الثلاثاء، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٩

مكانة العلوم

لا تفهمن من غلونا في الثناء علي علم الاخرة تهجين غيرها من العلوم ،فالمتكفلون بالعلوم كالمتكفلين بالثغور و المرابطين بها و الغزاة المجاهدين في سبيل الله ،فمنهم المقاتل ،و منهم الرِّدء ،و منهم الذي يسقيهم الماء ،و منهم الذي يحفظ دوابهم و يتعهدهم .و لا ينفك احد منهم عن اجر اذا كان قصده اعلاء كلمة الله تعالي دون حيازة الغنائم ،فكذلك العلماء ،قال تعالي :(يرفع الله الذين امنوا منكم و الذين اتوا العلم درجات ).و قال تعالي:(هم درجات عند الله ).و الفضيلة نسبية ،و استحقارنا للصيارفة عند قياسهم بالملوك لا يدل علي حقارتهم اذا قيسوا بالكناسين .فلا تظنن ان ما نزل عن الرتبة القصوي ساقط القدر ،بل الرتبة العليا للانبياء ،ثم الاولياء ،ثم العلماء الراسخين في العلم ،ثم للصالحين علي تفاوت درجاتهم .و بالجملة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،و من يعمل مثقال ذرة شر يره نو من قصد الله تعالي بالعلم اي علم كان ننفعه ،و رفعه لا محالة.
.........................
عن كتاب احياء علم الدين
لحجة الاسلام الامام الغزالي
ص89
..............

هناك تعليقان (٢):

Desert cat يقول...

ذكرتنى مقالتك بالحكمة الرائعة ان الله يهب لكل طائر رزقه ولكن لا يلقيه له فى العش
تحياتى

ذو النون المصري يقول...

قطة الصحراء
كل سنه و انتي طيبه
تحياتي