الأحد، يونيو ١٩، ٢٠١١

قريبا اعود اليك يا امي



باقي ايام قلائل و ارجع الي ارض الوطن.لازلت اذكر بوضوح شديد كل تفاصيل ترتيبي للسفر و لازلت اذكر تفاصيل المغادرة و الوصول في اول مره رغم مرور عامين،لازلت اذكر تلك الغرفة التي اعدوها لي سريعا لاني كنت اخر القادمين من مصر،و هي في حقيقتها لم تكن غرفه لكنها ادت الغرض المؤقت الذي اعدت لاجله،لازلت اذكر تفاصيل كل الايام التي مرت طوال العامين، اذكر اول صلاة صليتها جماعة هناك في الدمام ،و كان المؤذن الحزين_كما سميته انا فيما بعد_قد اضاف اذانه لصلاة الفجر احزانا علي احزاني في هذا اليوم .اذكر كل زميل و كيف صاحبته و كيف بدات العلاقة _و هؤلاء الاصحاب هم الثمرة الهامة التي حصلتها من هجرتي _واذكر انني كدت ابكي و انا اغادر البلاد للمرة الاولي،و اذكر انني حينما هممت بمغادرة البيت ذهبت لاقبل ابني الرضيع_كان عمره ثلاث شهور_وجدته نائما فقبلته و كادت دمعتي الحارة تسقط من عيني علي خده لكني تمالكت نفسي و انصرفت الي الخارج سريعا.اذكر عودتي الاولي و كيف قابلني ابي بحرارة لم اتوقعها ،فقد فقد الاب ابنه شهورا تسعة هي مدة العام الدراسي .و قابلت كذلك ابني بحرارة لاني قد فقدت ابني نفس الشهور التسعة.اذكر سفري الثاني و كانت فيه صعوبات جديدة ،فقد كبر الابن و اصبح يعرف اباه وكان شعوري وقت سفري انني ارتكب في حقه خيانه للعهد الغير مكتوب بيننا..بيني و بين ابني .اذكر كم الغم و الهم الذي حملته طوال عامين هما مدة هجرتي لارض وطني.لازال طعمها كالعلقم في فمي فلست من هواة الغربة و لا القادرين علي تحمل الالمها لكن للضرورة احكامها التي تفرضها علي الانسان فيحتملها مرغما.


ان العمل هنا بالتاكيد يختلف عنه في مصر،فاقل اختلاف هو انني في مصر مع اهلي لكني هنا وحدي و المشاغل هنا اكثر و الضغوط اكثرنو العمل لا ينتهي لان صاحبه مستثمر يريد اعلي عائد باقل راتب و هذا وضعنا هنا في مشكلة مع الزمن،لقد تحولنا الي عداء مع الزمن بسبب غربتنا..لنا مع الوقت مشكلة حقيقية فنحن هنا ما بين عمل و نوم و الوقت لا يكفي لاي منهما_ العمل و النوم_ لا الوقت يكفي العمل نو لا يكفي النوم ،فنعمل مهما نعمل لا نلبي المطلوب و ننام مهما ننام لا نلبي احتيجاتنا ،و في النهاية العمل لا يجزي و النوم لا يكفي و لو استمر الوضع علي ما هو عليه سيكون الانهيار هو المصير.


الوقت في مصر كنا نحزن عليه اذا مر ،و نغضب بشده اذا ضاعت منا يوم لم نستفد فيه باي فائدة من تثقيف او مسامره مع اصحاب او نزهة مع زوجة و ابن و مشاغل لا يمكن حصرها .لكن هنا لم نعد نحب الوقت ..نريده ان يمر و نحتفي بكل يوم يمر و نطلب لباقي الايام ان تقتدي به .فكل يوم هنا ككل يوم ما بين عمل و نوم و لا شيء اخر..حياة مملة ..لذلك قررت تركها و البحث عن نمط حياة اخر لكنه للاسف سيكون ايضا خارج مصر لمدة لا اعلمها ،لكني اتمني من الله ان لا تطول.


....................................................................

هناك ١٠ تعليقات:

شمس النهار يقول...

ترجع بألف سلامة

وان شاء الله يجي يوم والطيور المهاجرة ترجع ارضها وهتلاقي ليك هدية عندي في المدونة
في بوست يوم20 يونية

ذو النون المصري يقول...

شمس
اشكرك جدا جدا
و انا في انتظار الهدية

كريمة سندي يقول...

أجمله من لقاء في انتظار عودتك لأمك حفظها لوالدتك وحفظك لها اللهم آمين

أم يقول...

عودا محمودا بإذن الله تحياتي الصادقة

حسن ارابيسك يقول...

رائعة وحزينة وموجعة..تدوينتك
لقد عبرت عن حلك وترحالك بشكل انساني أدبي
لقد رسمت لنا لوحة جمعت فيها زمانين ومكانين فكان لكل منهما طعمه ومذاقه مابين حلو ومر ولغتك الجميلة صديقي العزيز دونت ذلك بصدق ودون تكلف فقفزت المعاني تسابق كلماتك وحروفك لتصل أولا وتخترق صدورنا فتفعل بها ما فعلته سامحك الله
تحياتي
وترجع بالسلامة ان شاء الله
حسن أرابيسك

kaed يقول...

ترجع بألف سلامة يا نون

ذو النون المصري يقول...

كريمة
الحمد لله
وصلت مصر

ذو النون المصري يقول...

ام
اشكرك جدا جدا
و سعيد بتعليقك

ذو النون المصري يقول...

حسن
اهلا بك في مدونتي
و اهلا بي في بلدي
انا الان في مصر

ذو النون المصري يقول...

قائد
و الله لك وحشة
من وقت طويل ما اتقابلنا في مدوناتنا لانك غائب بقالك مدة
تحياتي لك