الأربعاء، نوفمبر ١٧، ٢٠١٠

رحلة حج _ج9

مع اول تكبيرات الاذان افقت من نومي نظرت في الساعة فوجدت الوقت لايزال قبل اذان الفجر بحوالي ساعة !!عرفت بعدها ان هذا هو الاذان الاول لتنبيه النائمين ثم يتبعه اذان الصلاة في موعده .قمت و ذهبت الي حمامات المسجد و الميضاة _و هي في الساحة خارج المسجد تحت الارض ينزل لها الفرد بالسلالم ا لكهربائية و هي علي هيئة شوارع كاملة تحت الارض ،عددها بالالاف _توضات و ذهبت لساحة المسجد قرب الكعبة فصليت ركعتين و قضيت وقت انتظار الصلاة في الذكر و الدعاء و كل فترة نعيد ضبط المكان كي يتسع لاخرين .و في مرة نظرت خلفي فدهشت و فرحت جدا لانني قد رايت شخصا اعرفه يقف خلفي بصفين او ثلاثة فناديته : "يا قدري" نظر اليَّ و تحرك نحوي مسرعا و فعلت المثل احتضنته و سلمت عليه و اطماننت عليه و عن حاله بعد ان فقدناه و كيف جاء ؟ رايت في عينيه دموع من اثر المكان و كذلك كنت انا ،جلسنا سويا ننتظر الصلاة ثم نواصل الرحلة و هنا تبدا حكاية هذه الرفقة مع زميلي و الذي سماني بعد عودتنا من الحج علي سبيل الدعابة "رفيق السلاح".


صلينا الفجر في يوم ثمانية ذي الحجة و هو موعد الانتقال الي "مني"،نزلنا للحمامات اغتسلنا و كان الكل يفعل ذلك و اتجهنا في طريقنا الي مني.


لا استطيع ان اصف لكم جمال هذا المشهد،لابد ان الجميع راه في الشاشات لكن لا يمكن ان تكون هذه المشاهدة معبرة و لو عن جزء من الواقع ،ان معايشة هذا الحدث لا يمكن ان تغني عنها اي مشاهة او سماع ،لقد كان الكل يلبي و يكبر و يذكر الله في مظاهرة ربانية لم تستطع ديانة في الارض ان تحقق مثلها ،كان للجميع هدف واحد و كان الجميع يتحركون في تيار واحد ،نهر ابيض من البشر ،لبياض الملابس و التجرد حكمة بدات اشعر بها اكثر كلما قمنا بالمزيد من المناسك.


وصلنا لمني و كان طريقها طويل جدا جدا لم اتوقع ابدا ان يكون كذلك،الحمد لله انني اديت مناسكي صغيرا و رحم الله كبار السن الذين يتحملون هذه المشقة ،ان اغلب الحجاج هم من كبار السن رجال و سيدات و منهم فوق السبعين الكثير و قد رايت منهم حماسا فوق حماسي لاداء المناسك علي اقدامهم دون مواصلات و قد شعرت نحو من رايت منهم بالكثير من الود و الحب.


وصلت مع الزميل قدري الي "مني" و الطريق اليها يشق المدينة فكنا نمشي بين العمائر و المتاجر و المطاعم و ينعطف الكثير من الحجاج الي بعضها ليتزودوا ببعض المؤن ثم يواصلون السير ؛كنت واحد من ملايين يتحركون الي هدف واحد استجابة لدعوة ابراهيم عليه السلام _"و اذن في الناس بالحج ياتوك..."_لقد اتيت و بمحض ارادتي انفقت المال و بذلت الجهد و لم نكد نبدا بعد في اداء المناسك و كانت الروح المعنوية و النشاط الروحي قد بلغ اوجه ؛بلغ حدا لم اشعر به من قبل و كانت السعادة الممزوجة بالترقب للقادم هي الحالة النفسية المسيطرة علي كياني طوال الرحلة

ليست هناك تعليقات: