الأحد، يونيو ٠٥، ٢٠١١

هل موقف الجيش من الثورة (مع الثورة_ضد الثورة)؟





شيء محير جدا جدا .هذه الدوريات الاخبارية علي النت و غير النت تنقل الاخبار المتضاربة كل يوم ،فبعض هذه الاخبار يري ان الجيش و الشعب ايد واحدة و ان الجيش حامي ثورة الشعب و ان علي الشعب ان ينام مطمئنا ..فالشعب ترك ثورته في ايد امينه عليهاو ان الجيش لن يفرط في مكتسبات الشعب و حقوقه و يرون كدليل علي صحة قولهم ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة الناجية من الفساد_علي طريقة الفرقة الناجية في الثقافة الاسلامية_ و ان الجيش معروف بتاريخه الوطني و انه لن يقع ابدا في محظور يدمر هذه الصورة و يهز هذه الثقة به لدي الشعب لانه يعتبر اهتزاز لاهم اجهزة الدولة و لن يغامر الجيش بذلك ابدا لذلك فهم مطمئنون.بينما يري الراي الاخر ان الجيش مثله مثل باقي المؤسسات الاجتماعية في البلاد يمكن ان يصاب بالفساد مثل غيره من المؤسسات و لا يمكن ان نعتبر قادة الجيش فرقة ناجية و لا يمكن ان نعتبرهم فوق الشبهات خصوصا انهم حتي الان يتباطؤن في تقديم مبارك للمحاكمة و كانهم يتحرجون منه بل هربت الاموال التي تعد بالمليارات امام اعينهم دون ان يفعلو اي شيء و انهم لم يقفوا ضد الثورة لدافع وطني بل لانها كانت ستكون وقفة ضد التاريخ و لانها كانت وقفة محكوم عليها بالفشل مقدما فكان التصرف الذكي و الطبيعي للجيش ان يقف مع الثورة لا ضدها وان يمتص ثرها فيما بعد او يقتلها بالسم قتلا بطيئا لا يشعر به احد و لا يمكن ان نثق بقيادات الجيش لان هذه القيادات هم مجرد زملاء لمبارك و اعوان له و ان مبارك هو من عينهم في مناصبهم و لا يزال ولاؤهم له ،و بالتالي يجب ان ننتفض من جديد ضد الجيش و يجب ان يبتعد الجيش و ربما اكتشف ان للجيش مفاسد استحق قادته عليها المحاكمة . و يرون انه من الضروري ان ان نفرق بين المجلس الاعلي للقوات المسلحة و باقي ضباط الجيش و جنوده .فلا غبار علي الجنود و الضباط بل الغبار كله علي وجوه و رؤس الكبار الذين عينهم مبارك ،فالخوف علي الثورة منهم.



لكن اعتقد ان كلا وجهتي النظر غير صحيحتين .فلا يجب علينا ان نبالغ في التفاؤل كما ل ا يجب علينا ان نفرط في التشاؤم. اذا نظرنا لحجج المتفائلين و المتشائمين سنري ان الجيش فعلا و قادته ليسوا ملائكة و ليسوا باشخصيات التي يمكن ان نعتبرهم فرقة نجية من الفساد و لماذا نعتقد ان الجيش استعصي علي الفساد وقد كان مبارك قائدا اعلي للقوات المسلحة و قد فسدت الدولة من ذيلها حتي راسها في عهده و استمر فساده ثلاثين عاما بلا توقف و لو لالتقاط الانفاس.فلماذا ينبغي لنا اننعتقد ان الجيش لا يوجد فيه فاسد واحد. فهذا امر وارد لكن ليس لانه امر وارد و ممكن انه حدث و موجود لكن لا يجب ان نترك الثورة مهما حدث للجيش وحده يدير امورها و يجب ان يبقي الشعب يقظا لا تطرف له عين حتي لا يفرط في حق شهداؤه فالشعب قام بالثورة و يجب ان يحافظ عليها. الامر الاخر ..لا فارق بين الجيش و الشرطة فكلاهما مؤسسات وطنية و قد راينا المدي الذي بلغه الفساد في جهاز الشرطة و لا يوجد اي مانع يمنع الجيش من بلوغ المستوي نفسه خصوصا و ان الجيش قد جرب الفساد من قبل و اسفر ففساده عن هزيمة 67 المروعة و ما قبلها ايضا ..اي ان للجيش تاريخ طويل مع الفساد و ما يقال عنن النزاهة المطلقة امر بعيد تماما عن الصحة؛لكن كما قلنا مره :ان امكانية حدوث الشيء لا تعني انه قد حدث بالفعل .



امر اخر ان الذين عينهم مبارك لن يخونوه !!!و لن يتركواالولاء له لاجل الثورة و هو اقبح كلام سمعته في هذا الموضوع ..هل يملك مبارك من امره شيء الان حتي يحتفظ له قائد جيش بالولاء و هل يملك مبارك ان يخرج ابناؤه من السجن الان او يمنع المحاكمة عن زوجته ،حتي يبقي له قائد جيش علي الولاء ؟؟ و هل الفاسدون لديهم من ا لوفاء العظيم الذي يبقيهم تحت مظلة الولاء لحاكم سقطت قيمته في كل مكان حتي اصبح الكلام عن نقله للسجن من عدم نقله هي مادة الاخبار اليومية الان؟بلتاكيد هذا مستحيل. و هؤلاء القادة الذين عينهم مبارك ..هل بالضرورة يدينون له بالولاء ؟ انهم ان لم يعينهم مبارك فبالتاكيد كن سيعين غيرهم ومن افراد الجيش المصري لا من جيش اخر .



لقد تحيرت باقلام مجموعة من الكتاب لم يدرسواالتاريخ للاستفادة منه في توجيه الثورة بل كتبوا شكوكهم و ملاوا بها قلوب الناس فلا هم سكتوا و لا هم علموا الناس كيف يفكرون و اري ان ذلك كله ناتج عن جهل بالتاريخ و حركة التاريخ.



كان يجب علي الكتاب ان يعلمواا لشعب في هذه اللحظة التاريخية كيف يفكرون و كيف يقررون و كيف يستمرون في الثورة حتي لا تجهض ثمراتها سواء كان هناك جيش او لا بدلا من تشكيك الناس في كل شيء.

ليست هناك تعليقات: