الاثنين، فبراير ٠٩، ٢٠٠٩

البنت الصغيره سافرت

في اول ايام شهر يوليو الماضي كتبت تحت عنوان البنت الصغيره مقالا عن زواج اختي الصغيره و اليوم اكتب عن سفرها للحوق بزوجها بسلطنة عمان اقرا مقال البنت الصغيره من هنا
.........................
مرت ست شهور منذ زواج اختي خلالها تغيرت هي كثيرا و تزوجت انا بعدها بثلاث شهور و تغيرت انا ايضا مثلما تغيرت هي و مثلما تغيرت الدنيا كلها في هذه الشهور !!فقد صارتا لدنيا تتغير حولنا بين يوم و ليلة و يصيبها من التبدل و التحول ما يحيرنا و يذهلنا .فالدنيا تتغير حولنا و لا نتغير نحن و لا نشعر بان لنا نصيبا في احداث هذا التغيير و بالتالي لا نستعد له و لا نتهيا له فيقع التغير علي رؤسنا كالصخور فوق مساكن اهل الدويقه.
يوم سفر البنت الصغيره _و كنا قد تعبنا في الاعداد له لشهور طويله _ ذهبت معها لتوصيلها للمطار مع بعض الاهل عازما علي تركهم في رحلة العودة للانفراد برحلة اخري اكون فيها وحدي و مع نفسي بعيدا عن الجميع .وصلنا للمطار الجديد بالقاهره و رايت به بنايات كثيره و تحديثات كلها جديده تماما لكنها لم تلفت نظري لانها ليست فلتة معماريه كما كنت اسمع عنها في وسائل الاعلام .كان هناك عدد كبير من الاجانب يغادرون صالة السفر و كان اغلبهم من شرق اسيا ،يمكن ان نقول اكثر من 90% منهم.و كانهم يمثلون نسبتهم في العالم في صالة المغادره بالمطار.
لفت نظري بعض الاجانب القادمين الذين وجدتهم يرتدون ملابس _حسب عاداتنا _لا تصلح كملابس انتقال بين قريتين ،و تصلح للجلوس علي مقهي في قريه مثلا او تصلح كملابس بيتي فهي قديمه و مقتوله شغل .فاعجبني هذا السلوك فالواحد منا يكاد يموت جوعا حفاظا علي مظهريات فارغه من المضمون.و ربما يكون هؤلاء اصحاب مستويات علميه مؤكد انها اكبر من مستوياتنا الا انهم لم يعتبروا خروجهم من وطنهم امر يقتضي شراء ملابس جديده للظهور بها امام الناس الغرباء مثلما نفعل ،و ربما كان في مسلكهم هذا استشعار بانتقالهم الي بلد متخلف لا يجب ان يعطي مظهره اي اهتمام حقيقي داخله.
شيء اخر لفت نظري و هو ضابطة شرطه بالمطار!! نعم فتاه تعمل بادارة الجوازات .هي بنت ربما في نهاية العشرينات او منتصف الثلاثينات لا استطيع التحديد بدقه ،كانت جميله جدا و في ملابس الشرطه السوداء بدت انيقه جدا .لها حاجبان متقوسان تامي الاستداره كانهما مرسومان بريشة فنان ووجهها دائري متناسق تماما مع الحاجبين و تحجيبتها السوداء تلف راسها دون الرقبه في شكل دائري انيق ،اي ان راسها كان به من الدوائر و انصاف الدوائر الشيء الكثي و كلها تناسقت مع بعضها في انتاج وجه جميل جدا اعتقد انه النموزج الافضل في التعبير عن الجمال المصري في اصالته التاريخيه الموروثه عن نفرتيتي و حتشبسوت.
غادرنا المطار بعد الاطمئنان علي سلامة اجراءات البنت الصغيره و تركت انا العائله _ و في نيتي ان ابقي الي منتصف الليل _ الي قلب القاهره بالمترو من المرج الجديده الي السادات حيث ميدان التحرير الي شارع سليمان باشا الي شارع شريف الي مكتبة سمير و علي لشراء الوان باستيل و الوان بوستر كنت اسعي لشرائها منذ مده لكن الكسل يمنعني من الانتقال و بعدها غادرت القاهره متنازلا عن نية البقاء.
قبل توديع البنت الصغيره كان لي عندها مجموعة كتب اوصت اخي زوجها بارجاعها لي و لما عدت ذهبت اليه كي استعيدها و حينما دخلت بيتهم احسست بغربتي فيه و انه لا شيء لي هنا!!رغم انني كنت ادخله و ارحب باهله كانني صاحب البيت !!فماذا تغير اذن؟؟قررت ان اغادر المنزل بسرعه بعد ان شربت ما قدموه لي تاركا في الكوب نصفه .
غادرت المنزل و في طريق عودتي تسارعت الاحزان الي نفسي و كانت الكتب في يدي تمثل ذكريات يوميه من المناكفه بيني و بين البنت الصغيره فكل يوم اراها فيه ابادر فور رؤيتي لها بالسؤال التقليدي الذي مللنا منه سويا:اين الكتب؟فتصرخ في وجهي من مللها :سانتهي منها و اعيدها لك في اقرب فرصه و كف عن سؤالي عن كتبك فانا لا ااكل الورق.ماذا ستتغدون اليوم ام ان زوجتك لم تطهي الطعام بعد؟و يدور حواري معها كلما زارتنا علي هذه الوتيره ،و قد ذاد الحزن في نفسي عندما مررت علي في طريقي علي مقابر القريه و كان الاسباب الحزينه تجمعت و اتفقت كي تحدث لها اثرا في نفسي قبل ان تنتهي اثار الاحداث الجديده و تصبح من العادات التي الفتها النفس.
رغم علمي القاطع بان الموبايل لا يمكن ان تستخدم في الاتصال بالطائرات الا انني كنت اداوم علي الاتصال بها طوال رحلتها و كان اتصالاتي التي لا تتم نوع من التعويض النفسي و الدعم العاطفي لي و لها في هذا الوقت.لكن بعد ساعات من الاتصال الوجداني الذي بلا وسيط اتصل زوج البنت الصغيره و اخبرنا بوصولها و تحدثنا اليها ثم انتهي يوم سافرت فيه البنت الصغيره مثلما انتهي يوم تزوجت فيه كما انتهي يوم ولدت فيه من قبل.
.............................
..............................................

هناك ٢٠ تعليقًا:

طبيبك الخاص يقول...

انا سعيد انى اكون تعليق
وثانيا اسلوبك فى الكتابه عن سفر البنت الصغيره كان رائعا حقا استمعت بقرائه وان دل هذ على شى فانما يدل على مدى حبك لاختك...ربنا يكرمها ويسعدها وين ما تكون

ثالثا:سفر اثار فى نفسى بعض الحزن نفس الاحساس التى احسست بيه عندما تزوجت فتعودت عند دخولى لبيت عمى ان اسمع صوت الاطفال هناك فى ارجاء البيت تضحك وتشاكس عمتهم اللى هيا البنت الصغيره ومع ذلك لم يجدوا منها سوى الضحكات والطيبه وان ناوت على الضرب فيكون اشبه بالهزار او المداعبه بعد زواجها احسست صراحه بفراغ فى بيت عمى فاكانت تعطى له صوتا

ربنا يسعدها ويوفقها وان شاء الله ترجعلنا بالسلامه ان شء الله

^ H@fSS@^ يقول...

ربنا يرجعلك البنت الصغيرة بالسلامة
ان شا ءالله تنبسط في عمان لاني اسمع انها بلد جميلة فيها خضرة و جبال عكس اغلب البلدان الخليجية التانية
كان نفسي يبقى لي اخ اكبر مني زيك كدا ياخد باله مني
بس للاسف انا الكبيرة بتاعتهم

تحياتي يا نون

زمان الوصل يقول...

كلامك عن تغيّر شكل علاقتك بأختك بعد زواجها فكّرنى بإحساسى بعد زواج أختى :) بقيت أستصعب أمارس عليها دور الأخت الكبيره و أقول لنفسى دى خلاص بقت ست متجوّزه ماينفعش خالص تعامليها زى زمان حتى لو كان بدافع الخوف عليها !!

يوم زواج أختى رجعت بيتنا و دخلت حجرتنا التى كانت مقلوبه رأسا على عقب طبعا من آثار الاستعدادات الجهنّميه للزواج و سألت نفسى بذهول : هى فعلا خلاص مش هتيجى تنام معايا فى نفس الأوضه !! خلاص مش هتبقى معانا فى الشقّه !! أمّا أحب أدوّر على حاجه تايهه مش هاعرف أسألها مباشرة و هاحتاج أكلّمها بالتليفون عشان اعرف فين حطّت حاجاتى !!

كل المشاعر دى على تضاربها و تناقضها أحيانا بتخلّينى أشعر بالأسف لمن لم يمنحهم الله نعمة أن يكون لهم إخوه و أخوات .. و الحمد لله على كل حال

عين فى الجنة يقول...

الصغير دائما يظل صغير فى عيون من هم اكبر منه

dr.Roufy يقول...

:)

الصغير بيكبر..والضيق بيتسع
دا حالنا مع الدنيا ..ومع احبابنا فيها
ربنا يحفظ البنت الصغيرة
ويسعدها في حياتها الكبيرة الى هاتبدأها

كل التحية

عدى النهار يقول...

الغربة شىء سخيف أجيال كثيرة عايشاها سواء كان داخل اليلد أو خارجها

M. Amin يقول...

جميل أوي البوست دة، أحييك عليه
عجبني أوي وصفك لأختك طول القصة بـ"البنت الصغيرة" رغم انها تزوجت دلوقتي و كمان مسافرة برة.. لكنك مازلت تراها "بنت صغيرة"، و الذكريات القديمة..ربنا يخليكوا لبعض.

و كمان عجبتني جولتك جوة القاهرة رغم اني كنت أفضل انك تتكلم عنها بالتفصيل شوية.. اكيد جولة زي دي تستحق.

أنا أول مرة أعلق هنا بس مش أول مرة آجي.. المدونة فعلا حلوة تسلم إيدك و في انتظار المزيد :)

Shimaa Esmail يقول...

السيد الأستاذ صاحب مدونة /ذو النون المصري
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لقد أرسلت لك رسالة عبر البريد الإلكتروني تتعلق باستمارة استقصاء بيانات عن المدونات المصرية.
أرجو الاهتمام والرد سريعا بالموافقة أو الرفض.
تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحثة بالماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

ذو النون المصري يقول...

طبيبك الخاص
تشكر علي الزياره و التعليق و اسعدني جدا شعورك تجاه البنت الصغيره
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

حفصه
ربنا يعيدها بالسلامه
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

زمان الوصل
العلاقات تظهر حينما يختفي من كنا نعيش معهم غالبا

ذو النون المصري يقول...

الاستناذ راجي
و هتفضل صغيره الي الابد
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

د روفي
هتفضل صغيره مهما كبرت
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

عدي النهار
اغلب الجيل الجديد في حكم اليتامي لانهم عاشوا مع الام فقط بلا اب يربيهم
هذا هو الحال للاسف
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

الازيف
سعيد جدا انك بتزور مدونتي باستمرار
و سعيد بالتعليق
كنت ناوي اعمل جوله كبيره في القاهره بس للاسف هناك طواريء منعت التطويل في الجوله
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

ا/د/شيماء اسماعيل
لامانع عندي من الاشتراك بالتوقيع علي الاستبيان الخاص بالرساله و لكن انا لا اعرف كيفية التوقيع
ارسلتلك رساله بالميل علي الياهو بالموافقه
تحياتي

موناليزا يقول...

وكأن اخى هو من يكتب:)
ربنا يخليكوا لبعض

Unknown يقول...

ربنا يسعدها و تتحمل المشؤلية و الغربة و هى صغيرة و ربنا يصبرك على بعادها

ذو النون المصري يقول...

موناليزا
اسعدتني جدا بتعليقك و سعيد بان البوست اعجبك
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

عاليا حليم
يارب
تحياتي