الخميس، مايو ٣٠، ٢٠١٣

انه الانسان

كتاب /انه الانسان
تاليف/الشيخ خالد محمد خالد
....................
مقدمة
.............
هذا الكتاب ليس قصيدة تحكي امجاد الانسان و تردد مفاخره.
انما هو محاولة في سبيل كشفه و اجتلائه.
ذلك ان الكثير من مشاكل البشرية ،
مرده الي تقطع الاسباب بينها و بين الانسان .،
و قعودها عن العمل الدائب البار من اجل اكتشافه ،
و اكتشاف مشيئته.
ص2
................
لطالما اقامت البشرية جسورها فوق هاوية..
و لطالما اسلمت امورها للبغضاء،
و للحظوظ الغاشيات.
و كثيرا ما كانت_و لا تزال_تبدو كجيش
 زاحف تاه عن قائده،
و حيل بينه و بين معرفة خطته المثلي ،
و اتجاهه السديد.نفتخبط ،
و تشتت ،و احتواه الضياع .
لكن لحسن الحظ ،انها ادركت اخيرا ،
انها لكي تضع اقدامها الراسخة فوق صراط قويم..
و لكي تكتشف حقائق حياتها  في زمن وجيز ،
و بجهد يسير ..و لكي تظفر بكل اغراض وجودها  العظيم.؛
فلابد لها ان تعود بتفكيرها جميعه الي الانسان..
ص2
......................
لن نستطيع اداء واجباتنا تجاه كل شيء ،
حتي نؤدي_اولا _واجبنا تجاه الانسان.
ص4
......................
الانسان عبر نفسه
......................
لهذا خلقنا ..
  و منذ اعطينا هذه الارض ،
و هذا الوجود ، و هذه الحياة..
و ثمة من الاعماق البعيدة نداء لا يفتا يتردد و يهيب :
ان واصلوا السير دوما .
و ارفعوا مراسيكم و ابحروا الي الغرض العظيم..
الغرض العظيم...؟؟و ماذا يكون...؟
لطالما تبدي لنا في نماذج شتي ..
في الارض تارة،و اخري في السماء..
خارجا عنا مرة ،و كامنا فينا اخري..
سرنا مع القدر ،و مع الحظ ،و مع الذكاء..
زاملنا الياس ،و زاملنا الرخاء..
ذقنا مرارة الاخفاق ،و حلاوة الظفر..
عشنا علي السفوح ،و تذرينا القمم.
واجهنا الفجائع ،و عانقنا المباهج،
و سرنا علي الشوك حفاة ،و عانينا الصقيع عراة..
و في كل هذا و ذاك .كانت راية الاقدام تخفق عالية،
معلنة وجود قافلة تحتدم شوقا .
و تتضرم رغبة .و تتفجر عناء،و ذكاء،و عزما..
حتي انبثق ذات يوم من موكبنا الصاعد عمالقة تتري ..
فيهم الانبياء الذين يقلبون وجوههم في السماء
 فتلهمهم الهدي و الفرقان .
 و فيهم الفلاسفة  الذين يتساءلون :كيف..؟و لماذا..؟
و فيهم الفنانون الذين تزجي اناملهم الرقيقة سر الطبيعة و ذكاءها .
 و منهم العلماء الذين اخرجوا خبء المجهول،
و اسر اليهم الكون بقوانينه.
.و تغشانا العجب ما تغشي ..
كان عجبنا كيف وجدوا فينا ..كيف خرجوا من بين صفوفنا؟
كيف خلقوا من طينتنا؟كيف تفوقوا و تالقوا ؟
و كيف اتخذوا طريقهم الي السماء صاعدين؟؟
كان هذا الحس نقطة انطلاق عارم .لقد كان ميلادا جديدا لنا نحن البشر.
.............
ص7،8،9
...................
الطبيعة النهائية للانسان ..قارة عظمي ،
لا تزال مجهولة ،و ما اوتينا من العلم بها الا قليلا.
و لقد ذهب علماء الدين ، و علماء النفس،
و علماء الحياة ،يجوسون خلال تلك القارة الغامضة ،
و لا يزالون يفعلون.
..............
ص11
........................
ان كلمة _انسان_لتبلغ من العظمة مبلغا يجعل كل اضافة لها لغوا.
و تبلغ من الجلال مبلغا يجعل نعته بالسوبر مان فضولا..
..............
ص14
.....................
  "السوبر مان"..وصف نخلعه علي الانسان
لنرضي به جهلنا بحقيقة الانسان،
و لنعبر عن امنيات عزيزة ،و ان تك طيبة لمستقبلنا نحن البشر.
و لكن لماذا "السوبر مان"؟هل وجد الانسان
 حتي نتعجل مجيء "السوبر مان"؟
ان الانسان لم يتم بعد ظهوره.و هو حين يتم ظهوره ،
يجيء متضمنا كماله ..و يصير وصفه بالاعلي ،
شبيها لوصفنا الشمس بالمضيئة..!!
...................
ص14
..................
ان الناس الذين عاشوا في العصر الحجري ،
و الناس الذين سيحيون بعد عصر الكواكب و الفضاء ،
سواء في التمجيد و ا لتكريم.
و الانسان في بداية تطورنا_علي الرغم من جهله
و عجزه و فوضاه.لا يقل شاوا 
عن الانسان القادم في نهاية التطور مع سموق
مكانته و مثواه..
.............
ص15
...............
هذا الذي يحول بؤسه الي عظمة ،
و رذائله الي فضائل ،و عجزه الي قوة ،
و انحطاطه الي رفعة.
هذا الذي يفرغ امسه في يومه ..و يهدي يومه الي مستقبله..
هذا الذي عندما تجلي في سقراط ،و عمر بن الخطاب ،
و غاندي،و ابن سينا،و شكسبير ،و اينشتاين ،
و ابن رشد..لم يكن يعني انه حقق بهذا التجلي كماله ..
و انما كان يعني انه يختبر المعازف التي ستعزف ذات يوم،
و الي الابد،السيمفونية الكبري و اللحن العبقري العظيم.!!
......................
ص16
...............
لعل امجد اللحظات في حياة الانسان ،
تلك التي اكتشف فيها وجوده ،و اكتشف مع وجوده حريته ،
و اكتشف مع حريته مسؤليته..
و لقد كان هذا الكشف من اعظم ايات حدسه ،
و اذكي امارات فطرته.فمن غير وعي
 و تفكير ارتبط الثلاثة في روعه _الوجود ،
و الحرية،و المسؤلية_و هو بعد لا يزال يحبو في دنياه.
.............
ص19
.............
و كانت مسؤليته عن نفسه،و عن سلامته و بقائه ،
هي التي تحدد له مفهوم حريته .
و هكذا ارتبطت الحرية بالمسؤلية في وجدانه من قديم 
 بل وجدت حريته كضرورة تقتضيها مسؤليته .
اي انه لكي يكون مسؤلا يجب ان يكون حرا.
............
ص21
............
احدي المفاراقات التي تملا حياتنا .
في الوقت الذي نبدا فيه نعرف ،
نبدا كذلك نتعب ..ذلك ان المعرفة_اي معرفة_تبدو دائما
ولادة بين مخاضين ..
فمسؤلياتنا تلح علينا كي نعرف..
و معرفتنا تولد مسؤليات جديدة.
و المسؤليات الجديدة ،تنجب بدورها معرفة اخري...
و هكذا.
............
ص22
.............
ان مشكلة الانسان تتمثل في ان حياته اليوم اشبه ما تكون
بزقاق مسدود ،تغشاها "طمانينة  زائفة"
و تحركها "رتابة مملة"و انه _اي الفرد الانساني_
يعيش ممثلا دور مفروض عليه،
و يقضي عمره تائها وسط مخلوقات تائهة .
اي انه لا يعيش حياته و انما يمثلها..
و الخلاص ان يدرك الانسان انه يحيا في نطاق
"قدره الشخصي" الذي يصنعه هو
 لا "قدره الاجتماعي" الذي يريده له المجتمع.
..............
ص28
........................................
الانسان مادة حضارته
.................................
ان الذكاء الانساني الجدير بكل ثقة  و كل حفاوة
 و كل احترام  يتهم اليوم ،كما اتهم في عصور
 سالفة بجريمة القتل ،و القضاء علي
الجنس البشري  كله..
كلما اخترع سلاحا جديدا ..
كلما اكتشف من قارات المعرفة و العلم جديدا ..
طار صواب الناس ،و قالوا وداعا للحياة ..
شهيدة  ذكاء الانسان و غروره.
.............
ص46
..............
و الناس في هذا التطير معذورون،
 ملومون ..معذورون..لان الذكاء الانساني في انطلاقته الجسور
 يخطف ابصارهم ،و يفجاهم بالمعجزات
 التي ماكانت تخطر لهم ببال ،
فيتركهم سكاري و ما هم بسكاري ..!
و ملومون لانهم لا يبسطون عقولهم بعض البسط فتعود
 اليهم بكل اسباب الثقة بذكاء الانسان.
...........
ص47
.............
و هنا يعود الينا السؤال :و ما الانسان ..؟
و لعل من الخير ان اعترف بالصعوبة التي احسها
 و انا اصور مفهوم هذا الانسان الذي اعنيه..
ذلك انني احسه اكثر مما اعرفه..
و استشرفه برؤيا الحدس ،
اكثر مما ابصره برؤية العقل و لكن هذا لن يمنعنا
عن السير معا صوب اكتشافه.
فالانسان هو الرؤية الحقة لنا في عالمنا الانساني هذا..
و نحن لا نصاب بالقنوت من امره ،
و الياس من مستقبله الا حين تغيب عنا حقيقته.
...........
ص58
...........
كل عمل من اجل تكريم الانسان ،
و بعث فرص اكتماله لن يكون له موضوع سوانا ،
نحن البشر.
و كل اساءة الي فرد انساني واحد ،
تعني الاساءة الي الانسان في مجلي من مجالي ظهوره.
و الانسان الميمم وجهه شطر الكمال العظيم ،
لن يبلغ هذا الا بقدر ما تبلغ الجموع البشرية
 من نبوغ عقلي و اخلاقي ،و اجتماعي ،
فكلما كثرت الجموع الممتازة المتفوقة المسيطرة
علي مصيرها ،كثرت معها فرص الانسان في الظهور ،
و قرب يوم اكتماله.
و سيادة الانسان علي وجوده ،هي السبيل لتحقيق هذا النبوغ للجموع.
...........
ص72
.............
مكان كل فرد من الوجود ،هو الوجود الانساني ،
لا الوجود الشخصي ..لان الاول فضلا عن كونه
 يتضمن الثاني ،فهو_قبلا_مجالنا الحيوي الاوحد.
.............
74ص
............
لابد ان نصل كل خطوطنا بالانسان ،
و نكون دوما علي استعداد لاستقبال مشيئته و السير معه.
............
ص74
.............
الخير الانساني كامن في النوع الانساني،
و كلما وثق الفرد به وشائجه ،اذداد غرفا منه ،و انتفاعا به..
............
ص74
.............
التاريخ بمفهومه الصحيح ،
هو الحركة الانسانية و النشاط الانساني  قاطبة ..
هو الوعي الانساني في حركته الدائبة .
و قوانين هذه الحركة تقع تحت سيطرة الانسان و ليس العكس.
و من ثم فالانسان لا يخضع لاية حتمية تاريخية بل التاريخ
كعمل انساني ،هو الذي يخضع لحتميات انسانية .
و التاريخ اذن ،ليس قدرا طارئا و مفروضا علي الانسان .
و ليس حتمية غيبية تتحكم فيه بل هو وعيه المدروس،
و عمله المحكم و حركته المنظورة.
..............
ص78
.............
تحرير الانسان من الحتمية التاريخية ،
و تحريره من الحتميات جميعا،ليشكل ضرورة قصوي.
............
ص78
.....................................
الانسان سيد فكره
...........................
بهذه القوي_الدين ،و العلم ،و الفلسفة و ما انبثق منها ،
كالفن ،و اللغة،و الادب_يعبر الفكر الانساني عن ذاته..
تماما مثل الطاقة في الطبيعة تعبر عن نفسها بقوي كثيرة
 كالكهربية ،و المغناطيسية.
و كما ان هذه القوي جميعا ،ليست سوي الطاقة نفسها..
فكذلك القول ليست في تحليلها النهائي سوي الفكر ذاته.
............
ص86
..........
كلمة"فكر"تبدو،و فيها من السيادة ما يجعل وضع كلمة
"حر" الي جوارها فضولا و لغوا..
فليس للفكر سوي حالة واحدة يتاكد فيها وجوده ،
تلك هي حالة التحرر المطلق من شتي القيود .
اي انه ليس ثمة فكر حر،و فكر غير حر..
هناك فكر ..او ،لا فكر علي الاطلاق.
............
ص91
............
الفكر الرشيد حق ليس هو الذي يقول :
"هذا ،و لا شيء معه".بل من يقول"هذا ،الي ان يظهر خير  منه".
...........
ص94
...........
الحق اقول لكم:انني لا اخاف من الالحاد علي قضية الايمان ابدا.
بل انه لمن تمام النعمة  علي الايمان ،
هذا الذي نسميه الحادا .ذلك ان الايمان لو ترك للطمانينة ،
لذوي و مات.
............
ص94
..........
ان اعظم ما يقدمه الفكر للناس هو انه يؤمنهم من خوف..
فالسبب الحقيقي للخوف هو الجهل ..
و لقد خفنا الرعد و البرق و خفنا الارواح ،فعبدناها..
و خفنا القحط ،و ضعف المحاصيل ،
فذبحنا افرادا منا .و قدمناهم قرابين.
............
ص96
..........
 خفنا ملوكنا فعبدناهم .
كذلك خفنا و لا نزال نخاف من الفكر كل جديد.
و لكن الفكر الذي اقتحم جميع مناطق شعورنا ،
و تجربتنا ،و الطبيعة حولنا.،
مضي يزيع نعي مخاوفنا اولا فاول.
و هذا هو دوره الباسل العظيم .
.............
ص97
............
و الفكر الانساني لا ينسي ابدا وظيفته الرئيسية .
و هي تحويل الجهالة الي معرفة ..
و المخاوف الي جراة،و العشوائية الي منطق..
و السذاجة الي وعي مكتمل..و بعبارة واحدة ،تحويل الدهماء الي صفوة.
................
ص98
..............
ان الثقافة ليست امتيازا..انها حق الجميع.
و ليس من الخيال  ان نطمع في جماعة انسانية
تنتظم الفي مليون  نفس او تزيد ،
ثم تحرز كلها من الثقافة و من النبوغ ما يحرزه
 الافذاذ من بعض افرادها..
اجل ليس هذا من الخيال ،
بل هو من التبعة التي تشكل جزءا هاما
و صادقا من امانة الحياة التي تقبلناها واثقين.
.............
ص104
............
يري بعض السادة ان الثقافة تفقد عظمتها و قيمتها
حين تنتقل الي الكافة و تصير طوع ايديهم ..
و هذا يشبه قولنا:ان الشمس تفقد الكثير من وجاهتها
و عظمتها  كلم وقعت اشعتها علي الاعداد الكثيرة
من الناس ،سيما اعداد الدهماء و السوقة ..!!اي منطق هذا؟؟
.............
ص111
...........
اننا حين نستعرض فترات التمرد الفكري في تاريخ البشر،
نجدها نفس الفترات التي  تحددت خالها المصائر العظمي لنا،
و استبانت عندها معالم طريقنا الصاعد.
.................
ص114
.............
اذا كان العلم الذي يزن و يقيس ،و يتوسل بالمعادلات و القوانين ،
كثيرا ما يغادر يقينا الي ضده..
فهل يكون من العدل و المنطق اذن ،
ان يعكف الناس علي راي ما ،
باعتباره  الحق المطلق الذي لا ينبغي لهم ان يجاوزوه...؟؟
...............
ص114
..............
الحب ليس جهازا يشتري من السوق
حيث نبلغ به الغرض العظيم..
و لكنه وظيفة من وظائف طبيعتنا الانسانية ،
و تعبير عنها .و نشاط لها..اي انه يبدا رحلته من طبيعتنا..
..............
ص117
............
اذا اردنا ان نظفر بحب انساني يدفيء البشرية المقرورة ،
و يرفعها فوق مستوي الضغن و العداوة ..
ان ندع الحب ييزاملنا في رحلتنا..
...............
ص119
...........
ان تعطيل فكرة لاتعطلها وحدها بل تعطل معها
 افكارا كثيرة كانت ستتولد منها..
ان بذرة "المانجو"تحمل في باطنها الاف الاشجار ،
بل تحمل عددا لا ينتهي من اشجار المانجو..
كذلكم الافكار و رؤي العقل ،
يحمل كلمنها اعدادا لا تنتهي من الافكار و الرؤي
و خنق فكرة واحدة ،يعني خنق عددا لا ينتهي من  الافكار .،
و كما ننشق جميعا هواء واحدا،فثقافتنا نحن بني الانسان واحدة..
.............
ص128
..............
قيام فكرة في وجه فكرة اخري ..
هو الذي يميز طيب الثقافة من خبيثها..
..........
ص129
............
ان شر الوان الاستبداد ،هو"استبداد الكلمة"..
و ان بضع كلمات ،كانت تقول "الارض مسطحة"
ظلت تستعبد البشر احقابا تلو احقاب ،
حتي اذا انشقت الصفوف المذعنة عن بضعة افذاذ
 ارادوا ان يجاوزوا الضباب الي مطالع الضوء..
هبت التقاليد في وجوههم باطشة فاتكة ،
فسجنت ،و شنقت ،و احرقت.
...........
ص132
...........
الذين تسترقهم و تستعبدهم عبقرية فرد ،
كثيرا ما يحرمون الانتفاع بعبقريات الذين يناهضونه.
...........
ص134
...........
الثقافة ليست معرفة فحسب،بل هي كذلك نفوذ ..
و نفوذنا يتسع بقدر ما يكون معنا من ثقافة .
كما ان كل اهمال لثقافة ،او اعراض عن فكرة ،
و مناهضة لمعرفة ،يعني نقصا كبيرا في نفوذنا ..!!
.............
ص134
............
 الثقافة تحرير لا استعباد..!
و هي بهذه المثابة تدعونا لان نتعلم من جميع المعلمين ،
ثم نسير وحدنا دون ان نكون ظلالا للاخرين مجرد ظلال..
.............
ص135
.............
واجبنا نحن بني الانسان في كل زمان ،
و في كل مكان ..ان نتعلم من جميع المعلمين
دون ان نفقد في غمار عظمتهم استقلالنا الفكري ،
و دون ان نتحول الي امعات تائهة.
..........
ص135
..........
التعليم يؤهلنا ..اما الثقافة فتعلن سيادتنا ،
و تؤكد تفوقنا علي كل عوامل التبعية و الخضوع.
............
ص135
..........
ان شر ما نصنعه هو ان نحمل المفكرين علي نبذ ارائهم
لمجرد انها لا تتسق و اراء اخرين من الاطواد الشامخة ،
و العبقريات الفذة ..او لانها لا تتفق و العرف السائد و
 المعرفة القائمة  ،فكاي من افكار نبذها لاناس ذت يوم
 و حاربوها و فتكوا باصحابها ..
ثم اذا بها تفرض فيما بعد نفسها ،
و يتبين العقل الانساني انها حقائق،و قوانين و مسلمات...
...........
ص136
...........
لنرحب بكل ثقافة تثير الزعر في نفوسنا ،
لانها دليل علي ان بهذه الانفس خوفا مذلا يجب ان يرحل..
و بكل ثقافة تثير الشك في انفسنا ،
لانها توقظ ارادة اليقين لدينا،و تزودها بالبصيرة و الفهم.
و بكل ثقافة تسمعنا حشرجة الانقاض المتهاوية داخل تفكيرنا المدبر،
لانها تبشر بميلاد جديد لوعينا..
و بكل ثقافة تتحدي افكارنا و ارائنا ،
لانها ستكشف عن زيفها اذا كانت زائفة ..
او تزيدنا ايمانا بها و اصرارا عليها اذا كانت صادقة...
...........
ص138
.............
كلما جعلنا شعارنا نحن البشر _"ثقافة بغير قيود".
و كلما استمسكنا بهذا الشعار ،ازداد نفوذنا في الحياة.
...........
ص138
...........
التحديد و الاختيار
.........................
المعرفة الحقة ان تعاني تجربة هذه المعرفة ..
و الاختيار الحق ،و الحرية الحقة ،هما ان تعاني تجربتهما .
............
ص144
...........
و لقد اختار الانسان مصيره فعلا ،و يتلخص في هذه الكلمات
ان يسود ارضه
ان يسود عالمه
ان يسود نفسه
............
ص147
..............................................
اصل الكتاب
165
................

ليست هناك تعليقات: