الأربعاء، مايو ٢٧، ٢٠١٥

الثقافة التليفزيونية

الثقافة التليفزيونية
عبد الله اغذامي

..................
الثقافة التليفزيونية كتاب لعبد الله الغذامي يتحدث فيه عن عصر جديد اصبحت فيه الصورة و ثقافة الصورة هي النوع الجديد المسيطر علي كل مصادر الثقافة الاخري  . حيث كانت الثقافة في عصر الكتابة تحتاج الي وسيط ( المثقف او القاريء ) كي ينقل الثقافة الي الاخرين ، الا ان الثقافة في عصرنا الحديث لا تحتاج الي وسيط بين المرسل و المتلقي ، فالصورة تغزو العقول بلا واسطة و يفهم رسالتها الجميع دون وسيط من عقل كبير او مثقف كبير . كما ان الصورة لا تحتاج الي ترجمة من لغة الي اخري .
عدم الحاجة الي وسيط انهت دور النخبة الناقلة للثقافة و افقدتها دورها تماما . الا ان للثقافة التليفزيونية بعض خصائصها السلبية منها اعتمادها علي نجومية الفرد او الحدث ،و الغاء السياق الذهني للحدث و قابليته للتلون التقني و قابيلته السريعة جدا للنسيان .
كان الادب قديما التعبير الاكثر شعبية عن الثقافة ، فكان الانجليز مثلا يتباهون بشكسبير ، لكن الان اصبحت الصورة المتحركة في دور اسينما هي الصورة الاكثر شعبية للثقافة .
الصورة في العصر الحديث مخيفة كما كانت مخيفة قديما ، فقديما كان الجهلاء يخافون من التصوير معتقدين انها تسلب جزءا من روحهم ،و في العصر الحديث نقابل كثيرا عبارة ممنوع التصوير ، و كثير من المؤسسات تمنع اصطحاب الات التصوير داخلها ، ذلك لان الصورة تفضح و تكشف و لا تحتاج الي مفسر او مترجم ، فالصورة عابرة للثقافات و اللغات .
كثير من الدول في حروبها اعتمدت علي تسويق جيشها بصورة انسانية رغم بشاعة ما فعلوه عن طريق الصورة ، و كذلك فعل الارهابيون ايضا ، نشروا ارهابهم و ضخموا حجمه عن طريق الصورة ، فاصبحت الثقافة التليفزيونية في حاجة الي نقد لتحليل محتواها و تحديد مشاراتها التي يجب ان يتعامل معها الانسان من خلالها .
كتاب جديد مميز للغذامي و هو ثاني كتاب اقرأه له و لن يكون الاخير و انصح به و بكل كتبه .
........................