انتفاضة الحراميه و اشتراكية الفقر

في عهد جمال عبد الناصر كانت مصر تسير في اقتصادها علي النهج الاشتراكي مثل كثير من دول هذا العصر،حيث كانت الاشتراكيه هي الموجه العاتيه التي تكاد تجرف كل ما امامها من تيارات في الفكر الاقتصادي ،فقد امن بها فقراء العالم كله تقريبا لانها وعدت بالمساواه و الرخاء للجميع و القضاء علي الطبقات المتفاوته ،و حق للناس الفقراء في هذا العصر ان يؤمنوا بهذه الافكار ،فقد كانت بلاد العالم الفقير كله تقريبا تحت الاحتلال الراسمالي و كانوا في شوق للمساواه لذا فقد كانت الاشتراكيه هي ضالتهم التي وجدوها بعد صبر

سيطرت الاشتراكيه علي العالم لشرقي كله بلا استثناءات و كان ناصر هو من طبقها في مصر و قد كان الناس في حاجه حقيقيه اليها في هذا الوقت لان فقراء مصر كانوا اكثر من 90% من الناس و كانت الاملاك اكثرها لغير مصريين فكانت قرارات الاشتراكيه تصب في مصلحة الناس

لكن النظام الاشتراكي علي عظمة التاييد الذي لاقاه و عظمة ما حققه من انجازات قد انهار و تخلت عنه كل دول العالم خلا كورياالشماليه و كوبا ،حتي الصين تركت هذا النظام بل ان اول من تخلي عنه كانت البلد الام و هي روسيا باعلان حل الاتحاد السوفيتي،فلماذا حدث هذا التخلي؟و لماذا تركت كل هذه البلاد النموزج الاشتراكي؟

وعدت الاشتراكيه العالم الفقير بالمساواه فظن الفقراء انهم سيكونون كالاغنياء لكن الذي حدث ان المساواه كانت بتعميم حالة الفقر علي الجميع فساوت الاغنياء بالفقراء لا الفقراء بالغنياء!!!و بهذا ازالت الفوارق الطبقيه بينافراد المجتمع التي وعدت بها !!!هو حل ظريف و مخيف

طبق ناصر الاشتراكيه فبدا بالقضاء علي الملكيات الكبيره (الاقطاع)ووزعها علي صغار الملاك و هذا عظيم جدا و لولاه ما تمكننا نحن من التعليم او العيش الكريم ،لكن مصادرة الاموال بعشوائيه و اعلان ملكية الدوله فقط لكل وسائلالانتاج الغي وجود القطاع الخاص و تحميل الدوله اكثر مما تطيق ففشلت في حمل العبء

في الخارج الغت دول كثيره التفاوت الطبقي بالغاء الملكيه الفرديه فكل شيء مملوك للدوله مما ادي

توقف محاولات الترقي الفردي و التي تعتبر وقود الترقي الجماعي لاي وطن وادي الي تباطؤ غير

محسوس للانتاج ،ذلك مع مساواة من يعمل بمن لا يعمل فكل الاجور متساويه في النهايه !!مع انتهاج

نهج سياسي لا يحترم حقوق الانسان و لا يعطي الفرد اي حق سياسي من اي نوع ادي ذلك الي هروب للعقول الاقتصاديه التي بنت نفسها في اماكن اخري تتيح حرية الملكيه للجميع

اغلق المنهج الاشتراكي الطريق امام النابغين في الاقتصاد في ترقية حياتهم ماديا لانهم منعواالملكيه االفرديه حول طا قات الناس بعيدا عن محاولات السعي و الداب لتحقيق ذواتهم

و كان من يعمل مثل من لا يعمل و الاغبياء كالاذكياء لاتفرقه !!و هذا في حد ذاته ليس حسنه

لاننا خلقنا متفاوتين ،و استبداد سياسي يتحكم في شعوب ضد الطبيعه البشريه فتخلت شعوبه عنه لانها ضجت منه

حينما قرر السادات التخلي عن النموزج الاشتراكي كان يفعل ما فعلته عدد كبير منالبلاد التيانتبهت الي

عيوب الاشتراكيه و ضررها و لم يكن ما فعله كما يهرف البعض خروج عن ثوابت (اه من ضرر الثوابت في كل ميدان)و لم يكن بايعاز من عدو لانتقاص قيمة مصر او للاضرار باقتصاد الذي كان منهارا اصلا و

وكانت مؤسساته بحاجه الي اعادة اعمار مثل الكثير من المدن في هذا الوقت

و كانت هذه الاشتراكيه كما وصفها السادات اشتراكية الفقر لانها وزعت الفقر علي الجميع ولم تحقق الثروه لاحد كما توقع من امنوا بها

مقارنه بسيطه بين نموزج كوريا الشماليه و الجنوبيه توضح الفرق بين الوعد الراسمالي والاشتراكي بالرخاء و التقدم و الالتزام بحقوق الانسان ؟؟؟؟؟؟؟

اين المانيا الشرقيه ؟و لماذا كان الالمان الشرقيون دائموا الهروب عبر سور برلين الي المانيا

الغربيه؟اليس من المفروض ان يكون العكس طالما ليس هناك طبقات؟البعض يظن ان الطبقات هي من عمل الشيطان ،ان الله قد خلقنا متفاوتين في القدرات و لا يمكن ان نتساوي باي حال و كانت فكره الحجر علي البشر و ممتلكاتهم فكره بعيده عن الطباع الانسانيه لذلك انهار سور برلين لصالح المانيا الغربيه الراسماليه لا لالمانيا الاشتراكيه

حينما بدا السادات الخروج من حالة الحرب و فكر في بداية بناء الدوله بعيدا عنالمعارك التي اكلت الاخضر و اليابس كانت مصر و اهلها قد نفد صبرهم و بعد بعض القرارات التي رفعت علي اثرها الاسعار سادت حالة الغليان بين الناس و الذين بداو يطلبون الثمار بعد هذه الجهود و الهزائم والانتصارات
فانتهت حالة الغليان الي انتفاضه شابها بعض حالات التكسيروالتخريب و السرقه

فسماها السادات انتفاضة الحراميه مما اغضب الناس منه و حفظت له الكلمه في غير موضعها من

تاريخه فاضطر السادات الي التخلي عن هذه القرارات ،لانه فيما يبدو كان الشعب لازال ينتظر ثمار قضت عليها الحروب المتواليه و حاجة البلاد الي اعادة تعمير و الكثير من الاخطاء التي تصادف ميعاد انفجارها الان و ان ان انفجرت في وجه السادات

لا اعني بكلامي هذا بالطبع اني من احباب الراسماليه لانها هي الاخري لا تخلو من عيوب دفعت مفكري الاقتصاد في الغرب الي الالان عن ضرورة الوصول الي ما يسمونه الان بالطريق الثالث!!و هو الطريق الذي يقدم مميزات الاشتراكيه مع مميزات الراسماليه و يتلفي عيوب كلا منهما،

------------------------------------------------------------------------------------------------كتبه/ذو النون المصري

------------------------------------------------------------------------------------------------