الخميس، نوفمبر ٢٥، ٢٠١٠

رحلة حج _ج17

في اليوم التالي _الحادي عشر من ذي الحجة_ كان كسابقة صلينا الفجر في العراء جماعات غفيرة جدا جماعات جماعات و انتظرنا حتي الظهر ثم عدنا الي الجمرات رمينا واحد و عشرين جمرة_في اليوم السابق رمينا سبعة فقط_الصغري و الوسطي و الكبري و كان امرها ميسورا جدا جدا و عدنا ثانية الي مني بقينا فيها الي الليل.

في الليل بلغ بي المرض اشد درجاته ،كنت يومها نائما علي فرش بسيط علي الارض و كان النوم مقلقا كالعادة و بسبب المرض فقد استطعت ان انام مبكرا و انام طويلا و من عاداتي في النوم انني اذا نمت علي ظهري لا اغير هذا الوضع حتي الاستيقاظ مهما كان عدد ساعات النوم . نمت و لم ادري الا و انا احاول تغيير وضعي الي النوم علي الجنب فقد تالم ظهري بشدة و لغياب عقلي لم اشعر به الا في اخر مراحل الالم و اقساها لقد حاولت تغيير وضعي فكنت اتحرك و يعود بي الالم الي وضعي الاول فاجرب مرة و مرة و مرة كسيارة علقت اطاراتها في وحل تحاول تخليص نفسها منه لكن لا تستطيع ،حتي شعرت بانني احلم بانني انام علي سريري في البيت و ان ابني يجلس علي صدري و يداعبني كما تعوَّد ،و انتقلت مشاعر السعادة الي نفسي بوجودي في البيت مع ابني و كانت زوجتي بجانبي تقول استيقظ من نومك و كثر عدد افراد اسرتي في الغرفة ابي و امي و اخوتي و جميع ابناء اخوتي كلهم يقولون استيقظ لقد نمت طويلا !!!فبدات افتح عيني و افيق فشعرت بالام الشديد فقمت من فوري .

يبدو ان العقل الباطن يصنع لنا الاحلام المفيدة اذا عجز جهازنا العصبي عن تنبيه البدن لمخاطر تحيق به او الام تؤذيه .

،و في اليوم الاخير عدنا و فعلنا المثل ،رمينا واحد و عشرين جمرة انطلقنا بعدها الي المسجد الحرام طفنا طواف الوداع ،و بقينا بالمسجد الحرام حتي العشاء ثم خرجنا وودعنا المكان كله ،و رغم المرض تمنيت ان ابقي .

خرجت الي الساحة خارج المسجد الحرام انا و زميلي نبحث عن الباقين ،كان هو يعرف الميعا و المكان الذي اتفق مع اخرين ان نلتقي فيه_انفصلت اعنهم قبل ان نتفق علي لقاء اخر يوم قبل العودة_خرجنا و حاول زميلي الاتصال بجوال استعاره من احد المصريين هناك ثم استعار اخر حتي استطاع بالفعل الاتصال بمشرف الرحلة و ارشدنا للمكان الذي سننتظر فيه قرب المسجد الحرم و بالفعل انتظرنا و بعد قليل بدا الزملاء ياتون جماعات فاول من اتي كان احمد سمير و حمدي صابر و احمد كمال _زملائي في اول الرحلة_ثم اتي علاء جلال _مدرس معنا بالمدرسة_ذهبنا جميعا اكلنا و اجتمعنا باخرين بعد ذلك و اتجهنا الي السكن الذي ضللت طريقي اليه في اول الرحلة ،فذهبت واخذت حقيبتي التي كانت هناك و غيرت ملابسي و حاولت ان انام قليلا حتي تاتي الحافلة و اتت و خرجنا جميعا كي نعود كما اتينا .

قرر مشرف الرحلة ان يسافر نصف الفريق الي المدينة و يعود النصف الاخر الي الدمام و لما كنت مريضا فقد قررت ان اعود الي الدمام و لا ادخل في النقاش حول السفر الي المدينة رغم شدة شوقي اليها في اول الرحلة .في النهاية اتجهت حافلة الي المدينه بينما ركبت انا في التي عادت الي الدمام.

في الطريق كان الظلام شديدا و كان مرضي يشتد بسبب طول السفر بالحافلة فاوشكت ان اقيء و افقد الوعي فانخرطت في الدعاء لله بشدة ان يخفف عني و يلطف بي في هذه الرحلة حتي وصلنا الي الدمام يوم الرابع عشر من ذي الحجة ،وفي السكن وجدنا بعض زملائنا الذين لم يحجوا _حجوا في اعوام سابقة_و بعض من عاد من الحج و كان في افواج اخري و تبادلنا التهاني و الدعوات بالمغفرة و القبول عند الله.

غيرت ملابسي التي اصابتها قذارة العرق المشقة و ترابها و استحممت و بعد ان تمددت في سريري بفرح غامر كانت اول امنية تمنيتها في البرد تحت غطائي ان اعود و احج مرة اخري.

هناك ٣ تعليقات:

فارس عبدالفتاح يقول...

يعني بالمختصر المفيد امال تكتبلنا يوميات حاج عيزنا نقلك يا حج طيب يا حج شناوي


ربنا يتقبل منك ومن كل من زار وربنا يخلص قبلك وعقلك من غيه وغفلته

Tears يقول...

واضح انه كان صعب جدا...الحمدلله ان رجعت بالسلامة

ذو النون المصري يقول...

تيارز
فعلا كانت صعبة جدا
الحمد لله علي كل الاحوال