الخميس، نوفمبر ٢٠، ٢٠٠٨

عبقرية المسيح


عبقرية المسيح
تاليف عباس محمود العقاد
.................................

اعترف اولا بان العقاد قد اسر عقلي و قلبي باسلوبه المنطقي في تحليل الشخصيات و رد جذور ابداعها و عبقريتها الي اسباب قد لا نراها الا بامعان الفكر ودقة الملاحظه .فدراسته للشخصيات لا تعني بتتبع مراحل نموها في ترتيب روائي قصصي ،بل هو يتتبع المؤثرات التي كانت سببا في نضج الشخصيه علي هذا النحو الذي كانت عليه هذه الشخصيات.و بعض هذه المؤثرات تاتي في سياق شرحه بما يوحي بان العالم انتظر شخصيته طويلا و ان هذا الموعد كان بالفعل موعدها و لم يكن لهذه الشخصيه ان تتخلف عن موعدها فهي كالفاكهه التي تنضج في زمن هو زمنها و ليس زمن غيرها.
اجتمعت الاسباب و تضافرت علي انضاج شخص المسيح و قبله انضجت شعوب العالم كله و هياته لانتظار المخلص ،فالعالم كان في حال ميؤس منها تماما في كل نواحي الحياة سواء الروحيه او الماديه .فقد كان اليهود منقسمين الي طوائف اغلبها يؤمن بانتظار المخلص سواء منهم الروحانيون الذين يطلبون الخلاص الروحي ناو الماديون الذين يطلبون النبي الملك الذي يخلصهم من ذل الرومان و باقي الامم التي تقع تحت طائلة نفس المشكلةالروحيه او الاسر الروماني كذلك تطلب الخلاص لنفسها.
في عصر المسيح كانت الجليل و هي التي ولد فيه مقصد الكثير جدا من ارساليات الشعوب المختلفه فكانت مجمع للكثير من الثقافات و الديانات و اللغات و كان لذلك اثره في الروح المسيحيه التي جاءت شامله للعالمين و كانت اول حالة كسر لاحتكار بني اسرائيل للرسالة السماويه ،حيث ضرب لهم المسيح مثلا بالدعوه لوليمه لم يحضرها الاقربون حينما دعاهم اليها صاحبها فارسل الداعي صبيانه الي الشوارع طابا كل من يحضر دون اشتراط ذوي القربي ،وكان ذلك ايذانا بانتهاء عصر احتكار الرسالات في بني اسرائيل و يعتبر ذلك اهم ما جاءت به المسيحيه و رسخته في نفوس الناس.
جاءت رسالةالمسيح كالماء سكبه المسيح ممزوجا بروحه علي نفوس عطشي فتعلموا علي يديه ان غنيمة النفس اربح من غنيمة العالم و ان مملكة الضمير في نفس الانسان ارسخ و ابقي من الممالك و العروش في الارض،و علمهم ان يكون العطاء عن حب و طواعيه و ان يحب الانسان من يكرهه لانه لا فضل لاحد اذا احب من يحبه .علمهم المسيح ان يرتفعوا عن الارض باخلاقهمزو قد لاقي الكثير من العنت من الكهنه الا انه كان ذو بديهه حاضره و افحمهم في كل كمين حاولوا الايقاع به فيه.
من خال هذه الكتاب احببت المسيح جدا فقد رايت انه كان ذو بلاغه عاليه جدا و شعرت بان روحه و روح محمد نبعتا من مشكاة واحده فالبلاغه قريبه جدا من بعضها ،!اعجبني في المسيح كلمات قالها مثل
"ان الحجر الذي رفضه البناؤن قد صار راس الزاويه ..ان ملكوت الله ينتزع منكم و يوهب لامة تؤتيه ثماره ..من سقط علي ذلك الحجر رضه و من سقط الحجر عليه سحقه..هناك يكون البكاء و صرير الانسان ،هناك يدعي الكثيرون و لا ينتخب الا القليلون"
و قرات للمسيح مثلا قال مثله محمد و ان كان بنص اخر يسهل علي من يقراه التعرف عليه قال عليه السلام:"زارع خرج ليزرع و فيما هو في الطريق سقط بعض البذور فجاءت طيورالسماء و اكلته،وسقط بعضها في مكان محجر خفيف التربه فنبتت علي الاثر ثم لم يلبث ان اشرقت عليه الشمس فاحترق نو اذ لم يكن له عمق في جوفالارض جف ،و سقط بعض البذور بين الشوك فطلع الشوك و خنقه فلم يثمر ،و سقط غيرها في الارض الجيده فاعطي ثمرا يصعد و ينمو نفاتي واحد بثلاثين و اخر بستين و اخر بمئه .من له اذنان للسمع فليسمع"
فعلا كلامهما من مشكاة واحده

ليست هناك تعليقات: