الثلاثاء، أبريل ٠٨، ٢٠١٤

بحث عن الايمان

كنت عاجزا عن الايمان بان يسوع كان ابن الله المجسد الوحيد ،و عن الاعتقاد بان من امن به هو وحده  الذي سينعم بالحياة السرمدية .فاذا كان من الجائز ان يكون لله ابناء ،فنحن جميعا ابناؤه .و اذا كان يسوع مثل الله ،او اله نفسه ،فعندئذ يكون جميع الناس مثل الله، و يمكن ان يكونوا الله نفسه  .ان عقلي لم يكن مستعدا لايمان ،حرفيا ،بان يسوع كفر بموته  و بدمه  عن خطايا العالم .قد يكون في هذا بعض الحقيقة ،من الناحية المجازية.و فوق هذا تذهب النصرانية الي ان للبشر وحدهم _من دون سائر المخلوقات الحية_ارواحا فاذا ماتت تلك المخلوقات كان الموت بالنسبة اليها فناء كاملا.علي حين كنت اقول بمعتقد مضاد .كان في استطاعتي ان ارتضي المسيح شهيدا ،ان ارتضيه تجسيدا للتضحية،ان ارتضيه معلما الهيا،و لكن لم يكن في استطاعتي ان اقبل به بوصفه اكمل انسان قدر له ان يري النور علي سطح هذه الارض .كان موته علي الصليب امثولة عظيمة للعالم ،لولا ان فيه شيئا كالفضيلة الخفية او الاعجوبة ما كان قلبي بقادر علي قبوله .ان حيوات المسيحيين التقية لم تقدم الي شيئا عجزت حيوات الرجال المنتسبين الي اديان اخري ،عن تقديمه.فقد رايت في حيوات اخري صنو ذلك الاصلاح الذي سمعت النصاري يتحدثون عنه .فمن ناحية فلسفية ،لم يكن ثمة شيء خارق للعادة في المباديء المسيحية .و من ناحية التضحية ،بدا لي ان الهندوس فاقوا النصاري بمراحل بعيدة .كان من المتعذر علي ان اعتبر النصرانية دينا كاملا ،او اعظم الاديان جميعا.
................
كتاب /قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
................
ص165
...............

ليست هناك تعليقات: