الخميس، سبتمبر ٢٤، ٢٠١٥

الشخصية الناجعة



الشخصية الناجعة
سلامة موسى
.....................
في هذا الكتاب تستولي فكرة رئيسية علي ذهن الكاتب ويستطيع القارئ الذي يقرأ له لأول مرة أن يستشفها من بين صفحات الكتاب؛ أما الذي قرأ له كتبا أخري، فإنه سيجد أن الفكرة ذاتها تكررت في أكثر من كتاب، ومرد ذلك إلي أن الفكرة قد تستولي علي الكاتب وتقفز إلي ذهنه في كل كتاب حينما يجدها ركيزة أساسية للإصلاح الذي ينشده، أو هدف في ذاته يسعي لتحقيقه.
الفكرة الأساسية التي سيطرت علي الكاتب هي فن الحياة، كيف نعيش الحياة و نستمتع بها، ونحقق فيها وجودنا كما يجب أن يكون؟
إن إنسان العصر الحديث_ الذي فشل في أن يحيا حياة حقيقية _ يستحق أن يكتب علي قبره عند موته " ولد إنسانا ومات بقالا". هكذا يرى سلامة موسي.
الحياة عند سلامة موسى قد فسدت بسبب تحولها إلي مباراة اقتصادية يجب أن يفوز فيها المتبارون، فنشأ بسبب ذلك الصراع الذي نراه، وروح المنافسة التي قتلت روح التعاطف البشري.
في هذا الكتاب يتحدث الكاتب عن الشخصية الناجعة، ومقومات هذه الشخصية، وكيف يجب أن يبني الإنسان شخصيته بجوانبها المتعددة؛ الروحي والعقلي والبدني. وكيف أن إهمال واحد من هذه الجوانب يعد قتلا وعرقلة للنمو الطبيعي للشخصية الناجعة.
يري الكاتب أن مجتمعنا لم يخرج شبابا قادرين علي المنافسة عند مواجهتهم في الميدان لشباب أوروبا، رغم أنه يعترف بأن الجانب العقلي عند شبابنا وشبابهم واحد، إلا أن الخلل عند شبابنا يأتي من جانب نقص الشخصية، التي أهملنا في بنائها.
يقرر سلامة موسي في كتابه منهج بناء الشخصية و كيفية علاج ما أصاب شبابنا من نقص، كما يعالج أهم الأسباب التي تؤدي إلي ضعف الشخصية، ويعدد أسباب ضعف الشخصية، ومنها الانغماس في العادة السرية، وإدمان الخمر و المخدرات، وقتل الوقت و عدم استغلاله في بناء العقل والجسم والروح بما يفيد المجتمع والفرد.
وضع سلامة موسي علاجا لهذه المشكلات رغم أن بعضه فيه خروج علي المألوف من عاداتنا وقيمنا؛ إلا أن التفكير بهذه الطريقة الغير مقيدة بأي قيد في ذلك العصر أثار في زمنه كتاب عصره ضده، إلا أنه ليس من الصعب اكتشاف أن هذه الأفكار تمتلئ بها رؤوس كتاب هذا العصر الآن.
الكتاب ممتاز ويستحق أن يقرأه كل من يقرأ هذا التقرير، وهذا التقرير تعريف فقط ولا يغني عن قراءة الكتاب.

ليست هناك تعليقات: