العلم في خدمة العنصريه

نعلم جميا ان مشاعر العنصريه و التعصب و كراهية الاخر لمجرد انه مختلف ،تنم عن جهل واضح بالاصل الواحد للجنس البشري كله ،و المصير المشترك للبشريه جمعاء.كما نعلم ايضا ان العنصريه قد تكون للاختلاف في الدين او اللغه و العرق او الجنسيات و الحضارات،و ونعرف عن هذه العنصريه انها كانت سببا لكثير من الحروب سواء القوميه او الاهليه بل انها تسببت في حروب عالميه

لكن ..هل نعلم ان العلم و نظرياته قد يكون مطية العنصريه بحيث نراها تستند الي العلم في اثبات صحة فروضها و دعاواها؟الافكار العنصريه التي كان الجهل و قودها تحتال علي العلم و تتطفل علي نظرياته حتي تجد لها مصدر اامن يغذيها و يضمن و جودها...للاسف هذا هو الذي حدث

بداية احب ان اقول ان ساسة الغرب قد ربطوا بنجاح بين مراكز اتخاذ القرار عندهم و بين مراكز البحث العلمي فلا يصدر عندهم قرار عشوائي مثلما يحدث عندنا فقراراتهم كلها كدروسه علميا لانهم ادركوا خطورة العلم،لذلك نجد ان ارضية افكارهم هي نظريات علميه و مذاهب فلسفيه ،اعتنقوها بعد ان فصلوا الدين عن وقيمه عن الحكم

فنظريه مثل اصل الانواع لداروين اسهمت في تشكيل عقول ساسة الغرب لمده طويله من الزمن و لا يزال لها تاثيرها الواضح عليهم حتي الان،فمباديء النظريه و التي كان تطبيقها علي الاحياء حولها اشهر سياسي غربي في القرن الماضي كي تطبق علب البشر حيث ننادت النظريه بان الصراع لاجل البقاء هو القانون الحاكم لعالم الاحياء و البقاء في هذا الصراع للاصلح

نقل هتلر هذا القانون من عالم الاحياء الي عالم البشر و جعل الصراع للبقاء همه و اعتنق فكرة ان جنسه الاري الالماني هو اصلح الاجناس علي الارض و من ثم حاول تسويد جنسه علي باقي الاجناس عن طريق الصراع المسلح فحدثت بسبب ذلك مجازر الحرب العالميه و التي لم تراعي فيها حرمة لانسان لانه من جنس اقل ولا يصلح للبقاء

اعتبر الداروينيون الاجتماعيون ان الصراع بين الافراد علي الموارد المحدوده هو وقود الحركه للنمو و التقدم ،و هذا الصراع يؤدي الي فرز ذوي الصلاحيه للبقاء عن غير ذوي الصلاحيه او ذوي الفرص المحدوده و علي اساس هذا المبدا ظهر مبدا في الاقتصاد (دعه يعمل دعه يمر) لان هذا المبدا سيبرز الافراد الاقوي و يضعهم في مواقع القياده في المجتمع ،و دون النظر لاي مبدا اجتماعي او اخلاقي فان دور الدوله هو التنظيم و الاداره فقط و ليس علي الدوله ان تقدم اي دعم للفقراء لان ذلك ضد عمل الطبيعهو يساعد علي بقاء افراد و جماعات لا تصلح للبقاء و يعوق تطور المجتمع بصوره طبيعيه

و يري العالم سبنسرضرورة عدم تدخل الدوله لتعليم الفقراء او اصلاح احوالهم الاقتصاديه او حتي حمايتهم من الاخطاء المهنيه التي يرتكبها الاطباء في حقهم
لان جهد الطبيعه منصرف للتخلص من الفقراء و تنظيف العالم منهم لخلق مكان للاقوي

الجمله السابقه هي نص كلامه حرفيا

و استغل الغرب نظريات اخري فبحوث قياس القدرات العقليه لم تسلم من التزييف لاغراض عنصريه فقد زور عدد من العلماء نتائج بحوثهم و اثبتوا فيها ان الغربيون اكثر ذكاء من غيرهم و ان فارق الذكاء كبير لصالحهم و لعتبر بعضهم ان الاقل ذكاء اقل حظا من الرقي الاخلاقي و اكثر اقبالا علي مخالفة القانون و ممارسة الجريمه

يبرز العالم جودارد كاحد اهم العلماء الذين استغلوا بحوث الذكاء في خدمة العنصريه فقد قسم المجتمع الي ثلاث فئات حسب درجة ذكاءهم و الفئه الادني تتسم بالانفلات الاخلاقي و عدم التقيد بالقانون و اكثر ميلا للاجرامو دعا الي عزل الاقل ذكاء في مستعمرات خاصه و منعهم من لتناسل

الي هنا و يجب ان نعرف ترتيبنا و مكاننا عند الغربيين اين نحن و من نحن عندهم؟ نحن نقع في الفئه الاقل ذكاء حسب بحوثهم و نحن نقع في الفئه الافقر في العالم ايضا حسب الواقع الذي نحياه

اقل في الذكاء و اشد فقرا اذن فنحن نقع ضمن من لا يستحقون الا العزل و المنع من التناسل لاننا اضعف و نملاء مكانا يستحقه الاقوي بل يرون ان الطبيعه تعمل علي التخلص من امثالنا و كل ما يفعلوه من جرائم في حقنا يرونه هم عمل مع الطبيعه لحياه افضل للبشر

اننا بمعاييرهم لا نصلح للبقاء و دعمنا يعوق عمل الطبيعه في التخلص منا (يعوق عمل الطبيعه في تنظيف العالم منا )حسب لفظ سبنسر

نحن عندهم فئة المنحلين اخلاقيا و الاميل للاجرام و و نمثل عباء علي الطبيعه و عباء علي العالم

اعتقد انه مما سبق اتضح لنا لماذا يقتلوننا دون ان تهتز لهم الضمائر؟و لماذا يحتقروننا و لا يراعون لنا اي مشاعر ؟

لا يراعون لنا اي مقدسات و هنا يمكن ايضا تفسير سبب قتلهم لرئيس دوله عربي دون ان يراعوا حرمة يوم قتله .؟

غريبة هي العنصريه !!!!!!بدلا من ان تختفي في عصر العلم احتالت علي العلم و ركبته و استقوت به و صار و

جودها اشد قوه من اي عصر و زمن مضي!!!!!!!!!!!!!!!؟

كل من امتطي العلم زادت قوته حتي العنصريه زادت قوتها بعد ان اتخذت من العلم مطية لها فماذا ننتظر ؟و ماذا علينا ان نعمل؟الا يجب علينا ان نجعل من العلم مطية للتسامح و المحبه كي تزداد قوة المحبه و التسامح بين الناس؟

هل لو حدث ذلك يحدث بالضروره ان تزيد المحبه بين الناس؟

هل يمكن زيادة المحبه و التسامح بالعلم،او هل يمكن بناء اساس علمي للتسامح و المحبه كما فعلت العنصريه؟