الإعلان الإسلامي
علي عزت بيجوفيتش
.............................
هذا ثاني كتاب أقرؤه
للرئيس السابق للبوسنة و الهرسك علي عزت بيجوفيتش . قبله قرأت له المؤلف
الإستثنائي " الإسلام بين الشرق و الغرب
" و قد كتبنا عنه تعليقا في هذا الموقع .
هذا الكتاب مكون من ثلاث
فصول في حوالي 100 صفحة . الفصل الأول بعنوان : تخلف الشعوب المسلمة ،و الثاني
بعنوان : النظام الإسلامي ، و الفصل الثالث بعنوان : المشكلات الراهنة للعالم
الإسلامي .
في الفصل الأول يتحدث
عن المحافظون و دعاة الحداثة ، و يري أن نهضة العالم الإسلامي دائما ما تعترضها
صدامات التيار المحافظ مع التيار التجديدي ، و هذا الخلاف بينهما ناشيء عن النظرة
الضيقة لكليهما إلي الإسلام . كلاهما ينظر للإسلام باعتباره دينا بالمفهوم الغربي
للدين ، دين عبادات بلا نظام حضاري . لذلك فهو يحذر من طرفين أحدهما يبعد الإسلام
باعتباره لا يصلح لقيادة الحضارة ، و آخر لا يري أن الإسلام ينبغي له أن يمد يده
إلي الحضرة باعتباره دين قيم روحية ،و يري ان الإسلام طريق ثالث بينهما .
في الفصل الثاني يري
المؤلف أن من مميزات الإسلام كطريق ثالث أنه وحد بين الدين و القانون . فالمسلم في
نظره لا يعيش منعزلا بل يخلق حوله البيئة الإسلامية ، فيقين نظامه و مجتمعه ،
فالمسلم إما أن يغير العالم أو يستسلم للتغيير الذي يحدثه به العالم . و له رأي في
القوانين المنظمة لحياة الناس فيقول معلقا
علي قلة عدد قوانين القران : إن كثرة القوانين في مجتمع و تشعبها و التعقيدات التشريعية
علامة مؤكدة علي وجود شيء فاسد في هذا المجتمع ، و في هذا دعوة للتوقف عن إصدار
مزيد من القوانين و البدء في تعليم الناس و تربيتهم ..... و في هذا تعبير عن أهمية دور التربية في
المجتمع الإسلامي الذي يقيم بناءه علي الجوانب الوجدانية و المادية معا بلا انفصال
.
يري المؤلف أن
الإشكالية الكبري في العالم الإسامي اليوم هي الخلط بين المباديء و النظم .
المباديء لا تتغير لكن النظم تتغير .
فهناك مباديء إسلامية تنظم العلاقة بين الفرد و الفرد و الفرد و الجماعة و
تقر المساواة بين الناس ،و تؤكد علي الأخوة بين المسلمين ووحدتهم ، و تقر حق
الملكية ،و حق الفقير في الزكاة من مال الغني و منع الربا ،و تؤكد علي حرية ضمير
الإنسان في اختيار دينه و عقيدته التي يؤمن بها ،و يؤمن بحقوق الأقليات . هناك
مباديء إسلامية لكن لا يوجد نظام إسلامي منزل ، بل يخضع النظام للتطور الحضاري ،و
الخلط بين النظام و المباديء أدي للخلافات التي يشهدها المسلمون دائما .
في الفصل الثالث :
المشكلات الراهنة للنظام الإسلامي . يري أنه لابد من ثورة دينية لبناء نهضة
إسلامية و هذه الثورة أخلاقية اجتماعية . و يري ضرورة وجود السلطة الإسلامية التي
تبدأ بكسب الناس بدلا من البدء بالانقلاب علي السلطة القائمة . و يري ضرورة تحقيق
الجامعة الإسلامية التي يجب أن تقود العالم الإسلامي في مواجهة تحديات العصر
الحديث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق