الخميس، سبتمبر ١٧، ٢٠١٥

الإعلان الإسلامي



الإعلان الإسلامي
علي عزت بيجوفيتش
.............................
هذا ثاني كتاب أقرؤه للرئيس السابق للبوسنة و الهرسك علي عزت بيجوفيتش . قبله قرأت له المؤلف الإستثنائي " الإسلام بين الشرق و الغرب  " و قد كتبنا عنه تعليقا في هذا الموقع .
هذا الكتاب مكون من ثلاث فصول في حوالي 100 صفحة . الفصل الأول بعنوان : تخلف الشعوب المسلمة ،و الثاني بعنوان : النظام الإسلامي ، و الفصل الثالث بعنوان : المشكلات الراهنة للعالم الإسلامي .
في الفصل الأول يتحدث عن المحافظون و دعاة الحداثة ، و يري أن نهضة العالم الإسلامي دائما ما تعترضها صدامات التيار المحافظ مع التيار التجديدي ، و هذا الخلاف بينهما ناشيء عن النظرة الضيقة لكليهما إلي الإسلام . كلاهما ينظر للإسلام باعتباره دينا بالمفهوم الغربي للدين ، دين عبادات بلا نظام حضاري . لذلك فهو يحذر من طرفين أحدهما يبعد الإسلام باعتباره لا يصلح لقيادة الحضارة ، و آخر لا يري أن الإسلام ينبغي له أن يمد يده إلي الحضرة باعتباره دين قيم روحية ،و يري ان الإسلام طريق ثالث بينهما .
في الفصل الثاني يري المؤلف أن من مميزات الإسلام كطريق ثالث أنه وحد بين الدين و القانون . فالمسلم في نظره لا يعيش منعزلا بل يخلق حوله البيئة الإسلامية ، فيقين نظامه و مجتمعه ، فالمسلم إما أن يغير العالم أو يستسلم للتغيير الذي يحدثه به العالم . و له رأي في القوانين المنظمة لحياة الناس  فيقول معلقا علي قلة عدد قوانين القران : إن كثرة القوانين في مجتمع و تشعبها و التعقيدات التشريعية علامة مؤكدة علي وجود شيء فاسد في هذا المجتمع ، و في هذا دعوة للتوقف عن إصدار مزيد من القوانين و البدء في تعليم الناس و تربيتهم  ..... و في هذا تعبير عن أهمية دور التربية في المجتمع الإسلامي الذي يقيم بناءه علي الجوانب الوجدانية و المادية معا بلا انفصال .
يري المؤلف أن الإشكالية الكبري في العالم الإسامي اليوم هي الخلط بين المباديء و النظم . المباديء لا تتغير لكن النظم تتغير .  فهناك مباديء إسلامية تنظم العلاقة بين الفرد و الفرد و الفرد و الجماعة و تقر المساواة بين الناس ،و تؤكد علي الأخوة بين المسلمين ووحدتهم ، و تقر حق الملكية ،و حق الفقير في الزكاة من مال الغني و منع الربا ،و تؤكد علي حرية ضمير الإنسان في اختيار دينه و عقيدته التي يؤمن بها ،و يؤمن بحقوق الأقليات . هناك مباديء إسلامية لكن لا يوجد نظام إسلامي منزل ، بل يخضع النظام للتطور الحضاري ،و الخلط بين النظام و المباديء أدي للخلافات التي يشهدها المسلمون دائما .
في الفصل الثالث : المشكلات الراهنة للنظام الإسلامي . يري أنه لابد من ثورة دينية لبناء نهضة إسلامية و هذه الثورة أخلاقية اجتماعية . و يري ضرورة وجود السلطة الإسلامية التي تبدأ بكسب الناس بدلا من البدء بالانقلاب علي السلطة القائمة . و يري ضرورة تحقيق الجامعة الإسلامية التي يجب أن تقود العالم الإسلامي في مواجهة تحديات العصر الحديث .

ليست هناك تعليقات: