الأربعاء، سبتمبر ٠٤، ٢٠١٣

موسم الهجرة الي الفيس بوك

اطلقت شركة جوجل منذ عدة سنوات خدمة هامة جدا ؛ هي ما يعرف  بالمدونات . و قد كان لهذه المدونات اثر عظيم جدا في اطلاق موجة عاتية من الرغبة في الحرية ،و الاستعداد للكفاح من اجلها لدي جيل جديد من الشباب القادر علي التعاطي مع معطيات العصر الحديث .
لقد حولت المدونات المعارض السياسي من معارض مرئي معروف الي معارض مجهول ، فاعطي ذلك مساحة امن و امان اكبر للمعارضين ،و صار علي الحكومات و اجهزتها الامنية ان تحارب من لا تعرف ، و تقاتل من لا تري . فاصبح مجال النقد اكثر امانا من ذي قبل.
ادت المدونات  لظهور مصطلح جديد علي ثقافتنا ، و برز بسببه نجوم جدد في مجتمعنا ..هم النشطاء السياسيون نو الذين ينتمون جميعا لفئة الشباب . و صار لهم سطوة و شهرة تخشي منها الحكومات .
بحماس الشباب و املهم المتدفق في التغيير نزل المدونون الي الشارع ،و تركوا الغرف المغلقة ..و التي جسد مرحلتها تقنيا " المدونات " ، بينما سيجسد الفيس بوك مرحلتهم الجديدة و التي نزلوا فيها للشارع ، حيث كان نزولهم من المدونات الي الفيس بوك اسبق من نزولهم الي الشارع و ربما كان لهذه اثر مباشر في حدوث تلك.
كانت ظاهرة الهجرة من المدونات  الي الفيس بوك واضحة جدا ، فقد ترك اشهر المدونين مدوناتهم لاشهر طويلة دون نشاط واضح بينما كان وجودهم في الشارع الاليكتروني ( الفيس بوك ) واضحا و مؤثرا ، حتي نتج عن تجمعهم الافتراضي تجمع حقيقي افضي الي ثورات حقيقية.
نزول الجماهير الي الشارع سحب معه البقية الباقية من المدونين في موجة الهجرة الي الفيس بوك نو لا زال الشارع يمثل عامل جذب قوي لهجرة المدونات .  تُري ... هل يعود الحال كما كان  و عود المدونون الي بيوتهم ( المدونات ) و يتركون الشارع الحقيقي و الافتراضي ليهدا قليلا ؟ ام ان الشارع خرج عن السيطرة و لم يعد بمقدورهم تركه و العودة للتدوين؟؟؟