الخيال والحلم بالعيش بالحياه الماسنويه الي انت وغير درسها وهي تقدس الشيطان وتكفر بكل الاديان وتتلذذ بالخمر والنساء والجنس وانت بنفسك تهاجم الجنس والنساء المسلمات ؟؟اسال نفسك واسال كل انسان على شاكلتك .. هل انت مرتاح نفسيا ؟ لا والله واقسم بالله انك تموت باليوم الواحد الف مليون موته لانك لا تجد الراحه النفسيه حياتك ضنك وجحيم وقهر ووساوس وهذا اكبر دليل واتحادك فييه انه كلامي صحيح ودليل على ذلك من خلال كتاباتك التي لا تخلو من السب والشتم والرفض للواقع لانه اي انسان راضي النفس سعيد يرا نظره تفاءل وحب للحياه ولكن انت واشكالك ترا الحياه موت وكره وبغضاء تبحث عن الراحه ولا ولن تجدها الى ان تموت وحتى بالموت ….اسال الله ان يهديك بس اتقي الله في نفسك وفي اهلك وفي دينك اتقي الله في نفسك الذي كل يوم يعطيك الفرصه انت واشكالك للتوبه النصوحه حتى تعود الي ربك وتستغفر ذنبك وانت تعلم انك غلطان ولكنك تكابر نفسك على ذلك اتقي الله الذي لم ياخذ بصرك حتى ترى الحق .. اتقي الله الذي لم يشل يديك وانت تسب وتلعن لدين حتى تستغفر وتتوب اتقي الذي الذي تاكل وتشرب وتعيش على ارضه عاار عليك اذا جاءك شخص في بيتك واكل وشرب وشتمك تغضب وتثور فما بالك بالذي خلقك واشكالك من عدم واتمنى من الله العلي انه يردك اليه رد جميلا ..وحسبنا الله ونعم الوكيلترقبوا ردودي المزلزلة من الآن فصاعداوكن جريئا وانشر تعليقي لو كنت تجرؤ





أنصار السنة والسلف الصالح يقول...
اسمعوا أيها الملحدونتقول الإحصائيات أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين لطالما تغنى الملحدون بإلحادهم وأفكارهم وحريتهم التي يتميزون بها عن غيرهم من المؤمنين! وطالما أتحفونا بسيل من كذبهم غير المنطقية يدَّعون فيها أنهم عقلانيون ويتعاملون مع الأمور بواقعية، وأنهم أكثر سعادة من غيرهم من المؤمنين الذين حكموا على أنفسهم بالانقياد للدين، وحرموا أنفسهم من ملذات الحياة!! ولكن يأتي الواقع والعلم ليكذب هؤلاء ويفضح كذبهم وأنهم مجرد أدوات للشيطان يستخدمها في حربه مع المؤمنين التي سيخسرها بلا شك، وأن هؤلاء الملحدين اتخذوا الشيطان ولياً لهم من دون الله، ليكونوا شركاء له في نار جهنم يوم القيامة. ومن عظمة القرآن أنه لم يهمل الحديث عن هؤلاء بل وصفهم وصفاً يليق بهم، يقول تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) فماذا نرجو من إنسان أخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات؟ إنه مثل إنسان ميت يائس لا حياة فيه ولا استجابة لديه، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الجديدة! الأبحاث العلمية تثبت أن الملحدين أكثر الناس يأساً! ففي دراسة حديثة تبين أن الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة!!! ولذلك فقد وجدوا أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين واللادينيين، أي الذين لا ينتسبون لأي دين، بل يعيشون بلا هدف وبلا إيمان. فقد أكدت الدراسات العلمية المتعلقة بالانتحار أن أكبر نسبة للانتحار كانت في الدول الأكثر إلحاداً وعلى رأسها السويد التي تتمتع بأعلى نسبة للإلحاد. أما الدانمرك فكانت ثالث دولة في العالم من حيث نسبة الإلحاد حيث تصل نسبة الملحدين (واللادينيين) إلى 80 %، وليس غريباً أن تصدر منها الرسوم التي تستهزئ بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. تؤكد الدراسات العلمية على أن للتعاليم الدينية دور كبير في خفض نسبة الانتحار، وأن هذه التعاليم أقوى ما يمكن في الإسلام! ربما ندرك يا إخوتي لماذا حذر نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم من الانتحار في قوله: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً) [رواه البخاري ومسلم]. إنه أخطر تحذير على الإطلاق عرفته البشرية!! فهل هذا النبي يدعو للقتل والإرهاب؟ أم أنه حافظ على حياة أمته وأتباعه بهذا الحديث الشريف؟ ومن إعجاز هذا الحديث أنه شمل الحالات الأساسية التي تشكل أكثر من 90 % من حالات الانتحار. فلو تأملنا إحصائيات الأمم المتحدة نلاحظ أن معظم نسب الانتحار يكون بمسدس أو سكين، وهو ما أشار إليه الحديث بكلمة (من قتل نفسه بحديدة)، السبب الثاني هو تجرع سم أو استنشاق غاز أو أخذ حبوب مخدرة، أي طريقة كيميائية وهو ما أشار إليه الحديث بقوله: (ومن شرب سمًا)، والسبب الثالث هو القفز من على جسر أو من أعلى بناء أي أن يرمي نفسه من مكان مرتفع وهو ما أشار إليه الحديث بقوله (ومن تردى من جبل)، انظروا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن مثل هذه الظاهرة فوضع العلاج المناسب والقوي لها مسبقاً!! تؤكد هذه الدراسة العلمية أن أعلى نسبة للانتحار كانت بين الملحدين، ثم البوذيين ثم المسيحيين ثم الهندوس وأخيراً المسلمين الذين كانت نسبة الانتحار بينهم تقترب من الصفر. انظروا معي إلى العمود الذي يمثل نسبة الانتحار لدى الملحدين وهو أعلى نسبة لديهم، وتأملوا معي العمود الذي يمثل نسبة الانتحار بين المسلمين وهو أقل نسبة على الإطلاق، هل توحي لك هذه الحقيقة العلمية بشيء!!خطوات علاج الانتحار كما يراها العلماء اليوم تؤكد الدراسة على أن نسبة الانتحار زادت كثيراً في الخمسين سنة الماضية، وأكدت دراسات أخرى على أن الدول التي تضع قوانين صارمة تعاقب فيها من يحاول أن يقتل نفسه أو من يساعده على ذلك، هذه الدول كانت نسبة الانتحار فيها أقل، أما الدول التي لا تضع قوانين صارمة تعاقب من يحاول الانتحار مثل السويد والدانمرك بحجة 'حرية التعبير' فكانت تتمتع بأعلى نسبة انتحار. من هنا تؤكد الدراسات على أنه من الضروري لعلاج ظاهرة الانتحار لابد من التحذير منها ووضع عقوبة رادعة لها. إذاً هناك ثلاث خطوات تنصح بها الدراسة لعلاج هذه الظاهرة التي تقول فيها الأمم المتحدة أن عام 2020 سيكون عدد المنتحرين مليون ونصف، وأن 15-30 مليون شخص سيحاولون الانتحار في عام واحد فقط، أي بمعدل جريمة انتحار واحدة كل 20 ثانية، وبمعدل محاولة انتحار كل ثانية أو ثانيتين!! وهذا عدد ضخم جداً وغير مسبوق
14/12/09 2:11 ص




أنصار السنة والسلف الصالح يقول...
أيتها الزانية أيها الزانيلوثتما الأرض ولوثتما الجو برائحتكما العفنة في كل مكان, استاءت منكما الأرض وانتفضت وتمنت لو تنشق وتهشمكما حتتاً بين أحجارها من غيرتها على انتهاككما لحرمات الله جل في علاه, تمنى الأوكسجين في الجو أن لا يدخل رئتيكما لتموتا خنقاً مثلما خنقت الأحياء رائحة العفن الخارجة من جرمكما, تمنى الدم الذي يجري في عروقكما أن يغلي ليصلخ لحمكما الغارق في الرذيلة لكي لا تذوقا سوى طعم العذابأيتها الزانية, اعلمي انك كلك ملك لله, أنت أسيرة عند الله, الله خلق لك هذا الجسد ونفخ فيه الروح وصوركِ كيفما شاء, وأحياك من بعد ما كنتي شيئاً ليس مذكورا, وأخرجكِ من بطن أمكِ, وأحياكِ إلى هذا العمر, وأطعمكِ وكساكِ وحفظكِ ورعاكِ, جسدك هذا أول ما سيتعفن منه بعد زجك في صندوق عملك (القبر) هو البطن والفرج..سبحان الله هذين الجزأين اللذين يركض بني آدم ليشبعهما في الدنيا هما أول ما سيتعفن بعد موته, فهل تختارين أن تشبعي هذا الجسد بالرذيلة؟!دماغك الذي يساعدك على الإحساس, و وصلاتك العصبية, خلايا جسمك, كريات دمك البيضاء والحمراء, نسيج لحمك وعظمك, قلبك النابض..كل هذا من الممكن أن يفنى في ثانية أو أقل من الثانية, جسمك الضعيف هذا لا يقوى على شيء, فكيف تضمنين انك لن تموتي وأنتي تمارسين الرذيلة؟!
05 ديسمبر, 2009 01:08 ص



الأربعاء، فبراير ٠٣، ٢٠١٦

ايام من عمري


الم خفيف اصاب عضلات الساقين فجاه و احساس عام بان الارض قد لانت و رقت تحت قدمي فلم اعد بنفس حالتي قبل لحظات فقد رايتها جالسه مع شاب عشريني في مكان غير بعيد عن الاعين في جلسة خاصه ؛جلسة حب.لم اصدق ان فتاة مثلها قد تواعد شابا و تجلس معه هكذا ببساطه.!!! قبل هذا اليوم كنت اراها في الطريق صدفه و كنت اذا رايتها توقفت مشاعري و حواسي عن كل حركه ،و تنبهت مني الحواس ..اليها فقط كنت انتبه !.كنت اراها في منتهي جمالها و نضجها فهي فتاه صغيرة الحجم اودقيقة الحجم كنت اراها بين الحين و الحين متالقه متانقه في ثيابها فتعجبني ،و كنت احسبها لا تعرف من امور الفتيات من مواعدة الشباب و اقامة علاقات عاطفيه معهم اي شيء مما تعرفه فتيات اليوم فقد كانت في عيني نموزجا لا يوجد اصلا في الواقع لكني صدقت لاجلها انه موجود
رايتها مرات عديده , و في كل مره كنت اشعر بان قلبي اتسع و تمدد كالبالون حتي ليكاد يتسع لاحتوائها بداخله و اشعر بان جدرانه قد رقت و شفت عما بداخلها من مشاعر. قبل هذه المره بيوم رايتها خلفي في سيارة الاجره فعمدت الي مراة السائق التي امامي كي امتع نظري بمراها مرات ومرات قبل ان تترك السياره و تنزل .كانت جالسه في حالة من الهدوء اشبه بهدوء العابد او الراهب الجالس في حضرة معبوده الذي يحب لكنها عندي كانت معبوده تجلس في حضرة من يحبونها ،فقد كنت اعتقد حتي حين انها يمكن ان تجد من يحبها لكن مثلها لا يقع ابدا في حب احد.كان جلوسها مع شاب ومواعدته فوق تصوري لذلك كانت دهشتي بالمفاجاه فوق احتمالي ،و ظللت التمس التاويلات لها و لم اجد تاويلا واحدا يبعدها فعلا عن الحب و الوقوع فيه فاستسلمت للحقيقه . فانا اعرف ان سهم الحب يصيب كل القلوب لكن عقلي و بدون اي اسباب منطقيه قد استثني قلبها من بين هذه القلوب .ان يصيب سهم الحب كل القلوب ..هذا طبيعي ،اما ان يصبح قلبها هي هدفا لسهم شاب من الشباب فهذا ما لم يكن عاديا عندي،ان يحبها شاب فهذا طبيعي اما ان تحب هي شابا فهذا ما لم اتخيله و هذا ما صدمني عندما رايته بعيني
لم اعرف حقيقة هل كانت صدمتي لها هي باعتبارها الفتاه النقيه في نظري ام لنفسي باكتشافي اني كنت مغفلا ؟ هل كانت صدمتي لقلبي انا ام لقلبها هي  ؟؟؟لقد عشت شابا و لم افكر يوما في مواعدة واحده ،ولم افكر في ان اخبر من احببتها بحبي لها لاني اعرف نهاية هذاالحب مقدما !!هو حب لن يكتب لقصته نهاية طبيعيه فلم اشا ان اضيعها معي في فترة انتظار قد تكرهني خلالها فتزوجت شخصا احبته غيريلكني بعدها لم اشا ان انشيء علاقه فيها مواعده و لقاءات كما رايت لا اعرف هل كان السبب هو اني لم ارغب ام انني لم استطع اصلا اقامة هذه العلاقه ؟،فبقي هناك جزء في قلبي لا تسكنه عواطف لابد لها ان تخرج و تفعل فعلها يوما ،فاي قلب يحتاج الي ان تغمره مشاعرالحب ،و ان يشاركه قلب اخر في هذه المشاعر و عند مرحلة معينه ان لم يتحقق للقلب ان يجد من يحبه و يبادله هذه لمشاعر فانه يتحول الي قلب حزين
اثناء عودتي رايت ثلاث شباب يلتفون حول اوسطهم و يتخاطفون فيما بينهم قطعة هريسه في ورقه في يد الاوسط منهم و رايت نفسي وحيدا حتي من الاصحاب فاصابني ما اصابني عندما رايتها مع الشاب و بدا لي انني تالمت فيها لنفسي لا لها فقد عرفت ان صدمتي كانت لنفسي . و اصابني شعور كريه جدا !!هو الشعور الناجم عن انك لم تجد شخصا تبادله حبا بحب ،و اوشك شبابك ان ينتصف او كاد ينتهي................................

مش فاكر تاريخ كتابتها 

السبت، يناير ٣٠، ٢٠١٦

دين الخدمة

جعلت من دين الخدمة دينا لي ،اذ شعرت ان الله لا يمكن ان يدرك الا من خلال الخدمة .و كانت الخدمة عندي هي خدمة الهند ،لانها كانت تقبل علي من غير ان اسعي لها ،لانني كنت اتمتع بميل فطري الي ذلك .كنت قد قصدت الي جنوب افريقية ابتغاء الرحلة ،للبحث عن مفزع من مؤامرات كاثياواد ،و لكسب الرزق ،و لكنني وجدت نفسي ،كما قلت ،ابحث عن اله و اناضل من اجل تحقيق الذات.
............
كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
.................
ص189
............

الجمعة، يناير ٢٢، ٢٠١٦

يوم مع امي


الثلاثاء
  8/4/2003

 ........................
بعد ان شاهدت امي عدد الجرحي في مستشفيات العراق قالت و في حدثها اثر الالم :لو 
 اني مات لي فرخ احزن عليه و اجد صعوبه في تحمل هذه الخسارة.

العامة من ابناء شعبنا غير المتعلمين لهم لغة و مفردات يتحدثون و يتفاهمون من خلالها و هي تعبر عن مجال الاهتمامات اليومية لهم .و هذه اللغة للاسف تموت بموت اصحابها .شانها شان من يتحدثون بها .فكل جيل ياتي بمفرداته الخاصة و يذهب بها ايضا .و من المهم ان يكون لنا محطة رصد لهذه التعبيرات اللغوية حتي لا تنقطع الصلة بيننا و بين اجدادنا بوفاتهم.و اظن ان الادب هو محطة الرصد التي يجب ان تقوم بهذا العمل لكن الادب عندنا يعاني من ضعف واضح و لم يعد يغري بالمتابعة.

..................