
.................................................................
يقول العالم الفرنسي "اوجست سباتييه " في كتابه فلسفة الدين :
" اننا نستطيع الان ان نستخلص اصل الدين ،و ان نضع له تعريفا ؛فهو صلة و علاقه معروفه و مرادة تنشئها الروح المكروبه بينها و بين القدره الخفيه التي تشعر انها تابعه لها ،و ان مقدراتها تحت مشيئتها .فالصلاة هي "الدين في حالة العمل ، او الدين الحق ". ثم يقول :"و الدين لا يكون شيئا يعتد به اذا لم يكن عملا حيويا بواسطته تحاول النفس ان تنجو من الهلاك بالتجائها الي اصلها الذي تنزلت منه ، و هذا العمل هو الصلاة ،و هي كما اعنيها ليست التلفظ بكلمات او ترديد عبارات ،و لكنها الحركه التي تقوم بها النفس لتضع نفسها في علاقه شخصية و اتصال مباشر بالقدره الخفيه التي يحس الانسان بوجودها حتي قبل ان يستطيع ان يطلق عليها اسما،فحيث لا توجد هذه الصله الباطنه فلا يكون هناك دين"
.....................................................................
يقول الدكتور "الكسيس كاريل "الحائز علي جائزة نوبل في الطب و رئيس قسم البحوث في مؤسسة "روكفلر "بامريكا عن الصلاة:
" انها تحدث بعض النشاط في اجهزة الجسم و اعضائه ، بل هي اعظم مولد للنشاط عرف الي يومنا هذا ،و قد رايت بوصفي طبيبا كثيرا من المرضي اخفقت العقاقير في علاجهم ، فلما رفع الطب يديه ، عجزا او تسليما ن تدخلت الصلاة فابراتهم من عللهم ، ان الصلاة كمعدن (الراديوم) مصدر للاشعاع و مولد ذاتي للنشاط .و يجب ان نفهم ان الصلاة ليست مجرد تلاوه ميكانيكيه للادعيه ، و لكنها تسام صوفي يحس فيها الانسان بالله سبحانه و تعالي كما يحس بحرارة الشمس ، او كما يحس بعطف صديق .و الانسان فيها يقدم نفسه لله و يقف بين يديه كانه لوحه من القماش امام النقاش او قطعه من الرخام امام المثال .ان الصلاة تخلق ظاهره غريبه ، انها تاتي بمعجزه ، فقد شاهدنا تاثير الصلاة في الحالات الباثولوجيه ن اذ برا كثير من المرضي من امراض مختلفه متعدده كالتدرن البريتوني و الاخرجه البارده و التهاب العظام و الجروح القائحه و السرطان ..و غيره "
.................................................................
يقول الدكتور "توماس هايسوب "
ان اهم مقومات النوم التي عرفتها خلال سنين طويله من الخبرة و التجريب هي الصلاة ،و انا القي هذا القول بوصفي طبيبا ، فان الصلاة هي اهم وسيله عرفت الي الان لبث الطمانينه في النفوس و بث الهدوء في الاعصاب"
...............................................................
يقول الكونت "هنري دي كاستري" في كتاب الاسلام :
" خرجت الي الصحراء لارفه عن نفسي راكبا فرسا ،و في صحبة ثلاثين عربيا ممتطين جيادهم ،وبعد برهه توقفوا عن المسير ..فقد حانت صلاة العصر ..فنزلوا عن خيولهم ووقفوا صفا واحدا ، ينحنون و يسجدون بحركات منتظمه و يكبرون الله ن فاستولي علي شعور لا يوصف ، هو مزيج من الخجل و الغضب ،فان هؤلاء الاعراب البسطاء كانوا علي يقين من انهم اشرف مني نفسا ، و اكبر همة .. و ما كان ابدع منظرهم و جيادهم تقف علي مقربة منهم و اعنتها ملقاة علي الارض ن و قد ضربت السكينه عليها بجناحيها ، و كانها تولاها الخشوع من رهبة الصلاة و خشية الله ..لقد خيل الي بين اهل الباديه اني اري بعيني لاول مره في حياتي رجالا يعبدون الله"
.......................................................
وكتب الكاتب "هراس ليف " في المجله الاسلاميه الانجليزيه :
"ما كان شيء في العالم ليقنعني بان اي دين من الاديان يدعو الي المساواة بين الناس ، و لو ان بعضها يتظاهر بهذه الدعوه ، فقد زرت كثيرا من الكنائس و المعابد ، فرايت التفريق بين الطبقات ن داخل المعابد كما هو خارجها ، و كان اعتقادي بالطبع ان الامر لابد كذلك داخل المساجد الاسلاميه ، ولكن ما اشد دهشتي حينما رايت الشعور بالمساواه علي اتمه بين المسلمين في عيد الفطر ، في مسجد "ووكنج" بلندن ، هنالك وجدت اجناسا مختلطين علي اختلافهم في المراتب اختلاطا لك ان تسميه بحق اخويا ، ولم اكن شاهدت مثل ذلك .تري في المسجد نوبيا من بلاد "ممباسا" يصافح عظيما من رجال الاعمال المصريين ن او سياسيا من بلاد العرب ، و قد ارتفعت الكلفه بين الجميع ،فلا يانف احدهم مهما عظم قدره ان يجاوره في الصلاة قال الناس شانا . و انك لا تجد اقل محاوله لتخطي الصفوف الي مكان ممتاز بالمسجد لانه ليس هنالك اي مكان ممتاز ن فالكل عند الله سواء ن لا فضل لاحد علي سواه و عندما صرح امام المسجد بان المسلمين يعتقدون رسالة جميع الانبياء و يؤمنون بما انزل اليهم ن كدت لا اصدق اذني و كان هذا جديدا استفدته عن الاسلام ن لذلك لم اعد اشك في ان هذا الدين يصلح لان يكون دينا عاما "
......................................................
يقول الاسقف "لوفروا":
لا يستطيع احد قد خالط المسلمين ان لا يندهش لاول مره و يتاثر بمظهر عقيدتهم ، فانك حيثما كنت ، في شارع مطروق ام في محطة سكه حديد ، ام في حقل ، اكثر ما تالف عيناك مشاهدته ان تري رجلا ليس عليه ادني مسحة للرياء ، و لا اقل شائبه من حب الظهور ، يذر عمله الذي يشغله و ينطلق في سكون و تواضع لاداء صلاته في وقتها المعين ، اما صلاة الجماعة فانه لا يتاتي لاحد يكون قد راي مره في حياته ما يقرب من خمسة عشر الف مصل في مسجد يوم الجمعه ، كلهم مستغرقون في صلاتهم ، وقد بدت عليهم اكبر شعائر التعظيم و الخشيه في كل حركه من حركاتهم ..لا يتاتي لاحد يكون قد راي ذلك المشهد ان لا يبلغ تاثره به اعماق قلبه ، وان لا يلحظ ببصره القوه التي تمتاز بها هذه الطريقه من العباده عن غيرها"
..............................................................
عن كتاب الصلاة و صحة الانسان
تاليف حلمي الخولي
سلسلة دراسات اسلاميه
العدد 139
دونها ذو النون المصري
....................................