تفسير الاحلام عند الفراعنه

في مصر القديمه ،غالبا ما كان الوسطاء الروحيون يستشارون في شئون الحياه اليوميه ،حيث كان يعتقد ان الحقيقه تكمن في نبوءاتهم .و يحتفظ بتماثيل خاصه لهذاالغرض ،يحملها كهنة المعبد الي العامه في مقاصير محموله خلال المهرجانات و الاحتفالات الدينيه .و غالبا ما يستشار الوسطاء كتابة ،فيمكن كتابة السؤال او الرغبه علي ورقة بردي ،و توضع في فم تمثال المعبود .و بمرور الوقت اصبح الكهنه صوت الوسطاء ،و اعدت لهم حجرات خاصه داخل المعبد لتمكنهم من الاتصال باصحاب الحاجات ،بينما يظلون مختبئين.ووجدت نصوص من الكهنه تتنبا بمصير اولئك المولودين في تواريخ معينه علي التقويم ،و يمكن لكل الراغبين استشارة هذا الوسيط.

ولم تقتصر خدمات الوسطاء علي العامه ،و لكنها كانت متاحه للاسره الملكيه ايضا.و يستشير الفراعنه الوسطاء عند الحاجه لموافقة او نصيحه مقدسه في قرار او حدث او موقف مهم.

وعمل العديد من المعابد كمراكز لمعرفةالطالع ،قدمت خدمة التنبؤات ،و بوجه خاص تفسير الاحلام .و كان يعتقد ان الامراض يمكن علاجها باستخدام اكاسير و جرعات تنتقل اثناء النوم عبر الالهه و ما وراء العالم.و اعتبرت الاحلام رسائل سماويه لا يمكن ان يفسرها الا كاهن اكبر مقابل اجر بالطبع

و حظي فن تفسير الاحلام باحترام بالغ ،و كان الخبراء في هذا الفن محل اقبال شديد نو يتلقون مكافات سخيه .و بحلول العصر البطلمي ،صار تفسير الاحلام مهنه مربحه.و ربما يستاجر المتخصصون ليحلموا لصالح زبائنهم،بالاضافه الي تفسير الاحلام التي تراودهم

و عندما يبحث شخص عن اجابه لامر مقلق او شفاء من عله ،يوظف كاهن لينام داخل (معبد النوم)او مركز للعرافه ،و يمكن للسائل ان يدفع اجرا ليمضي ليله داخل معبد النوم بنفسه حتي يتلقي عونا الهيا في امور الصحه .و خضعت كتب تفسير الاحلام لحراسه مشدده،و لم يكن يرجع اليها الا الكهنه ،بينما يعتمد الاخرون علي احاسيسهم الداخليه في تفسير الاحلام

و لم يبق من هذه الكتب سوي واحد فقط كتب خلال عصر الاسره التاسعة عشره ،و هو يخص كاتب اسمه كين خر خو بشف شغف بجمع نصوص من السحر و الشعر و الطب و تفسير الاحلام .و احتوي هذاالكتيب علي اكثر من مائتين من تفسيرات الاحلام التي فسرت علي انها كلام الالهه . و هناك عدة امثله تتنبا بطول العمر _اذا راي شخص نفسه ميتا في في الحلم !كما يسعد بحسن الحظ الشخص الذي حلم بانه ياكل لحم تمساح .اما ان يري شخص نفسه الي جوار قزم في الحلم ،فهذا معناه ان نصف عمره قد انقضي.و الحلم بشرب الجعه الدافئه (حتي في ايام ما قبل الثلاجات)يفسر علي ان الحالم يعاني متاعب.واعتمد الكثير من هذه التفسيرات جزئيا علي ارتباطات حرفيه او تلاعب لفظي ،الامر الذي كان المصريون القدماء يستمتعون به كثيرا؛و الارجح ان التجارب الفعليه جمعت و استخدمت كمراجع للاحداث اللاحقه في تفسير الاحلام

ورد في التاريخ المصري القديم عدد من الاحلام الشهيره لبعض الملوك منهم حلم لفرعون يعتقد بانه سيتي الاول و الذي كان معروفا بقلة احترامه للجيش حتي انه الغي الامتيازات الممنوحه للجنود و الضباط و كان الاشوريون ينون غزو مصر ورفض جنوده التعاون معه ،فلجا الي استشارةالمعبد و اخذه النوم بينما كان يصلي للالههو ظهر له في الحلم احد الالهه الذي اكد له انتصاره علي العدو ففرح و استدعي جيشه الذي استجاب له و تمكن من هزيمة الاشوريين

و عشية الهجوم ،اقام العدو في الحقول المجاوره نو خلال الليل ،قرضت الفئران و الجرزان مخزونهم من الاسلحه و الدروع ،و ترت الاشوريين من دون حمايه فمات العديد منهم و فر الباقون بلا سلاح

هناك قصه اخري من عهد مرنبتاح تقول انه تعرض لغزو من الليبيين فاستشار و سيط امون فاكد له انه النصر فانتصر فعلا و نقشت القصه علي لوح تزكاري في الكرنك يؤكد ان مرنبتاح ذبح الاف الرجال و جلب معه العديد من الاسري و الغنائم

و كان يعتقد ان نختنبو الثاني عرف كيف يجعل الاخرين يحلمون احلاما معينه .و يقال انه ارسل حلما الي اوليمبياملكة مقدونيا ،عبر تمثال شمعي .حيث اعد دواء باستخدام اعشاب مسببه للاحلام ،و صنع تمثالا شمعيا و نقش عليه اسمها .و دهن التمثال بالخلطه العشبيه و استحضر حلما معينا لها .و في تلك الليله حلمت ان امون جاء الي فراشها و ابلغها انها ستلد طفلا عظيما و بعد تسعة شهور انجبت ابنا هو الاسكندر الاكبر