ان كل الجمال المحيط بناانما هومن صنع اعيننا القاصره...و الويل لنا اذا ابصرت اعيننا الادميه اكثر مما ينبغي لها ان تبصر.
ان ما اعتدنا ان نسميه ضعفا و قصورا في ادراكنا حقيقة الاشياء ليس الا السياج الذي يحمي سعادتنا البشريه.
ليس علي الارض اقوي ولا اخطر من ادمي يعيش من اجل فكره... هذا الادمي الذي يركز كل وجوده في فكره كما تتركز اشعة الشمس في عدسه،ليستطيع ان يحدث مثلها حريقا مخيفا او نورا وهاجا ساطعا.
الراي الصريح الحر قوه ينبغي الاتخلو منها امه من الامم الاخذه باسباب الحضاره...ووجود هذا الراي الزم من وجود البرلمانات في ضمان العداله و الحد من طغيان السلطات ،لان هذا الراي لا يتطرق اليه عادة ذلك الفسادالذي يشوب اعمال النظم السياسيه و الاجتماعيه ،فهو صادر عن قلب حار نبيل قد ارتفع عم دنايا الاغراض و المجاملات،علي ان المشكله دائما :هي كيف نجد هذا الرجل ؟قد نستطيع العثور علي العنقاء لكن لن نستطيع ان نظفر في كل زمان بصاحب الراي الحر الصريح ...لماذا؟
لان هذا المخلوق ينبغي ان يكون مركبا تركيبا مخالفا لتركيب اغلب البشر ...فلابد ان يكون قد عرف كيف يستغني عن الناس ، و ان يكون قد وطن نفسه علي ان يمضي في طريقه دون ان يعبا بسهام الناس التي اصابت جسده ...و الا يكون له عند احد حاجه ولا مطمع .و ان يكون محبا للوحده معيادا العزله، قانعا من الدنيا باقل متاع و اقل مئونه...ذلك ان اول خطوه في هذا الطريق الوعر يصادفها صاحب الراي الحر ،هي فقد الاصدقاء و الاعوان ...ثم يلي ذلك تالب الجميع عليه.
انه قد ينهزم وقد يتحطم و ينهدم تحت ضربات الجميع ، و لكن راية الراي الحر تبقي خفاقه في الهواء عاليه مرفوعة في يده الميته.
بمثل هؤلاء الرجال ربحت مصر كثيرا في حياتها المعنويه و الفكريه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق