الجمعة، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٦

فن الادب

------------------------------------------------------------------------------------------------
كتاب /فن الادب
تاليف /توفيق الحكيم
عدد/310 صفحه قطع صغير
------------------------------------------------------------------------------------------------
فن الادب
الباب الاول/الادب و يداه
يمناه /الخلق الذي يبتكر
ليس الابتكار في الادب و الفن ان تطرق موضوعا لم يسبقك اليه سابق ،و لا ان تعثر علي فكره لم تخطر علي بال غيرك..انما الابتكار الادبي و الفني ،هو ان تتناول الفكره التي قد تكون مالوفه للناس ،فتسكب فيها من ادبك و فنك ما يجعلها تنقلب خلقا جديدا يبهر العين و يدهش العقل .
اذا تاملنا اغلب ايات الفن ،فاننا نجد موضوعاتها منقوله عن موضوعات سابقه موجوده ، فالكثير من اعمال شكسبير منقول عن بوكاشيو ،و بعض اعمال موليير عن سكارون ،و جوته في قصة فاوست نقل عن مارلو..........
قال شرستون فيما اذكر ،مقدما لكتاب من كتب ديكنز :انه ما من علامه افصح في الدلاله علي انعدام الابتكار عند بعض الشعراء ،من نزوعهم الي البحث عن الموضوعات الغريبه
ان اعظم معجزه في الكون للخالق جل شانه ،هو (شخصية الانسان)..ملايين الملايين من البشر تتوالد و تتعاقب ؛فلا تطابق شخصيه منها شخصيه اخري تمام الانطباق ،فكل شخص يظهر في الارض جديد جده تنبثق معه و تختفي معه الي ابد الابدين
هذه الجده التي تخلق مع الناس لو لازمتنا طويلا لراينابها العجب ،و لكن الاوضاع الحياتيه و جازبية الاقوي للاضعف ،كل هذا يفعل فعله ،فلا نبصر الا بعيون الكبار و لا نفهم الا بعقولهم لقد كتب علينا ان نفقد جدتنا و نحن في المهد نو ان يفقا اباؤنا عيوننا الجديده باللمسه الاولي ،و ان يصموا اذاننا بالصيحة الاولي نو من فر بعينه يري بها الاشياء فانبهر بها فهذا هو الذي نسميه شاعر مبتكر
يسراه /النقد الذي يفسر
ما من شيء كثر فيه الخلاف مثل النقد ،و قواعده و مذاهبه
وضع المتخصصون اصول و قواعد للحكم علي العمل الابداعي ،و لكن هناك اعمال خالده خالفت هذه القواعد نو هناك ما وافق هذه القواعد و لكنه رديء و لم يحيا كغيره

الباب الثاني/الادب العربي و تجدده

اثواب الادب العربي

لو تاملنا الاداب القديمه لوجدنا انها قد عاصرتها فنون كبري سواء في مصر او الهند او الصين او العراق ،لكن الذي حدث في تاريخ الادب العربي غير ذلك.لقد نشات لغة نضره زاهره نفي بيئه قحلاء وسط الصحراء،و لقد كان اقصي ما عاصر لغة (امريء القيس) او (زهير )او (لبيد )من مظاهر الفنون الاخري،تلك المسوخ و التهاويل لالهه من الحجر ، لا يجرؤ احد ان ينسبها الي الفن في قليل او كثير .و لعل هذا من مفاخر اللغه العربيه ، انها قد برزت وحدها هذا البروز بين الرمال ،و الفضل في ذلك راجع الي الشعر ن فالشعر زهر قد ينبت في الخلاء ، اما النثر فيحتاج في نموه الي العمران

نظره حديثه الي ابي العلاء

اروع ما يراه الشرقي في باريس هو الرقص ، فالرقص عندهم ليس هز ارداف و اثداء كعندنا ، لان نشاة الرقص عندهم بدات علي المسارح العامه لكنه نشا عندنا في المخادع

الرقص هناك كالشعر كل راقصه فيه كلمه من كلماته ،و قد رايت في مسرح (الفولي برجير)او (الطاحونه الحمراء)ينفرج الستار عن جنه خضراء ،تتساقط من اغصانها حور يهبطن المسرح مغنيات راقصات

عجبت اشد العجب ان (ابي العلاء المعري)تخيل اكثر من ذلك منذ اكثر من الف عام في تصوره لحدائق الحور و رقصهن في رسالة الغفران:

فيقول الملك:خذ ثمره من هذه الثمار فاكسرها ، فان هذا الشجر يعرف بشجر الحور

فياخذ منه رمانه او تفاحه ؛فيكسرها فتخرج منها حوراء عيناء !..........الخ

و مضي ابو العلاء يروي ان الخليل ابن احمد دخل الجنه و كانت له ابيات تصلح لان يرقص عليها فانشاء الله شجره من الجوز تونع لوقتها ثم تنفض عددا من الثمر تنشق كل جوزه منها عن اربع جوار يرقصن علي ابيات الخليل ابن احمد

اكان ينقص هذا الخيال غير مخرج يقيمه فوق المسرح؟

الذي يدهشني حقا هو ان فكرة ابي العلاء عن الرقص لا نري لها اثرا فيما ورثناه من ذلك الفن ..لقد كان هذا الضرير يتخيل الاشياء في سموها و علوها


الباب الثالث /الادب و الفن

نحن الكبار ضاعت منا القدره علي الحياه في المعني ،و لم نعد نستطيع العيش الا في الماده و قد انكمشت الحقائق في نظرنا ؛فلم نعد نبصر غير الاطار الخارجي للاشياء ،و لم يعد في مقدورنا ان ننفخ الروح في شيء ..لابد لنا اذن من فنان _و ما الفنان الا انساناحتفظ ببعض قوي الطفوله_ينسج لنا اوهاما و اخيله و صورا ،توسع لنا قليلا من افق حياتنا الماديه الضيقه


الباب الرابع / الادب و الدين

السماء هي المنبع

هنالك صله _في اعتقادي_بين رجل الفن و رجل الدين ؛ ذلك ان الدين و الفن كلاهما يضيء من مشكاه واحده ،هي ذلك القبس العلوي الذي يملاء قلب الانسان بالراحه و الصفاء و الايمان ..و ان مصدر الجمال في الفن هو ذلك الشعور بالسمو الذي يغمر نفس الانسان عنداتصاله بالاثر الفني ..من اجل هذا ،كان لابد للفن ان يكون مثل الدين ،قائما علي قواعد الاخلاق

و هذا رايي!.و لكنه ليس راي كل المشتغلين بالفن

ان الاثر الفني الكامل في نظري ،هو ذلك الذي يحدث فينا ذلك الشعور الكامل بالارتفاع !.. وقلما يحدث ذلك الا عن طريق السمو في اللب و الاسلوب

شان الفن هنا شان الدين ..فما من رجل دين يثير في نفسك احساسا علويا حقا :الا اذا كان في طريق حياته ، مستقيم السلوك ، سليم الاسلوب !..بغير ذلك يختل التناسق بين الغايه و الوسيله ،و بهذا الاختلال يداخل النفس شعور الشك في حقيقة رجل الدين!.

الحقيقه الكامله

يروي الفيلسوف الصيني (لي هتز)هذه الاسطوره المملوءه بالحكمه :

فوق تل من تلال الغابه كان يعيش شيخ مع ابن له و جواد ،و ذات يوم اختفي الجواد فاتي الناس لمواساته و تعزيته في مصيبته ،فقال لهم و من ادرام انها مصيبه؟فانصرفوا صامتين

و في صباح احد الايام عاد الجواد و معه قطيع كامل من الخيول .فاتاه الناس مهنئين بالخير الذي اتاه .فقال لهم:و من ادراكم انها خير ؟ فانصرفوا صامتين

و ذات يوم ركب ابنه احد الخيول فسقط فانكسرت ساقه فاتاه الناس معزين في المصيبه . فقال لهم ومن ادراكم انها مصيبه؟

فانصرفوا صامتين

و مضي عام و قامت الحرب و جند لها كل الذكور و ماتوا جميعا الا ابنه لانه لم يذهب بسبب ساقه

لو استطاع الانسان ان يمد بصره الي الامس و اليوم و الغد و ان يتتبع حادثا واحدا او رجلا واحدا لراي عجبا!!!

ان الانسان الذي اعطي الحكمه هو ذلك الذي يري الاشياء في حركتها لا في سكونها و في جملتها لا في جزء منها

الباب الخامس /الادب و العلم

ما اعجب العلم اذا تراءي لعين الادب

الباب السادس /الادب و الحضاره

تراث الحضارات

ناخذ من الحضاره الغربيه ما في رؤسهم لا ما في نفوسهم

ناخذ كل الوان المعرفه نلا نترك لونا واحدا

كل الثقافات الموجوده يجب ان نلم بها الماما ،و ان نتخير محاسنها و نقتطف اطايبها ، كلها لنا ، نغترف منها و نضيف اليها من ذات انفسنا ،و نضفي عليها من مشاعرنا و نطبعها بطابع مزاجنا و احساسنا

الحضاره روح

عندما انهارت اليابان امام القنبله الذريه في الحرب الاخيره سالت نفسي : هل انهارت اليابان حقا ؟..او الذي انهار فيها هو الحديد؟

ان الذي هزم في اليابان هو العاريه التي استعارتها من الغرب اما الجوهر فهو باق لانه ينبع من نفسها ،و هو الذي تصدر عنه كل القوي المتجدده التي لها الغلبه اخر الامر

اذا لم يقم دليل علي حضارة اليابان غير حب اهلها للازهار ،لكفانا ذلك


الباب السابع /الادب و المسرح

الباب الثامن/الادب و الصحافه

يقول الصحفي :اني اكتب ليقراني اهل زماني !..فيقول الاديب :و انا اكتب لتعاد قراءتي في كل زمان !..

الادب طريق الي ايقاظ الراي

ان مهمة الكاتب ليست في تحزير النفوس بل في تحريك الرؤس !..الكاتب مفتاح للزهن ،يعين الناس علي اكتشاف الحقائق و المعارف بانفسهم لانفسهم

ان مهمة الكاتب في رايي هي تربية الراي و كل كاتب لا يثير في الناس رايا او فكرا او مغزي يدفعهم الي التطور او النهوض اوالسمو علي انفسهم ، و لا يحرك فيهم غير المشاعر السطحيه العابثه ، ة لا يقر فيهم غير الاطمئنان الرخيص ،و لا يوحي اليهم الا بالاحساس المبتذل ،

،ولا يمنحهم غير الراحه الفارغه التي لا تكون فيهم شخصيه و لا تثقف فيهم زهنا ؛لهو كاتب يقضي علي نمو الشعب و تطور المجتمع

الباب التاسع / الادب و السينما و الازاعه

السينمائي الحق هو الذي يجعلك تدرك اعمق ما يمكن من اللمحه التي تخطف بصرك فوق الشاشه !..و الازاعي الحق هو ذلك الذي يجعلك تعي اعمق ما يمكن من الاصوات التي تسمعها من خلال الميكروفون !..و الاديب الحق هو الذي يجعلك تدرك عمقا جديدا ،كلما اعدت قراءة الكتاب

الباب العاشر/الادب و مشكلاته

رسالةالادب كغيرها من الرسالات الكبري ، التي تبغي السمو بالبشريه ، لا تبلغ الاسماع الا بعد جهد و صراع

نهر الحياه الكبري

الخطا الذي يقع فيه اكثر الناس اعتقادهم ان القراءه اخذ صرف و ان القاريء جعبه فارغه يملاها الكاتب

يدل علم النفس الحديث اننا لا نستطيع الوصول الي ما نجهل الا عن طريق ما نعلم !..علمنا السابق هو مفتاحنا لباب المجهول فليس للالفاظ التي نقرؤها معني ثابت محدد ،و لكنها تتغير و يتسع مدلولها تبعا لدرجة علمنا و خبرتنا

و ان من الكيب ما يقل محصوله او يكثر و يجدب او يخصب ؛تبعا للشخص الذي يقرا هذه الكتب ،اوالجيل الذي يطالعها
الباب الحادي عشر/ الادب و اجياله

تبعات الاجيال

كل جيل مسئول عن افكاره التي قد تتسرب _بعلمه او بغير علمه_الي نفوس الاجيال الجديده ..لذلك يحسن تفسير تلك الافكار من حين الي حين حتي لا يساء فهمها

الباب الثاني عشر /الادب و التزاماته

الاديب يلتزم و لكن الادب لا يلتزم

---------------------------------------------------------------------------انتهي مختصر كتاب /فن الادب

تاليف /توفيق الحكيم

اختصره /ذو النون المصري

---------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات: