مطلع النور

مطلع النور او طوالع البعثه المحمديه

.........................................................

مقدمة المقدمات

يدور البحث فيها علي نوعين من المقدمات

مقدمات تفضي لنتائجها و تفضي اليها،و مقدمات تاتي النتائج بعدها كانها رد فعل لها ،و علاج لاسبابها و عواقبها،مقدمات من قبيل الداء ياتي بعده الدواء ،فهو نتيجته و عقباه علي الشرعه المعهودهفي طبائع الاشياء .و مقدمات من قبيل الداء ياتي بعده الدواء ،فليس هو بنتيجة له الا علي معني واحد ،و هو لحاق الدواء بالداء ،و ظهور الشفاء بعد الحاجة اليه

الطوالع و النبوءات

ليست النتائج هنا وليدة المقدمات ،بل هي العلاج الذي يزيلها و الايه الالهيه التي تحول الاسباب الطبيعيه الي طريق الحكمه الابديه التي تنكشف اوائلها من خواتيمها ،خلافا للعرف الشائع من دلالة الاوائل علي الخواتيم

قال الغزالي رضي الله عنه:ان الحوادث تجري عند حصول الاسباب و لا تجري بحصول تلك الاسباب،فليست خصائص الماده من فعلها و لا ارادتها و لكن الماده و خصائصها جميعا من فعل الحكمه الالهيه التي تسخر كل شيء بمقدار

نحن لا نسال هل المعجزه ممكنه او غير ممكنه ،فان العقل الذي يقول ان الماده لا توجد الا هكذا اضيق من العقول التي تصدق كل شيء و بغير بحث و لا برهان

علامات الرساله الصادقه هي :عقيده تحتاج اليها الامه ،و هي اسباب تتمهد لظهورها ،و هي رجل يضطلع بامانتها في اوانها ،فاذا تجمعت هذه العلامات فماذا يلجئنا الي علامات غيرها ؟و اذا تعذر عليها ان تتجمع فاي علامه غيرها تنوب عنها او تعوض ما نقص منها؟

العلامات التي ظهرت يوم مولده (ص)لم لها اي اثر في اقناع اي احد بالرساله يوم صدع النبي بالرساله و لم يكن ثبوت الاسلام متوقفا عليها ،لان الذين شهدوها لم يعرفوا مغزاها في وقتها نو معظم من سمعوا بالرساله لم يحضروا هذا اليوم .و قد ولد مع النبي في هذا اليوم اطفال كثيرون..فاذا جاز للمصدق ان ينسبها لمولده جاز للمكابر ان ينسبها لمولد غيره

مقدمات النبوه

كانت حالة العلم و السياسه و الاخلاق و المرافق العامه في حاجه الي رساله دينيه

المجوسيه:استعصت علي الدعاه و المصلحين و قد عمل عدد من الفلاسفه علي اصلاحها مثل زرادشت،و ماني ،ومزدك..و كانت زرادشت هي الثنويه و مثله ماني الذي سلخوه و صلبوه و مزدك داعية الفوضي و الانحلال

اليهوديه:ديانه قامت علي الانانيه و العنصريه فاعتبروا الاله لهم وحدهم

المسيحيه:تاهت بسبب الحكام الذين حاربوا كل من ليس علي مذهبهم من المواطنين فكثرت التحريفات و ضاعت ثقة المواطنين بالدوله

الجزيره العربيه قبل البعثه المحمديه

لم يقدم اليهود اي نفع للعرب في الجزيره العربيه فلم يبينوا لهم سخف عقائدهم و جاهليتهم و لم تكن حياتهم قدوه صالحه لهم،و النفع الوحيد لليهود انهم دليل علي وحدة لغة قبائل الجزيره قبل البعثه لانهم وحدوا لغتهم الي العربيه و تحولت لغتهم الام(العبريه)الي لغه للدين فليس بمستغرب ان تتوحد لهجات العرب في الجنوب و في الحجاز

تزوير الادب الجاهلي مستحيل

كل شاعر له شخصيه و بيئه عاش فيها فكيف تؤلف دواوين تنسب لكل شاعر تناسب شخصه و عمره و حياته و بيئته؟

من اقطاب المخرفين من يختار اللغه و الانساب للطعن فيها و منهم من ينكر بغير حجه و لا برهان الا انه يحسب ان المنكر لا يطالب بحجه و لا برهان

معجزة الاسلام ان نتائجه لم تكن قط منقاده مسخره لمقدماته

النبوه المحمديه _اوائل النبوات

كان الانبياء عند بني اسرائيل 3انواع:

نبي يتكلم باسم الرب و نبي يتكلم باسم الهه اخري ،و نبي يتكلم باسم اله اسرائيل و لكنه يطغي بما في قلبه علي وحي ربه فيخلط بين كلامه و كلام ربهو المرجع في التفرقه بينهم هو صدق النبوءه فالصادق هو الذي يتحدث عن رب اسرائيل

كان النبي عند بني اسرائيل مجرد دليل امان !!!فهو يحذرهم من الكوارث و ينبئهم عن مواضع اغنامهم الضاله التي فقدوها ،و اذا استمعوا لاوامر الله منه استمعوها ليتجنبوا غضبه و نكاله .و يحذرهم من اخطار الخراب و الوباء و المصائب مثل المراصد و مكاتب التامين

نبوة الهدايه

كانت نبوة محمد تنقيه لكل ما لصق بالنبوات السابقه من كهانات و نفت عنها شوائب الاوهام و اولها انها مراصد للاحداث او مكاتب تامين ،و نفت علم الغيب الا لله و نفت ربط الايات الكونيه بالموت والحياه ووجدها النبي فرصه للتعليم لا للدعوه

خلصت النبوه لمهمتها الكبري و هي هداية الضمير الانساني في تمام وعيه و ادراكه

دين الانسانيه

كانت كل الاديان قبل الاسلام محصوره في النطاق القومي فكانت لكل قبيله دين و كانت ديانة اليهود تقول برب واحد هو رب اسرائيل فقط لكن الاسلام سوي بين البشر في الدعوه فهي نتيجه خلاف مقدماتها خصوصا انها نشات في بلاد العرب مشتجر الانساب والاعراق علي نحو لم تعرفه الامم من قبل

المسؤليه الفرديه

نشات في الاسلام حيث كانت القبيله كلها مسؤله عن عمل الفرد منها فاذا قتل عليها تسليمه لاهل القتيل و اذا لم يحدث تقوم قبيلة القتيل بقتل واحد من قبيلةالقاتل و تدور بهذه الصوره دائرة الثار و لا تتوقف

عند اليونان كان الاب مسؤل عن افراد اسرته و له حق التصرف في ارواحهم و في شريعة حمورابي :للرجل الذي تقتل ابنته ان يتسلم بنت القاتل و يقتلها .و في الهند يولد الانسان و معه اثام و شرور لم يجترها منذ الازلو حياته ليست رهن باعماله بل هي سابقه لوجوده و يظل رهين اعمال تاتي بعد وفاته حتي الازل

نتيجة النتائج

حوادث الدنيا و حوادث الجزيره مهدت للرساله لتاتي الرساله فتثور عليها و تنكث غزلها

يتيم في غير ذله ،وعزيز في غير قسوه

يرث الكعبه لكنه يهدم اربابها

مهدت له الدنيا طريقا و لكنه هداها الي غير تلك الطريق

نهض رجل واحد بما ياباه قومه و ياباه معهم اقوام زمانه ،فليست هي بارادة انسان ...و لكنها ارادة الله

.......................................................

مطلع النور .....او طوالع البعثه المحمديه

كتاب من تاليف/عباس محمود العقاد

اصل الكتاب في 149 صفحه من القطع المتوسط

اختصره/ذو النون المصري

الصور من اثار النبي صلي الله عليه و سلم

...................................

كل عام انتم بخير

..........................................................