هزيمه ..نكسه ..كله واحد

الاف من شبابنا اندفعوا بلا اي مقدمات و لا اي اهداف و لا اي خطط حربيه حقيقيه الي سيناء لازالة وهم كبير او صغير اسمه اسرائيل ،و التي كانت لا تزال حسب كلام قياداتنا السياسيه وهما من الاوهام التي توهمتها القيادات السياسيه العالميه فظنت ان القرارات يمكن ان يكون لها قوه ماديه تحمي نفسها ضد جيوش العرب مجتمعين و علي ظن القيادات الخائب ظننا معهم مثلهم ،الجميع ظنها نزهه و سيعودون .اسباب لا يمكن حصرها اجتمعت و دفعت الاف منا الي الحرب في مثل هذا اليوم منذ اربعين سنه يوم 5 /6/1967

..........................

شباب لا يعرف من تفاصيل الحياه الا اقل القليل ،فمستوي تعليمهم جميعا كان دون المتوسط طبقا لقوانين الخدمه العسكريه في هذا الوقت فكانت الخدمه العسكريه كانها عقوبه يقضيها الفرد لانه كان اغبي في التعليم من غيره ،لا واجب وطني يؤديه بشرف و تضحيه .و كانت وسائل الاعلام الغير متوفره بسبب الفقر المنتشر في البلاد و التخلف الذي سيطر عليها و الاميه سبب في ضبابية الرؤيه و عدم وضوح الموقف الحقيقي لدي الشعب في مصر فاعتقد الجميع ان الامر ليس حربا بل هزلا في صورة حرب

........................

ربما ايضا لان الشعب كان يشعر تجاه القياده العسكريه و السياسيه لبلاده بعجز الطفوله امام القدره الوالديه و ذلك لسبب بسيط و هو ان هذه القياده خلصتهم منذ وقت قريب من اكبر كابوس جثم علي انفاس الشعب فاسلم الشعب قياده للضباط الاحرار و لم يكتفي الشعب باسلام القياد بل اسلم الوعي ايضا لهذه القياده رغم قلة خبراتها العمليه ،،و اسلام الوعي هنا كان اكبر اخطاء الشعب المصري مع قياداته عبر العصور

..............................

خرج الشباب الي الميدان و لديهم ثقه عمياء في القائد البطل الذي بدا مزهوا بقوة جيش لم يعد اعدادا صحيحا ،مرحبا بالحرب قائلا لها اهلا و سهلا !!!فاعتقداوا ما اعتقد بان القرارات لا تصنع دولا و ان المكتوب علي الورق مجرد اوهام يمكن ان تزول بسهوله ،،لكنهم لم يدروا ان القرارات انفصلت تماما عن موضوعها و ان موضوع القرار قد صار ذو مقدره علي اثبات وجوده و حماية هذا الوجود بل صار قادرا علي تهديد وجود العرب انفسهم

ذهبوا الي الميدان ففوجئوا بان الوهم و قد تحول الي كابوس بل الي صانع كوابيس ،فاطاح تماما بوجودهم و شردهم في الجبال و الصحاري بلا اي خطه حتي و لو كانت للانسحاب المنظم فخسرنا سلاح البر كله غنيمه سهله و سليمه لاسرائيل اكلوها هنيئا مريئا !!و كذلك سلاح الجو بالكامل و لم ينجو من الخساره الا سلاح البحر و لم يكن ذلك لعبقرية قياداته بل لان العدو لم يهاجمه ،و ذكرت الاحصاءات ان القطع الحربيه التي تدور بمحركات و تركناها سليمه خلفنا بلغ عدها 24 الف قطعه و كانت تقريبا كلها سليمه او بحاله جيده ، هذا بخلاف خسائرنا في الارواح فقد مات من جنودنا في الطريق اكثر من ثلاثين الف ،و سقط الالاف منهم في الاسر مارس معهم العدو اسوا عمليات التعذيب و الاهانه ،،التجربه كانت امر من العلقم و اسوا من الزقوم

افقنا علي اكتشاف مزهل حطم فينا الامال ،،اكتشفنا ان الوهم هو نحن لا هم!!هم الحقيقه و نحن الوهم.كانت هذه المصيبه الاكبر علي الاطلاق بعد الهزيمه،فقد تحولت الهزيمه العسكريه الي هزيمه نفسيه فاحتاجت كي نتلافي اثارها الي عملية اعادة بناء البشر من جديد و اعادة تشكيل عقولهم ووعيهم بالعالم المحيط بهم من خلال حقائق الواقع لا الاوهام التي عشنا عليها فتره من الزمن و الي عملية اعادة هدم و بناء لافكارنا القديمه و وعينا القديم

.............................

اين جيوشنا؟و اين سلاحنا؟و اين خططنا ؟و اين قياداتنا؟ و اين ...؟ و اين ...؟ و اين ....؟ الكثير من الاسئله

الهائمه تبحث عن اجابة تريح بها ارواح هؤلاء الشهداء في مقابرهم الجماعيه

من المسؤل عما حدث ؟من المسؤل عن الهزيمه؟ و اين التحقيقات؟الا يستحق مجد هذا الوطن و الذي انتكس و هزم اسوا هزائمه بلا مقاومه ان نتساءل عن المسؤل عن الهزيمه؟و الا تستحق ارواح اكثر من ثلاثين الف شاب مصري

استغفلهم النظام و اعتمد علي سزاجتهم و سزاجة الامه باكملها و حقق لنا اسوا الهزائم ان نتساءل عن المسؤل؟

...........................

رغم اننا لم نحيا هذه الفتره و هذه الحروب كلها الا اننا و برغم اننا جميعا ولدنا بعد النصر ،،الا انه سوف يظل اردنا او لم نرد في داخل كل منا 5 يونيو 1967!!!و ان كانت اتت بعدها انتصارات محت اثار الجرح الا ان ندوب هذا الجرح لازالت باقيه في ارواحنا و لا اعتقد انها ستزول ابدا

.............................................
كتبها /ذو النون المصري

في ذكري يوم النكسه الاربعين

...........................