امي

اللوحه من ابداعات الفنان الكبير حسني سليمان

.........................................................

امي الغاليه...حياتك بتمر دون ان ننتبه او نلتفت الي وجودك .و لا يذكرنا بك الا يوم عيدك الذي يلومنا بعض المتدينين باننا نحتفل بك فيه و حجتهم ان الام يجب ان نبرها في كل يوم لا يوما واحدا و لو لم نبرك في هذا اليوم لنسيناك في زحمة ايامنا ..لكن حمدا لله ان لك يوما نحتفل بك فيه و نذكرك كما لم نذكرك في اي يوم اخر

نحيا و ندبر معايشنا و ترقبين كل حياتنا عن بعد و عن قرب و لا تذكرين حقا لنفسك اذ لا مكان في ذاكرتك الا و هو مشغول بنا فكيف ستفكرين في نفسك و هذا حال ذهنك!!!!؟

بعينين عميقتي النظره ترقبان الزمن الذي لا نهاية له بنظرة عمقها لا نهاية له ...هل ترقبين مستقبلنا جميعا ام ترقبين مستقبل اجيال لم تاتي من نسلنا بعد؟ام ياتري ترقبين من مضوا و تفكرين في يوم ستمضين فيه مع من مضي و قضي ؟هل تشعرين بان دورك ان له ان ينتهي تاركا لغيره ان يحل محلك؟هل ينتهي دورك بعد ان نتزوج ؟هل تعتقدين ذلك؟كلا و الف كلا !!!!!!؟ان لك دورا لا ينتهي ..دورا لا نعي له حدودا و لا نملك له تحديدا ان الحياة و الطبيعة وحدها الكفيله بتحديد هذا الدور...هل تخيلتي اننا ببعدنا نسيناك؟او هجرناك الي ازواجنا؟ابدا هي طبيعة في الابن ان ينسي و في الام ان تغفر هذا النسيان ..كانك قد قلتي في الزمن الغابر او في اللا زمن ابني ..ان اتيتني بقراب الارض نسيانا و هجرا لاتيتك بقراب الارض مغفرة لنسيانك و هجرك

تقف امي من بعيد و تنظر بعينيها اللتان لا زالتا تحملان من الحسن بقايا الشباب و علي راسها تاجا لا ترتديه الا في عيدها ..عيد الام انه تاج من الزهور بعضها ازرق و بعضها احمر اللون وريش الطاووس الاجمل يزين هذا التاج ..هذه الزهور قطفتها امي بلا عناء قطفتها من تحت اقدامها !!!!!!!اليست الجنه تحت اقدامها ؟و هذه الزهور هي من الجنه فاذا تصورت انها من زهور الارض لانها تشبه زهورها فتذكروا ان ما بين الما علي الارض و ما في الجنه من تشابه هو في الاسماء فقط

بوجه جميل ينبع الضوء منه من تحت القبعه المزهره تنظر الينا و الي مستقبلنا ..لماذا يا امي ؟؟لماذا تكلفين نفسك كل هذا العناء؟الا يكفيك خوفك علي حاضرنا فتحرصين ايضا علي مستقبلنا؟كم تمنيت ان البي لك امنيه او احقق لك شهوه .اااااااااااااااه من ذلك اليوم!!!!!؟لا زلت اذكره

كنا في انتخابات مجلس الشعب الماضيه و قريتنا عن بكرة ابيها تقف خلف عمدتها المرشح في هذه الانتخابات و الكل متحمس له و لم اكن اتوقع ان تكوني من المتحمسات !!فوجئت انك منهن ...حرصتي علي ان تذهبي مع الذاهبات لكنك لم تجدي اسمك بين الاسماء !!وقفتي هادئه و انا بجوارك فرايتك مستكينه في وجهك الرغبه في المشاركه مع الناس فامرتيني ان اذهب و احضر البطاقه برقمها من ابي ..احسست بك فهرولت- رغم حرجي من الهروله -الي ابي و احضرتها ....احضرت البطاقه ووقفت انتظرك حتي تدلين بصوتك الا ان اسمك و رقمك لم يكونا هنالك فتشككتي انت في القاضي و رغن عدم حبي لهذا الراي في القاضي الا انني ذهبت مذهبك ارضاء لك

لا تتخيلين مدي حسرتي يوم ان رجعنا و لم تتحقق لك هذه الرغبه بعد ان رايت منك هذا الحماس..حسره ممتده كلما تذكرت هذااليوم..

تقفين شامخه لا تهتزين و لا يبدو منك اي تململ منا او من الزمن طالما نحن في حال جيده فانت راضيه و لا تغادرك مشاعر الرضا الا اذا رايت فينا عدم الرضا ..فانت لنا كما نريد فليتنا نكون لك كما تريدين..

تسمعين اخر كلماتي فتقولين ...انتم لي كما اريد طالما انتم سعداء.فاضرب جبهتي بيدي و اقول ليتنا لك كما تريدين مرة اخري فتعودين و تؤكدين علي كلماتك الاولي

تقفين و ظهرك للحائط !!في المؤخره دائما ..لا تغادرين مكانك في الخلف .هل تعنين شيئا بوقوفك في هذا المكان؟؟؟؟؟؟؟نعم انا واثق من انك تعنين شيئا بوقوفك في هذا المكان..و الا فلماذا تقف كل الامهات في هذا المكان دائما؟؟ يقولون انك ككل الامهات في بلادي تقفن في الخلف لان الرجال قوامون و لانكن اقل في الحقوق من الرجال !!!!ما اجهلهم !!!!الا يفهمون في الفلسفه؟؟هل تعنين معني فلسفيا من هذه الوقفه؟؟؟؟

لابد ان لوقفتك هنا معني ما

ما هو يا تري؟

اضواء اتيه من بعيد تغمر وجهك المضيء فتبرز ملامحه كانها اتيه من بعيد او ان ابصارنا مجرد حواس جديده علينا نري بها لاول مره!!!!ربااااااااااااااااااه

هل وجهك هذا هو نفسه الذي رايته لاول مره منذ ان فتحت عيني لاول مره في وجودي؟

ياربي!!!!!انه هو

هو الوجه نفسه ....كيف احتفظت به ذاكرتي كل هذا الوقت خلافا لعمل الطبيعه في ذاكرة الطفل الغرير؟انه هو..وجهك الذي اطلعت عليه لاول مره ...و كنت في اشد لحظات ضعفي و انت ايضا كنت في اشد لحظات الضعف ....كبرتي و اضعفك الزمن و كبرت انا و لم اقوي رغم مرور الزمن..لازلت ضعيفا احتاج وجودك معي

اذكر احيانا تاديبك لي بعد اخطاء و حماقات ارتكبتها و التي غالبا كانت بالجري خلفي و توسعة الطريق لي كي اهرب دون ان ينتبه عقلي السازج لهذه الحيلة منك!!!!!!ما اجهلها ..كيف و انا طفل صغير اهرب منها بهذه السهوله

اقولها و تضحكين دون ان انتبه

الان تقفين وحدك هناك لا ينتبهون اليك لكنك لا تنزعجين من ذلك ....سعيده طالما نحن سعداء.خلف هذا الشباك و الضوء ينعكس علي وجهك فيزيده جمالا .و لون الوجه الاحمر الوردي يعطي هيئتك وقارا فوق وقار العمر و العطاء .و يلف عنقك عقد بسيط مما لا يصعب علي سيده مثلك اقتناؤه ..هو من مقتنيات البسطاء من الناس .هل تشعرين باننا نسيناك فلم نجملك؟

تردين قائلة..انتم تجملوني حين اراكم في احسن هيئه لا حين اري نفسي كونوا كما اريدكم اشعر بانني اصبحت كما اريد لنفسي

و يتكامل لون الفستان مع لون الوجه..فكلاهما احمر وردي .فهل اخترتي لون وجهك لونا لثيابك لمعني اردت ان نعرفه؟؟ام هو الفن الكامن في عقلك الذي لم تدربه المدارس فصار علي فطرة الله التي فطرنا عليها؟ ااااااه لو اعرف كيف تفكرين و فيما تفكرين؟

ان اعظم ما اتمناه ان اعرف فيما تفكرين و كيف نحن في عقلك ؟نحن.........نحن....نعم نحن ...كيف صورتنا في عقلك ؟.تلك الصوره التي كنت اراك مشغوله بتصميمها و رسمها ككل ام

صوره رايتك لا تفكرين الا في اتمامها ؟هل انتهيت منها؟

تقولين ان صورتكم اصممها و ارسمها في زهني منذ ان كنت طفله صغيره لا منذ ان ولدتكم !!!!!!!!!! و تضحكين و تواصلين..اما هذه الصور التي لكم في زهني فانا لا اكف عن اعادة تصميمها و لا التفكير فيها ابدا حتي وانا في جحيم الدنيا و ساظل افكر فيها حتي في الخلد

ولدي لو شغلت بالخلد عنه ......................نازعتني اليه في الخلد نفسي

هل تعتقدون اني اترككم ؟؟هل تعتقدون اني ساترك تصميمكم القديم يمر عليه الزمن و هو قديم هكذا؟ان الدنيا كلما تطورت تطور معها البشر اراكم حينها بتصميم جديد لانسان عصري جديد لا اغادر فيكم عيبا الا و تمنيت ان يزول

ان اعظم ما تمنيته ان يخلقكم الله كما اشاء

افضل البشر

...................................................................

تحيه الي امي في عيدها

كتبه /ذو النون المصري

.................................