الاثنين، أكتوبر ٢٥، ٢٠١٠

حالة الدونية القومية مازالت مستمرة

صورة لراس مومياء الملك سيكننرع و بها اثر الضربات التي اردته اثناء قتاله دفاعا عن مصر

..........................................................................
حالة الدونية القومية مازالت مستمرة
صدق او لا تصدق..المصريون يتنفسون بخياشيم التراث العبري في مسالة طغيان الفراعنة
الاسرائيليون لا يجدون مثالا للاستبداد سوي فرعون و للاسف المصريون يستخدمون هذا التشبيه ايضا
لماذا يطلق الايرانيون اسماء الاكاسرة علي ابنائهم رغم انهم يدينون بالاسلام و لا نفعل نحن؟!
.....................................................................
لا يجد الدماغ العبري شبيها لاي مستبد في عصرنا الحالي الا فرعون و المصريون الذين يستخدمون هذا التشبيه لا ينتبهون الي انهم يتطابقون مع حاخامات اليهود ،فعندما هاجم (اوفاديا يوسف )زعيم حزب شاس الديني (يوسي ساريد) رئيس حزب ميريتس اليساري شبهه بالرفعون الطاغية(اهرام 27/3/2000 ص4)و اذا كان يمكن فهم موقف الاصوليين اليهود المتمسكين بتراثهم المعادي لمصر، كما انهم غير مصريين ،فلماذا يقف كتاب مصريون نفس موقف الحاخامات؟و ليت الامر يقتصر علي سب الرفعون (الرمز القومي للمصريين) و انما وصل لدرجة انكار انتماءئنا لجدودنا ،فكتب احدهم بعد فوز مصر بكاس الامم الافريقية عام 2008مقالا دل عنوانه علي مضمونه(لسنا فراعين و لكننا جنود صلاح الدين)(الدستور المصرية 16/2/2008)و ارشيفي المتواضع به عشرات الامثلة لكتاب من اليمين الي اليسار ،و مع ذلك لا يتوقف النشيد العبري المعادي لمصر ،و كان اخر مقال قراته (القاهره 9/3/2010 ص9)و الملاحظ ان الدماغ المولع بالتراث العبري لا يلجا الي التاريخ و يستبعد لغة العلم.
................
الاستبداد الفرعوني
..............
و بينما يحلو للدماغ العبري ترديد مقولة الاستبداد (الفرعوني) ذكر العالم د/محمود سلام زناتي ان الاسري في مصر تمتعوا (بوضع قانوني و اجتماعي يفضل وضعهم في كثير من المدنيات القديمة .فقد كان الرقيق شانه شان الحر و يتمتع بحالة مدنية رسمية)و ذكر ديودور الصقلي ان عادة المصريين كانت تجري في حالة وفاة احد ملوكهم بان يوضع في اخر ايام الحداد النعش الذي يضم رفاته امام مدخل القبر .و تشكل محكمة لتنظر فيما قدم المتوفي من اعمال .و اباحوا لمن شاء ان يتهمه و اضاف ان ملوك مصر(لم يكونوا يعيشون علي نمط الحكام المستبدين في البلاد الاخري ،فيعملون ما يشاؤن تبعا لاهوائهم غير خاضعين لرقابة ما ،فقد رسمت لهم القوانين حدود تصرفاتهم ،لا في حياتهم العامة فحسب ،بل في حياتهم الخاصة و اسلوب معيشتهم اليومية .و ان الملك لم يكن في قدرته ان يقضي في المخاصمات وفق ميوله الشخصية و انما وفق ما تنص عليه القوانين في كل حالة .
و في اليونان تم اعدام الفيلسوف سقراط و عرض افلاطون للبيع كعبد بينما لم يتعرض اي حكيم مصري لمحنة كمحنة سقراط او افلاطون رغم النقد الحاد الذي تعرضت له الديانات المصرية المختلفه علي يد بعض الحكماء.و في روما القديمة تم صلب ستة الاف انسان علي الطريق من كابوا الي روما و رغم هذه الحقائق لا يوجد مثقف يوناني او مثقف ايطالي يسب جدوده ،بل ان الايرانيين المعاصرين لنا مازالوا يطلقون اسماء الاكاسرة (الوثنيين )علي اولادهم ،رغم انهم يدينون بالديانة الاسلامية .فلماذا اختلف كثيرون من الكتاب المصريين عن غيرهم من كل كتاب العالم ؟و الي متي تستمر حالة الدونية القومية المتجسدة في التنفس بخياشيم عبرية؟
...................................................
مقال /طلعت رضوان
جريدة القاهرة
الثلاثاء 27 يوليو 2010
..........................................

ليست هناك تعليقات: