الخميس، نوفمبر ١٨، ٢٠١٠

رحلة حج _ج10


استقر بنا المقام في مني و كان جنود الامن منتشرين علي طول الطريق يقولون لكل من جلس علي جانب الطريق "حَرِكْ يا حاج" لان الكثير جدا من الناس علي طول جانبي الطريق قد جلسوا للاستراحة من شدة التعب و كذلك الحال داخل مخيمات مني و التي اكتشفت انها اكبر مما تخيلته و ضمت من البشر اعدادا هائلة ؛يكفي ان نعلم ان نهر البشر ظل يتدفق من الحرم الي مني لاخر الليل دون توقف و قد استوعبت مني هذا كله ،لم نعثر علي زملائنا ،فلا زلت انا و قدري _زميلي في العمل_ وحدنا و بالاحري نحن لم نحاول البحث عنهم لانه كان من المستحيل ان نجدهم بين هذا التدفق الهائل للبشر فقررنا ان نبحث عن مكان نبيت فيه و كان ذلك في شوارع مخيمات مني ،حتي وجدنا مكان انتقلنا منه بطلب من شرطي ثم انتقلنا الي غيره اكثر من مرة لنفس السبب و انتهت ليلتنا الاولي في مني و كانت ليلة التاسع من ذي الحجة لعام 1430 ؛بتنا و نحن نعلم ان في الغد ينتظرنا يوم عظيم بالتاكيد سيختلف عن غيره من ايام الحج كلها؛ان اجمل شيء في ايام الحج انها تقدم لك مفاجات تختلف عن بعضها كل يوم.

كان اصعب شيء في هذه الليلة ان السماء امطرت مطرا عنيفا لم نستطع الاستتار منه في اي مكان لان العدد ضخم جدا و الامطار كانت كالسيل و ملابس الاحرام لا تقي من مطر او هواء او برد و هذه اول مره احج و لم اجهز نفسي لامر كهذا كما ان امتعتي نسيتها مع زملائي حين انفصلت عنهم لهذا كانت ليلة لم تمر عليَّ ليلة مثلها في حياتي .انتهت بنزلة برد عنيفة جعلت المناسك اشد ارهاقا لكني تحملت المشقة بصبر.

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

المدونه دى من اسيوط هاتففيدك ان شاء الله

http://noureldens.maktoobblog.com

ذو النون المصري يقول...

غير معروف
شكرا لك
تحياتي