الاثنين، نوفمبر ٢٢، ٢٠١٠

رحلة حج _ج14

صلينا الفجر في مزدلفة و كبرنا تكبيرات العيد و انتظرنا ضوء النهار ثم تحركنا الي مني و استرحنا بها قليلا و صلينا الظهر ثم رمينا الجمرة الكبري او جمرة العقبة و رمي الجمرات من الامور العظيمة التي تم التيسير فيها ،فقد كانت من اشد الاماكن زحاما كل عام و كانت اخبار الموتي نتيجة التدافع تاتي كل عام باكثر من مائتين احيانا ،و نادرا ما يمر عام دون ان يموت الكثير من الناس عند الرجم الا ان الرجم الان صار من ايسر الامور هنا فمكان الرجم اصبح متعدد الطوابق تصع

د الي طوابقه العليا السلالم الكهربائيه و هناك طرق تبدا و تنتهي الي طوابق معينه بحيث لا يكون للحاج خيار في الطابق الذي سيرجم منه بل يتم تحديد ذلك عن طريق ادارة الطرق و منطقة الرجم حتي توزع عددا شبه متساوٍ علي كل طابق فلا يحدث تدافع كما ان مكان الدخول غير مكان الخروج . كان من المفروض ان ننحر الهدي لكن طبقا للنظام الجديد دفعنا بونات بقيمة 350 ريال للفرد و تقوم الجهات الرسمية بالنحر نيابة عن الحجاج.و بعد رمي الجمرات اتجهنا الي بيت الله الحرام كي نطوف طواف الافاضة.

مشينا في ذات الطريق الذي اتينا منه اول مرة لكن بالعكس _اي الي الكعبة لا منها _حتي وصلنا للطواف و كان المكان كما عهدناه مزدحما بشدة ،قمنا بالطواف و كانت اقدامي تؤلمني بشدة ،كانت الارض باردة جدا و كنت اشعر انني اخطو بعظام القدمين علي الرخام بلا حائل بينهما من لحم او جلد و كانت مفاصلي كان الصدا اصابها فلا اكاد امشي الا متالما لكن لا مفر انه الحج و ان لم اصبر الان فمتي اصبر؟و ان لم اسعي و اجاهد الان فمتي افعل؟هي فرصة قد لا تاتي ابدا بعد اليوم فصبرت نفسي علي احتمال المشقة حتي انتهيت .

كان هذا اليوم هو يوم العيد و كان يوافق يوم جمعة ثم خرجنا للسعي و لقيت فيه مشقة اكبر من اي مشقة سبقتها حتي ظننت ان اقدامي قد جرحها رخام الارض .

انتظرنا بالمسجد الحرام كي نصلي الجمعة ،و بعد الصلاة بحثت عن حقيبة يدي الصغيرة ،و كنت قد وضعتها مع حقائب كثير من الناس فلما انتهت صلاة الجمعه رجعت و لم اجدها ،و كان فيها جوالي_ و كنت احتفظ فيه بالكثير من الصور و ملفات الفيديو عن تفاصيل هذه الرحلة يوم بيوم نو كان فيها صور ن مصر لافراد اسرتي و اخر ثانية كنت فيها في مصر التقطت صورة رائعة لابني و كنت بها سعيد جدا_ و ضاع ايضا نعلين جديدن اشتريتهما ،و اشياء كانت تخص زميلي في الرحلة وضعها معي ،كل شيء ضاع ،حتي زميلي انفصلت عنه هو ايضا في زحام المسعي ،و كانت الام راسي و حرارتها تزداد و احسست انه ربما لا استطيع الصبر وحدي فقد كان زميلي معي يعينني علي تيسير المشقة.

بقيت مدة لا اعرف ماذا افعل غير ان ابقي قليلا في الحرم حتي اذا يئست تماما بعد مجهود كبير في البحث قررت ان اذهب و احلق شعري بالموسي _كنت قد قصرته مره عند التحلل من العمرة _ تحللا من الاحرام للحج،و كانت خارج الحرم دكاكين كثيرة للحلاقة تسمي الموجودة منها ناحية المروة بحلاقة المروة و ما يوجد منها ناحية باب الصفا تسمي كذلك باسمها ،و كنت قد قصرت شعري في المرة الاولي بعشر ريالات لكن هذه المرة كان الزحام علي شكل طوابير امام كل محل و لكن السعر هذه المرة للحلاقة ثلاثون ريالا بدلا من عشرة ،فتضايقت جدا من هذا الاستغلال فانصرفت ووجدت زميلي في احد هذه الطوابير و قد عرف بضياع الحقيبة بما فيها فواساني و اخبرته انني اعتبرتها بما فيها من اشيائي جزء من مصروفات الحج و انه لا خسارة هناك ،و الحمد لله علي كل حال.في الحقيقة لقد كنت حزينا جدا علي الجوال و كان حزني يتركز بصورة كبيرة علي الصورة الاخيرة لابني عمر ،و رغم مرور عام كامل علي هذا الحدث فلازلت في اشتياق لهذه الصورة.

ليست هناك تعليقات: