السبت، يناير ٣١، ٢٠٠٩

بين العصرين

ملوك العرب يقبلون يد الملك فاروق
قرات في مكتبة المدرسه التي اعمل بها كتابا وقع في يدي بالصدفه رايت ان اشرك فيه من يطلع علي المدونه في الاطلاع علي مضمونه .فالكتاب عنوانه "بين العصرين"و علي غلافه صورتين للرئيسين ناصر و السادات .و يقع الكتاب في 166 صفحه صغيره ،و مؤلفه هو د.احمد عبد اللطيف شيحه ،عضو اللجنه الاقتصاديه بالحزب الوطني لمدة عشرين سنه .
بدا الكاتب كتابه بالتاكيد علي ان عصر فاروق كان فعلا يحتاج لثورة تصحيح لمسار الوطن بعد ان صارت حالة النظام ميئوس منها بسبب الفساد المستشري في البلاد،الا انه اكد علي ان مصر مع ذلك كانت في مستوي اقتصادي متقدم جدا جعلها تدين انجلترا بالكثير من المال كما ان قيمة الجنيه المصري وقتها تزيد عن قيمة الجنيه الذهب!! كما اكد علي ان البلاد كانت تدار فعلا باسلوب ديمقراطي بالرغم من سيطرة الانجليز علي البلاد و بالرغم من الفساد المستشري فيها.
تحت عنوان "اسرتي و الثوره" اكد انه لا يحمل اي ضغينه تجاه حكم ناصر لان اسرته لم يطلها اذي في عهده بل ان والده كان ممن خدموا عهد ناصر كمدني ،حيث استدعي والده "عبداللطيف شيحه "فور قيام الثوره ن جامعة عين شمس للعمل كمستشار مالي لهيئة التحرير ،و كلف بعدها مع السادات بمسؤلية اصدار جريده الثوره والتي حملت اسم "الجمهوريه" و كان اول مدير لدارالتحرير ،كما تم تعيين والد المؤلف حارسا عاما علي الاموال البريطانيه و الفرنسيه بعد الجلاء ،كما شغل مدير عام للشؤن الماليه و الاداريه لشركة الحديد و الصلب و التي ساهم في تاسيسها و غيرها من المناصب.



الزعيم عبد الناصر يلقي خطاب من خطبه
بدا المؤلف الحديث عن عهد ناصر و اتبعه بصور خاصه به ثم تحدث بالمثل عن السادات مضمنا كلامه بصور عنه و ايامه و بعض هذه الصور يظهر فيها والده مع الزعيمين.اول عنوان في الجزء الخاص بناصر كان "سلبيات في كل المجالات "حيث اثرت القرارات المتتاليه والتقلبات السياسيه السريعه و المتباينه في قرارات الحاكم الي الكثير من الامراض الاجتماعيه ،منها تدني مستوي الولاء و تقليب الطبقات و استشراء النفاق و الرياء،مما افقد المواطن الدقه في اداء العمل مما ادي الي العديد من الكوارث كان اخرها نكسة 67.
كانت ابرز هذه السلبيات هي سماح النظام للسودان بالانفصال عن مصر حيث كانت مصر و السودان دوله واحده بالرغم من دعاواه الطويله العريضه بعد ذلك عن الوحده العربيه و اخذ الاستفتاء براي شعب واحد فقط في هذه الدوله و هو الشعب السوداني بينما تم تغييب راي الشعب المصري في الانفصال،و قد شارك والد الكاتب في اتمام اجراء عملة الانفصال.و ثاني هذه السلبيات هي اجباره لمحمد نجيب علي الاستقاله الا انه قد عاد بناءا علي رغبه شعبيه عارمه،فما كان من ناصر الا ان انقلب عليه و اعتقله لاكثر من 15 عام و عامله معامله لا يستحقها،الي جوار محاكمات الاخوان الهزليه و التي اعدم فيها الكثيرين.كما انه بعد حرب 56 لم تعلن ابواق الدعايه عن وجود قوات دوليه في شرم الشيخ التي لم يعلم الشعب المصري بوجودها الا قبل حرب67 بقليل.كما انه ازاح كل زملاءه في قيادة الثوره عند اول بادرة اختلاف معه في الراي من هؤلاء"كمال الدين حسين"و الذي لم يسمح له بتشييع زوجته كما ان هناك من تم اعتقالهم و اعادتهم للبلاد في صناديق خشبيه و هم حياء .
كانت قرارات ناصر في الغالب تتسم بالعفويه و عدم الدراسه و اعتمادها علي منهج المحاوه و الخطا.و كانت اسوا سلبياته هي اطلاقه لشعارات جوفاء هدفها خلق الزعامه الشخصيه منها انه قضية فلسطين هي همه الاول و انه يتعهد باسترداد ارضها السليبه نفالهب حماس الجماهير حتي صدقوه واكب ذلك حمله من الاغاني الوطنيه سخر لها النظام اشهر الشعراءو الملحنين و المطربين للتاكيد علي هذه المعاني بل وصل الامر الي تبجيل شخص ناصر و التاكيد علي انه ملهم و انه سيمحو اسرائيل حتي غنوا له بانه"يفوت في الصحراء تخضر".
كان ناصر مفتونا بنفسهو همه الاول و اهتمامه ان يصبح زعيم اقليمي فبدا الوحده مع سوريا دون اي دراسه فحدث الانفصال بعدها بعامين فقط خسرت مصر في عملية الوحده هذه الكثير .و قد امن بفكره الكثيرون فراح يصدرا لثوره الي الكثير من دول الجوار مما ادي الي استنزاف الجيش و الشعب المصري في دول لا علاقه لها بمصر او الشعب المصري و نضب احتياطي الذهب الذي امطرت به الحركات التحرريه في مجاهل افريقياو و كانت الكارثه الكبري في اليمن و التي مهدت لنكسة67 و دفع الشعب ثمنا باهظا لزعامة القائد لازالت مصر تعاني من اثارها الي اليوم و قد قام ناصر بتوجيه بعض المصانع الحربيه لانتاج طائرات التدريب و التي سميت بالجمهوريه الا انه لم يتم تطويرهاو فقدت مصر كل ما انفقته طوال سنوات علي هذا المشروع كما كانت خدعة الصاروخين"القاهر و الظافر"من كبائرالنظام حيث الهب حماس الشعب باستعراضه علنا نمازج للصاروخين الا انه ساعة الجد لم يبن لهما اي اثر فاتضح انهما كانا نموزجان خشبيان و لا علاقة لهما اصلا بالصواريخ الحربيه و كان من اسوا ما اصاب النفسيه المصريه بعد النكسه هو قيام اسرائيل بغاره علي منطقة الزعفرانه و نقلها محطة رادار كامله من مكانها الي اسرائيل دون ان تستطع مصر ماومتها.
اساءت الاجهزه الاستخباراتيه استخدام بعض الفنانات و اهدرت ادميتهن و اجبرن علي الخضوع لاهواء القائمين علي هذه الاجهزهفاضطر الكثير منهن الي الهروب خاصة الي بيروتو التي كانت تدعوا كثيرا للزعيم ورددت بانه"خرب مصر و عمر بيروت" في النهايه اضطر ناصر لقبوا مبادرة "روجرز"و فيها تنسحب اسرائيل بضعة كيلو مترات و تفتح القناه امام الملاحه و التوقيع علي معاهدة سلام دائم مع اسرائيل و قد قبلها الزعيم الا ان القدر الحقه بربه.
.........................................



عهد السادات
.................

تولي السادات مسؤلية تركه ثقيله حيث كان مستوي الاقتصاد تقريبا صفر و كانت هناك حكاية قرض مشهور لمشروعا لصرف المغطي من البنك الدولي قيمته خمسة ملايين دولار بفائدة11 الف دولار كل 3 شهور كانت خزانة الدوله غير قادره علي سداد هذه الفائده فكان وزير الخزانه يتصل ببعض اصدقائه في نيويورك لسدادها نيابه عن مصر لحين تدبيرها و ارسالها اليه،كما ان الدوله كانت عاجزه عن سداد تكاليف سفر وفودها الرسميه الي الخارج و لم تكن تتعدي الاف قليله من الدولارات. و كانت المعونه الغذائيه الامريكيه تسدد اغلب احتياجات الشعب بحيث لو انقطعت المعونه يتهدد الشعب بالمجاعه. و كانت الخدمات متهالكه الي ابعد مدي،حيث كانت شوارع وسط القاهره الراقيه تطفح فيها المجاري و كانت المياه لا تصل الي ادوار بعد الاول في اغلب المناطق ،كما كانت خطوط الهاتف نادرة جدا مما حدا البعض لاطلاق نطتة ان رجال الاعمال كي ينهوا اعمالهم كانوا يسافرون الي قبرص او بيروت للاتصال بعملائهم ثم يعودون الي مصر.
كان السادات قد تعرض في اوائل فترة حكمه لاهانات شعبيه عديده و اوصاف غير لائقه طالت افراد اسرته الا انه كان حليما صبورا ضد هذه الاهانات ،و قد اجري تعديلات عديده لصالح الحريات منها منع الرقابه علي المكالمات الهاتفيه الا بامر القضاء كما قضي تماما علي مراكز القوي التي عملت في غير الصالح العام ،و كان من الامور الهامه التي انجزهاا لسادات اطفائه للفتنه الطائفيه التي شبت بالبلاد كما اخرج الخبراء السوفيت من مصر و كان عددهم اكثر من 15الف خبير قبيل الحرب مباشرة و كان ذلك من احكم قراراته التي حفظ بها للجيش المصري كرامته حيث استبعدهم حتي لا يقال عند النصر انها بسبب السوفيت لانها بالفعل كانت في حاجه الي معجزه و ادي ذلك الي تراخي العدو في التصديق بقرب الحرب كما فوت الفرصه علي اعدائنا ان ينسبوا النجاح لغير الجيش المصري.

كما ان قرار طرح مبادرة السلام كان وقته حكيما تماما حيث بدات القوات الامريكيه تلقي بدعمها المكشوف للجيش الاسرائيلي كما ان هناك اطقم طائرات برجالها شاركوا في سيناء مما هدا من خسائر مصر في الحرب في نهايتها و ضمن لمصر استرداد الارض.
هناك موقف للفريق "سعد الدين الشاذلي"حيث اشار بعد الثغره بسحب قوات من سيناء الي غرب القناه لتطويق الثغره و القضاء عليها الا ان السادات رفضها بقوه و اكد انه لا انسحاب لجندي واد خوفا علي الروح المعنويه للجنود و بعد الاختلاف اقال "الشاذلي"من منصبه.
دبت روح فرح في نفوس الناس حيث استشعروا فرح النصر الحقيقي الذي اعد له بدقه و ليس نصرا اعلاميا زائفا كما اعتادوا من قبل و في اول لقاء لكسينجر مع السادات بعد الحرب قال له"سيدي الرئيس :قبل اي كلام بيننا اريد ان اعرف ..كيف امكن لمصر ان تخدع مخابراتنا بل و تخدع العالم كله...لقد كانت المفاجاه معجزه لم تحدث لي في حياتي"
كان الكاتب في ليبيا يوم العبور و تعجب انه بينما يسمع في ازاعات العالم كله خبر عبور الجيش المصري الي شرق القناه و تحطيم خط بارليف ليجد ان الازاعه الليبيه تزيع الخبر معكوسا و هو عبور الجيش الاسرائيلي الي غرب القناه و اقترابه من مشارف القاهره و يقال ان سبب ذلك ان الرئيسا لسادات لم يخطر القذافي بموعد الحرب و لم يشركه في الراي بخصوصها.
انشا السادات مدن العاشر من رمضان و 15 مايو و السادات و العبور ،و قد خففت الزحام عن قلب القاهره و هي خطوات تحسب له،كما انه كان يحظي بتقدير دولي بعد ان رفع راس العرب الملطخه بالطين عاليا ،بالرغم من ذلك قاطعوه و كان ذلك بسبب زيارته القنبله لاسرائيل و قد كان العرب يستطيعون الحصول علي حقوقهم اذا ارادوا بالتفاوض الا انهم للان فشلوا في استرداد الجولان و غيرها بل يتنازلون و لا يستطيعون الحصول علي حتي مجرد فرصة تفاوض مع الاسرائيليين رغم سعيهم الحثيث نحوها.
..........................................................
تابعوا مدونتنا فلسفة حياة و فنون جميله
......................

هناك ٧ تعليقات:

فارس عبدالفتاح يقول...

طبعاً لن ادخل في نقاشات لا فائدة منها لكن قلت انك اردت ان تطلعنا على هذه الكتاب


فما السبب لو تكرمت اخي الفاضل


يرجى الرد بصراحة ووضوح واف

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

يا أخى أنا متفق مع صاحب الكتاب بشدة
عبد الناصر بعد الثورة أصابته بارانوياوصار عنده اعتقاد انه زعيم الأمة الأوحد لكن دى مكنتش مصيبة بقدر مصيبة اختيار حاشيته اللى عملوا البلد عزبة كبيرة أو قل سجن كبير
عبد الناصر كان مثال جلى للديكتاتورية والديماغوغبة
وده مش كلامى بس ده كلام كمان مفكرين كثر ممن شهدوا على العصر زى مثلاً توفيق الحكيم فى كتاب عودة الوعى
أما عهد السادات فهو فعلاً العهد الأعور بين عصور عمياء
مدونتك رائعة بحق ومن أوائل المدونات اللى لفتت انتباهى فى عالم التدوين اللى بعتبر نفسى دخيل جديد عليه

عذراً على الإطالة

احمد أبو العلا يقول...

اخى العزيز
فقط لأنك شخص أحترم عقله وأسلوب تفكيره اصدقك القول كل ما ذكره مؤلف هذا الكتاب هو محض كذب وافتراء وهذا ليس فقط نتيجة قراءاتى الكثيرة عن هذه الفترة ومن مصادر متنوعة ولكنى ايضا عشت معظم هذه الأحداث وعاصرتها بنفسى
أرجو ان تبذل مجهودا اكبر - كما تعودت - لتكون وجهة نظر موضوعية عن هذه الفترة المهمة
تحياتى لك

ذو النون المصري يقول...

فارس عبد الفتاح
...................
في مدونتي باب لقراءاتي المهمه ما يصلح من الكتب للعرض هنا اقوم بعرضه و تعريف زائر المددونة به و هذا الكتاب تحديدا يعتبر خارج النص التقليدي الذي تعودت عليه فرايت ان اعرف به زائري المدونه
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

ياسر عمر عبد الفتاح
.....................
اعتقد ان ما اصاب عبد الناصر من غرور صحيح
انا سمعت اخر حديث للواء جمال حماد للجزيره و فيه كلام خطير عن هذه الفتره
تحياتي

ذو النون المصري يقول...

م/الحسيني
ساقراها و اشكرك جدا علي المرور و التنبيه لهذا الامر

ذو النون المصري يقول...

ا /احمد ابوالعلا
كل يوم باكتشف فيك اشياء جديده
مره ظننت انك اصغر مني و انك لم تتزوج بعد فدعوت لك بالزوجه الصالحه و فاجاتني بان لك اسره و اولاد
و الان افاجا بانك عشت هذه الفتره و بعض احداثها فانا بصراحه فخور جدا بالتعرف اليك و فخور جدا بكلامك و احترامك لعقلي و مش عارف اقول لكم ايه كمان
لكن سافعل ما قلته
ساقرا المزيد لتثبيت وجهة نظري او تغييرها الي وجهة اخري
تحياتي