الخميس، فبراير ٠٢، ٢٠١٢

يوم 1 فبراير 2011


كنت في الدمام وقت الثورة ،و قبلها بشهور حجزت رحلة طيران ليوم 1 فبراير _اجازة نص السنة الدراسية_ و اخطرت اختي _في سلطنة عمان_بموعد الحجز فحجزت للنزول بحيث نلتقي في خلال اجازة نص السنه في مصر _بعد فراق عامين_ثم قامت احداث تونس وتبعتها احداث مصر.


اتصل كثير من الاهل بي ان الغ الحجز لان الاوضاع في منتهي السوء ،و تطورت الاوضاع اكثر حتي وصلت في مصر الي حظر التجول و نزول الجيش لضبط الامن بعد ان انهار جهاز الشرطة.لم افكر ابدا في الغاء الحجز لاني كنت في شوق لرؤية الاحداث في مصر رؤيا العين .ابي انزعج لكنه كان في شوق لرؤيتي وربما كان يرغب في وجودنا جميعا بجواره في هذه الايام و كذلك كانت امي.كانا نموزجا لوطن احتاج الجميع الي جواره في هذه اللحظات العصيبة.اجبر ابي جميع من يحذروني من العودة علي السكوت .و كان ان عدت الي مصر في يوم 1 فبراير 2011.


قبل السفر اجتمع صاحب المدرسة بجميع المسافرين في اجازة نصف العام و كنا حوالي عشرة علي ما اذكر ،و كان في قلق شديد علي مصير العمل بمدرسته في حال حالت الظروف و منعتنا من العودة الي العمل في الموعد المحدد؛قال :انتم تعلمون الان الظروف في مصر ،كيف ستعودون؟ و ما العمل اذا لم تستطيعوا العودة و هو امر وارد بعد الاضطرابات الاخيرة في مصر؟لماذا لا تفكرون في الغاء السفر ؟و اسئلة كثيرة اخري و تركناه مطمئنا بعودتنا .


ركبت طائرة اولا الي الرياض و منها الي القاهرة، و في القاهرة قابلت احمد سمير و اكرم شعراوي ،و كانا قد ركبا طائرة بعدي الي القاهرة مباشرة.ناديتهما و كانا في الصف المجاور ،فاعطاني احمد راتبي الشهري _فقد تركته لاني كنت اول المسافرين_ ثم التقينا بعد ان خرجنا من الجوازات.


كان عدد العائدين كبيرا ،لم اتوقع ان اجد كل هؤلاء يعودون في هذه الظروف لكن يبدو ان الجميع فكر في نفس الشيء .كنت اتفقت مع اهلي الا يرسلوا لي سيلرة من طرفهم تقلني الي البيت لاني خفت علي من سياتي معها_و كان هذا خطئاً كبيراً_ و طمانتهم اني قادر علي استئجار سيارة و ان لم اجد سابيت في المطار اليوم الاول حتي الصباح ثم اركب اي اتوبيس في غير وقت الحظر،لكني لم افعل.


وقفت طويلا امام المطار ...حاولت الحصول علي اول تاكسي فقال لي صاحبه : 500 جنيه؛ فقلت له :اعود من حيث اتيت افضل ؛فقال :عد اذا شئت ،و في كلامه ما يوحي بالسخرية لانه علم ما لم اعلم و هو ما ساعلمه بعد وقت قليل،و ما سادفع بعد عناء رهيب اقل منه بقليل و ياليتني دفت من البداية و ارتحت.!!!


طال الانتظار و لم اجد وسيلة نقل ،و كان هناك الكثير من المرتزقة!!حول المطار، تاتيهم الازمات بالرزق الوفير ..رايت منهم شاب يمسك لاسلكي كانه يوجه به حركة التاكسيات في الكثير من الاماكن ،يطلب تاكسي من هنا ،و اخر من هناك، و ينتظر واحد ،و يرسل اخر ،كان يشبه في ملابسه ضباط الشرطه حتي ظننته انا واحدا منهم ينظم الحركة في المكان.سالني كما سالني قبله اخرين الي اين؟فقلت : اطلب الذهاب الي محافظتي . قال كغيره:هذا مستحيل الان .قلت :فموقف عبود .قال :انه داخل منطقة الحظر وهو مستحيل ايضا. ثم اقترح ان اذهب مع تاكسي _من طرفه طبعا_ مع اخر _عائد من سفر_الي موقف فيه سيارات اجرة متوفرة بكثرة _و هو كذب_ يمكن ان تقلني احداها الي شبين او الزقازيق او بنها و منها يمكن ان اركب الي كفر الشيخ.و لما لم يكن امامي اي حل اخر وافقت خصوصا ان الراكب الاخر حسن لي الحل ،ربما كي يخفف عن نفسه الاجره بوجود الشريك و لا يهم بعد ذلك ماذا سيحدث لهذا الشريك ،كما ان الزميلا _اكرم و احمد _قد انطلقا مع سيارات خاصة اتتهما من الاهل.


ركبت و توكلت علي الله. فور خروجنا من المطار و علي اول الطريق انتبهت لاول مره للوجود الكثيف للدبابات و المدرعات ،و مع الانطلاقة السريعة لسائق التاكسي امام احد مراكز تواجد مراقبة القوات المسلحة دون التهدئة كما هو متبع ،جري احد الجنود عدة خطوات ملوحا بسلاحه الالي في وضع استعداد لاطلاق الرصاص فتوقف السائق الي جوار الطريق بسرعة ونزل يكلم الضابط و بلهجة الصيع و شباب الطريق، قال له: انه نسي ان يهديء السرعة ، فحذره الضابط من المخالفة مرة اخري و انطلقنا الي اشد ساعات حياتي صعوبة.


بعد ان تحركنا بين الدبابات و المدرعات لمسافة بعيدا عن المطار حتي فوجئنا بمن يامرنا بالتوقف !!كانوا مجموعة من الشباب يحملون سيوفا و بعض الشوم و الاسلحة النارية !!!امروا السائق بالنزول و نحن ايضا لتفتيش السيارة و الحقائب ايضا و اطلعوا علي الجوازات للتاكد من ان حقائبنا حقائب مسافرين،و لان معلوماتنا قبل العودة كانت تتضمن فرار السجناء بالالاف و غاراتهم علي الامنين في المدن و نزول قوات دفاع شعبي من المواطنين بدلا من الشرطة ؛فقد خطر في ذهني انهم منهم _السجناء الفارين و شباب الدفاع الشعبي_ و كانت حيرتنا هائلة!!الي من ينتمي هؤلاء ؟؟؟انهم من ناحية الشكل و التنظيم و التسليح و الطريقة التي اوقفوا بها السيارة كانهم مجرمين ،و ندمت ان ليس معي سكين اوما شابه، لكن السائق اكد لنا انهم لجان الدفاع التي سمعنا عنها فاطمئننا ،و مع حسن المعامله و الاعتذار الرقيق منهم عن المفاجاة التي دخلوا بها علينا ارتحنا لهم و شكرناهم علي مجهودهم.بعد هؤلاء و طوال الطريق كان هناك لجنة مثلها كل بضعة امتار ،حتي ان اللجنة منها احيانا تكون لصيقة باختها و علي مراي منها الا ان الجميع اصر علي اثبات الوجود و تفتيشنا في كل مرة.كل مرة لازم ننزل و نفتح الحقائب و نطلع جوازات السفر...كل مره نفعل ذلك، حتي صار الامر مملا بشدة و مستفزا اكثر.و صارت اللجان بالعشرات توقفنا عندها كلها بلا مبالغة،حتي وصلنا الي مكان اخبرونا عنده ان الكوبري الذي من المفترض ان نعبره مفتوح ،بمعني انه نصفين بينهما ماء النهر و لا يمكن العبور و لا بد ان ننتظر حتي الصباح او ان نلتف للوصول الي الهدف من طريق طال كثيرا جدا جدا و طال اكثر بوجود لجان اخري منها لجان نعبرها للمرة الثانية في طريق العودة .


بعد مشوار طويل جدا وصلنا الي نقطة نزل منها الرفيق الذي ركب معي من المطار _علي ما اذكر نزل في المناشي_و بقيت وحدي مع السائق الذي صار يتململ من المشوار الذي اخذ طريقا غير الطريق و صار يتطلب اجرة غير الاجرة او انهاء المشوار عند هذا الحد ،ثم اتخذ القرار و توقف و اوقف لي توكتوك!!!!!!!!! و لم يكتفي بل طلب اجرة زيادة و اخبرني انه دفع للتوكتوك الاجرة و اكد لي و له انه لا يجب ان ادفع،لكن صاحب التوكتوك طلب اجرة مرة اخري ايضا.


كان المفترض ان اسير بالتوكتوك الي موقف سيرفيس كي اصل منه الي هدفي ..موقف بنها او الزقازيق او شبين...اي مكان خارج القاهرة اسافر منه الي كفر الشيخ. مع التوكتوك تحركت اكثر من مره الي اماكن مختلفة منها الي موقف السرفيس الذي كان معطلا تماما و ليس به اي حركة و منه ايضا الي القناطر حيث عبرت جسر للمشاة بعد ان تركني صاحب التوكتوك و مشيت خلف ناس من اهل المكان ساعدني احدهم في نقل حقائبي الي سلم حديدي متهالك يوصل الي جسر صغير للمشاة متهالك ايضا،ركبت بعده توكتوك اخر سار بنا مسافة لا استطيع تحديدها في شوارع و حواري لاول مرة اراها و لم اتصور ان في القاهرة مثلها كانت اماكن و بيوت مناطق عشوائية.مر التوكتوك بي و بحقائبي علي جسر اخر يصطف علي جانبيه عدد كبير من الشباب كلهم يمسك بسنارات صيد ،و يصيدون من ماء النيل !!فاستغربت جدا جدا ؛صيد سمك في هذا الوقت!!! لكني لم اسال لاني لم اكن في حال نفسية تسمح بالسؤال ،الا ان الشاب سائق التوكتوك قد بادر بالكلام قائلا :ان الصيد هنا ايام مبارك كان ممنوعا ،لو ان شابا تجرأ علي الصيد هنا قبل الان لصاده قناصة بالرصاص ،فالمكان قريب من استراحة خاصة بالمخلوع ،و الاسماك هنا لا تتخيلها ،الشاب الواحد يستطيع صيد شيكارة كاملة في يوم واحد من هذا الجسر.و بالفعل رايت احدهم يجذب سنارته وثقلها بين يديه ينبيء عن صيد كبير و اخرجها سمكة بطول ذراع.


في نهاية الجسر اوقفتني لجنة عسكرية ،طلبوا نزولي لما راوني حاملا حقائب كبيرة علي توكتوك...امر غريب و مريب!! ،فنزلت و ادخلوني غرفة خاصة بهم و فتشوا حقائبي و فتشوني انا ايضا و اخرجوا كاميرا صغيرة كانت معي ،ثم اعادوها و اطمئنوا علي سلامة محتويات حقيبتي و نظر الضابط في جواز سفري و سمحوا لي بالمرور.انصرفت مع سائق التوكتوك و عبرنا طريق واسع ومررنا بدوران كبير ملغوم برجال الجيش و مدرعاتهم ،اخبرني السائق ان قسم شرطه هنا احرق تماما بعد ان دارت بين رجاله و المواطنين معركة طاحنة و لم يبق لقسم الشرطة اثر ،فرايت اثار الحرائق منتشرة في كل مكان.


كنت في الخارج اشعر بغربة تميت روحي ،و كنت اشعر بفرحة غامرة حينما كنت اعود للوطن .كنت اشعر بالمسافة الكبيرة بين روحي و الوطن حينما كنت في الخارج .كانت هذه المسافات الرهيبة تزول تماما عندما كنت اصعد الي طائرة العودة،و كانت الروح الحقيقية تعود الي جسدي حينما انزل الي ارض وطني ،تزول تماما المسافة بين الروح و الوطن.لكن و انا هنا الان شعرت بغربة شديدة ،كاني تهت عن وطني او خرجت روحي بخروجي منه و حينما عادت الروح ،عادت الي وطن اخر لا تعرفه.كانت المسافة بيني و بين وطني و انا غريب اقل بكثير من تلك المسافة التي بيني و بينه الان.و هذه المسافة تزداد بمقدار كلما مر الوقت !!شعرت انني اسير في نفق مظلم يتسارع فيه الزمن و تتسارع فيه المسافات بصورة مطردة لا اكاد اتخيل معها انني قد اعود الي وطني ابدا رغم انني فيه.!!!


كانت غربتي في وطني اشد من غربتي في الخارج !حينما كنت علي مسافة ثلاث ساعات بالطائرة كنت اقرب الي اهلي مني عندما اصبحت المسافة ساعتين بالسيارة .حاجتي الي الدفء مع البرد الشديد كانت ملحة ،و حاجتي الي الامن كانت اكثر الحاحا ،و كانت تدفئني في هذا البرد المخيف اغنيات وطنية قديمة و شبابية يطوف بها الشباب علي عربات نقل مع سماعات قوية تملأ الجو بالطمانينة و الدفْ.احببت كثيرا هؤلاء الشباب رغم اني لا اعرفهم فقد شعرت نحوهم بالامتنان و العرفان فلفتتهم الكريمة بتشغيل الاغاني كانت تفرح الروح في غربتها و تعيدها الي الامل بالعودة للوطن او بعودة ذلك الوطن اليها...


وصلنا لموقف سرفيس جديد ،لكن كغيره لا توجد سيارات يمكنها ان تقلني الي اي مكان فرجعنا بالتوكتوك ثانية للخلف ،و كلما مشينا رمقنا المارة باستغراب شديد .اقترح السائق ان نذهب الي اي سائق تاكسي يمكنه السفر الان ،فذهبنا الي سائق يعرفه في حاره بعيده بعد ان سرنا مسافات طويلة ،و الوقت يمر و البرد شديد و الخوف يزيد و يتحول الي رعب مع كل لجنة شعبية نمر عليها .كل اللجان انزلتني و فتحت حقائبي ،في احداها اعتذر لي رجل خمسيني و قال بدلا من البهدله يمكنك ان تنام عند اي احد حتي الصباح فان لم يعجبك نفتح لك اي مسجد هنا و توجد هنا ادارة الزراعية نفتحها لك لتنام ، تمنيت ان يكون اقتراحه جادا لكنهم حينما سكت عن الكلام حملوا حقائبي علي التوكتوك و انصرفنا .قال لي السائق :ان اللجنة الشعبية التالية فيها اصحابه و انه يعرفهم و يقف معهم لكن نوبته ليست الان ،قال :انني مختص بقراءة بيانات البطاقات الشخصية لانني وحدي بينهم اجيد القراءة ، قال لي : الذي كلمك منهم هذا رتبته عسكري فلا تخافه ،فقلت له مداعبا محاولا خفض مستوي الخوف و الرعب الذي صار معجونا بماء الحزن الاسود :و انت ،ما هي رتبتك؟ قال ضاحكا:انا العميد.


قال لي السائق : انت من الان جوز خالتي و انا ذاهب بك الي المؤسسة ، و سالته عن اسمه و كان احمدا و عرفته باسمي كذلك،ووصلنا الي بيته فنادي علي ابيه و عرفه انه سيتاخر لانه ذاهب لقضاء مصلحة . طالت المدة حتي وصلنا الي البيت الذي يريده هو_ بيت سائق تاكسي _ فنادي علي بنت اطلت من الشباك و سالها ان ترسل والدها لمشوار الي( كفر الشيخ) الا انه قال انه يستحيل السفر الان و انه ممكن في الصباح .تمنيت علي الولد ان يصل بي الي اقرب مكان اصل به الي موقف عبود علي ان ابيت هناك و لا مشكلة فوافق و تحركنا بين اللجان التي اوقفتنا كلها حتي وصلنا الي مكان قريب من كوبري موقف عبود فنزلت وودعني بشهامة ابناء البلد و اكد لي انه لو كان يستطيع ان الذهاب بي ابعد من ذلك لفعل ،و لم ينس ان يطلب زيادة في الاجر .


جررت حقائبي من فوق الكوبري الذي قابلت فوقه الكثير من الشباب بعضهم طلب تفتيشي ورؤية جواز سفري ففعلت ،و من شدة اعتيادي لهذا الموقف_موقف التفتيش_وقفت لمن لم يطلب مني اي شيء حتي مروا هم و تركوني،حتي بلغ بي الاعياء النفسي و الجسدي مدي لم اعد استطيع تحمل المزيد.واصلت السير حتي نزلت سلم الي ارض الموقف ،و سرت فيه مسافة طويلة حتي وصلت الي موقف محافظتي فشعرت بامن و راحة اكثر من ذي قبل ،و ذهبت الي اكثر من سيارة كلها طلبت اجورا مبالغ فيها او رفضت الحركة ،فقررت البقاء للصباح ثم عدلت عن قراري بالمساومة علي اجر اكبر و بالفعل وافق سائق سيارة معه صاحبه ،كنت خائف لاني وحيد مع حقائب سفر و في الطريق تاخرنا كثيرا لان الاخ السائق كان يقف لكل من يلوح له لتوصيله ، و لم اكن امانع بالتاكيد فالناس لها اعذارها في هذا الوقت العصيب لكن طلبت من السائق ان يخفف الاجر لاننا اتفقنا علي ان السيارة خاصة لكنه رفض و اخبرني اذا كان هناك مانع يمكنه ان يعود بي الي الموقف او انزل هنا لاركب اي سيارة اخري_ابن ال....كان يعلم علم يقين انني ساضطر للموافقة _،فوافقت ان يواصل علي ما يريد لاستحالة القرار الاخر .و لم يخل الطريق من لجان امنية شعبية كذلك و كلها تشعل نيران كاوتش لتنبيه السائقين لوجودها و طال الطريق اكثر مما ينبغي بسبب هذه اللجان .


بعد طول انتظار كدت اشعر بالياس من الوصول امنا للبيت ،هل يمكن ان نمر فقط علي لجان شعبية في كل مرة؟الا يمكن ان تخيب مره مع لجنة لكن لجنة بلطجية و خارجين علي القانون؟خاصة و انا احمل ما يغري بالعدوان.طال الطريق و طال الخوف و طال الاحساس بالخوف و الحزن و اشتد البرد مع كل دقيقة نعبرها في هذا الليل الذي لا يريد ان يسفر عن صباح يزيدنا امنا .


اخيرا و فجاة وصلنا _علي غير امل مني _ الي لجنة تعرفت الي بعض افرادها ،انهم شباب اعرفهم جيدا ،انهم من قريتنا و من قري قريبة ،بعضهم يحمل سيوفا و عصي بشكل غريب و اسلحة نارية ،فرحت جدا لمراهم،الآن وصلت الي مكان امن...الحمد لله.طلبوا بطاقتي الشخصية فاخرجت لهم جواز السفر و رحبت ببعضهم فعرفوني و مرت السيارة حتي وصلت الي الطريق المار بقريتي فنزلت .و تنفست احساس الامن و شعرت بنعيم افتقدته طويلا ،جررت حقيبتي في الشارع و كنت مشهد غريب لكثرين من الشباب في الشارع الذي لم يخل ابدا منهم في هذه الاوقات العصيبة .


وصلت لبيتي دققت جرس الباب ،فُتِحَ الباب بحذر فناديتهم ففتحوه بلهفة و صرخت اختي غير مصدقة بوصولي في هذا الوقت !!كانت الساعة بعد الواحدة صباحا ،و كان وصولي للمطار قبل الخامسة مساءًو الطريق لا يستغرق اكثر من ثلاث ساعات و نصف ،كان يفترض بي ان اصل في التاسعه علي الاكثر ،نزل اخوتي غير مصدقين انني اتيت في هذا الوقت .سالوني كثيرا كيف الطريق؟ و لماذا تاخرت كل هذا التاخير ؟ و لماذا اتيت و كنت اخبرتهم اني سابيت في المطار ؟لم اجب عن اي سؤال لاني كنت في حالة غير طبيعية بالمرة .


اخبروني ان الوضع غير امن بالمرة و هناك اطلاق رصاص كثير في الليل عشوائيا علي الطريق ،و هناك لصوص كثروا قطعواالكهرباء و هاجموا القرية اكثر من مره و المساجد بمكبرات الصوت فيها نادت اكثر من مرة بان القرية تُهَاجَم بمسلحين و قطاع طريق اطضروا الشباب لحمل السلاح و الوقوف لهم علي قارعة الطريق نلاتوج شرطة نهائيا في المحافظة كلها.استمعت الي هذه الاخبار مصدقا كل ما فيها،فقد مررت بتجربة استعيد ذكراها لاول مرة نفلم احكي اي شيء فيها لاي احد حتي الان. انصرفت بعد وقت قليل الي النوم للاستراحة من عناء اصعب يوم عشته في حياتي.


.................................

هناك ٤ تعليقات:

ياره عبدالله يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله انك وصلت بالسلامه
ويارب مترجع الايام دى تانى
كانت ايام صعبه علينا كلنا
يارب انصر مصر وعدى بينا الى بر الامان
يااااااااااااارب.

دومتـ بكل الود والحب ..
معـ تحياتـى الغالـيه ..

ذو النون المصري يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الحمد لله فعلا
ة اتمني ان لا يعود هذا اليوم مرة ثانيه
لكن احنا في الاخر بنعيش و نكسب خبرات حتي من الامنا
تحياتي

كريمة سندي يقول...

صدقت أخي ذو تانون غربة الوطن أشد وطأة في النفس المهم أن الأزمة عدة على خير ونصرة من الله عز وجل

ذو النون المصري يقول...

ا/كريمة
اشكرك علي التعليق
و اتمني دوام التواصل
تحياتي