الأحد، ديسمبر ٢٠، ٢٠١٥

عبيد بلا أغلال



عبيد بلا أغلال
حاكم المطيري
......................
 قد تقرأ عشرات الكتب و لا تخرج منها بجديد ،و ربما لا تخرج منها بشيء اطلاقا ، و قد تقرأ كتابا واحدا في أي ميدان ، فيصبح هذا كتابا في موضوعه او قريبا من موضوعه الا تحت الاضواء القوية لهذا الكتاب .
في قراءاتي مررت بمثل هذا النوع من الكتب اكثر من مرة ، فكتاب مثل ثورة يوليو الامريكية ، و كتاب و دخلت الخيل الازهر  _ و كلاهما للكاتب محمد جلال كشك _ من هذا النوع الكاشف . ايضا كتاب مثل كيف نتعامل مع القران للشيخ الغزالي و الكثير من كتبه تعمل نفس العمل .
هذا الكتاب _ عبيد بلا اغلال _ للمؤلف الدكتور حاكم المطيري هو من الروائع التي تلعب دورا كاشفا في موضوعها ول ا اظن انني سأقرأ في هذا الموضوع الا و يبقي تاثيره عالقا قويا في راسي.
موضوع الكتاب قد يثير شغف البعض للمعرفة دون ان يجد ما يلبي غرضه المعرفي . الكتاب يتحدث عن الانسان العربي في شبه الجزيرة العربية ، و كيف انتقل من حياة البداوة الي حياة التدجين و الخنوع التي يحياها الان ؟ كيف تكونت دول الخليج العربي بمخطط بريطاني لتقسيم منطقة الخليج العربي في كيانات لا تستطيع البقاء متماسكة الا بقوة خارجية تستطيع حمايتها و توفير الضمانات الكافية لبقائها .
لقد كانت دول الخليج كلها كيان واحد متناسق جغرافيا و لغويا و ثقافيا و سكانيا ، فقسمتها انجلترا الي  دول لا تستطيع  ان تجد سبب واحد لهذا التقسيم الا لتسهيل السيطرة عليها .
التقسيم تم عن طريق دعم مشايخ مدن المواني بالاتفاق علي توفير الحماية في ظل السلطة العثمانية و تم تحريض هؤلاء المشايخ علي توسيع نطاق سلطتهم الي ما وراء الصحراء بعيدا عن مدن الموانيء . ولوجود الدعم المستمر استطاع المشايخ توسيع نطاق سلطتهم بالفعل ،و بمرور الوقت عقدت معهم بريطانيا معاهدات حماية سرية اخفاها هؤلاء المشايخ عن معاونيهم اثناء حربهم ضد السلطان العثماني حتي تم لهم الاستيلاء علي ما ارادوا انكشف امر عمالتهم لربيطانيا و انقلب عليهم اعوانهم الا ان البريطانيين قدموا الدعم اللازم لاستمرار انتصارهم .
هكذا علي انقاض القبائل قمت الدول التي حرمت القبائل من كل الحقوق . تحطمت السيادة القبلية بانقسام القبيلة الواحدة الي اجزاء في عدة دول ففقدت القبيلة عزتها و سيادتها و خضعت لحكم عشائر اقل منها مركزا و قيمة . تغير التركيب السكاني للبلاد ،و اصبح الاقتصاد في يد عشيرة تنفق منه حسب رغباتها ، تعتبر منحها للقبائل الاخري هبات من المالك لرعياه.
في الكتاب ما لا يمكن تصوره من خيانات حدثت في ظل الاحتلال البريطاني لبناء مجموعة من الدول التي خدمت بالاساس الغرب اكثر مما خدمت العروبة و الاسلام وا ن تستر البعض من قيادات هذه البلاد بالاسلام لتحقيق غرضه . فيه ايضا معلومات كثيرة نتعرف من خلالها علي حقيقة كثير من الزعماء الذين ظنناهم ابطالا قاموا ببناء اوطان الا اننا نجدهم تحت الضوء الكاشف لهذا الكتاب مجرد خونة انتهكوا حرمة بلادهم و حطموها الي شظايا لا تستطيع ان تحيا كدول متقدمة رغم توافر كل الامكانيات التي تحولها الي بلد متقدم .
كتاب هام جدا يجب علي الجميع قراءته

ليست هناك تعليقات: