الاثنين، يونيو ٠١، ٢٠١٥

الانسان في القران

.....................
يفرض العقاد علي قرائه حالة من اليقظة الدائمة من اول صفحات الكتاب حتي اخر صفحة ،  و هذه الحالة من اليقظة الزهنية الدائمة هي ما يرهق قراءه و يجعل الجميع ياخذون فكرة عامة عن كتبه بانها صعبة الهضم.
العقاد كمفكر موسوعي لا يقتنع في الكتابة عن أي موضوع بدراسته من جانب واحد ، بل انه دائما ما يتطرق الي ميادين المعرفة التي تعرضت لموضوعه كاملة ، و اذا تعددت الاراء في الميدان المعرفي الواحد عرض للاراء المختلفة عرضا موسوعيا . لذلك فان من يقرأ له سيفاجأ بانه قد خرج كثيرا الي بحار المعرفة الواسعة منطلقا من عنوان قد يكتب فيه غيره بتبسيط شديد .
في كتابه الانسان في القران قسم الكتاب الي جزءين ؛ الاول عن الانسان في القران ، و فيه تحدث عن الانسان كمخلوق مسؤل عن افعاله حرا في عملها لان التكليف الالهي يتضمن بالضرورة قدرا من الحرية تتيح له القيام بالواجبات التي كلفه الله بها.
كما تعرض لتكوين الانسان الروحي و الجسدي ن و مكانة النفس بين الروح و الجسد . كما عرض للامانة و معناها و كيف ابت السماء و الارض حملها ، و لم ينسي ان يوضح ان اباء السماوات و الارض يختلف عن اباء الشيطان في السجود لادم .
الانسان كما يتضح من ايات القران نشأ عن أب واحد و أم واحدة فالبشرية كلها اسرة واحدة .
في الكتاب الثاني كتب العقاد عن الانسان في مذاهب العلم و الفكر . فكتب عن عمر الانسان الحقيقي في الارض و كيف اتضح من خلال الحفائر انه ذو تاريخ موغل في القدم . و قد اوغل فيه رفاق داروين و مؤيدو مذهبه الي مدي ابعد في التاريخ بعد ان اعتنقوا نظرية التطور و اصل الانواع . تحدث عن الدين و مذهب داروين و كيف يمكن للدين ان يتخذ موقفه من المذاهب العلمية الجديدة ككمذهب التطور. فالدين لا يجب ان يقر ببطلان مذهب او نظرية  و لا يجب ان يقر بصحة مذهب او نظرية . فالصحيح قد يظهر من دلائل العلم ما يبطله و الباطل قد يظهر من دلائل البحث من يقر بصحته و هنا قد يتعرض الدين للحرج .
و اكمالا للرؤية الموسوعية كتب العقاد عن مكانة الانسان في علم الحيوان و علم الاجناس البشرية و علم النفس و الاخلاق ، و ختم كتابه بالحديث عن مستقبل البشرية و يري ان القران يرسم طريقا لانسان المستقبل لا يمكن له ان يتعارض مع مذاهب الفكر الحديث .

ليست هناك تعليقات: