منذ 4000 الاف سنه في العصر الذي عرف بعصر الاقطاع في الفتره المتوسطه الاولي ساءت احوال مصر بشده فسجل لنا مصريان من فراعنة مصر من ابناء شعبها المهتمين باحوالها و يسوؤهما ما يحدث فيها هذه البرديات التي وصفا فيها احوال البلاد و انا انقلها من كتاب سندباد مصري من تاليف الكاتب الكبير حسين فوزي اعداد ذو النون المصري
كتب ابو _وير :اسمع يا قلبي ، و اندب حظ البلاد التي فيها نشات ...فقد خربت ،و لا حياة لمن تنادي .ابك يا قلبي وحدك ، فليس ثمة من يواسيك .انظر يا قلبي الشمس و قد غيبتها الغياهب ،فلا هي مشرقه و لا هي غاربه ، انظر الي نيل مصر و قد غاص ماؤه ، تخوضه باقدامك ان شئت ، اما اذا اردت ان تشق مياهه بسفينتك ، فستجد مجراه شطئانا ، و ضفافه ماء جاريا كل طيب ولي ، و البلاد حليفة الشقاء ، تئن تحت اقدام الغرباء ، اقتحموا علينا ديارنا ، و حل بنا ما لم يدر بخلد انسان ، و قد وقع وقوع الفاس في الراس . فالابن عدو ابيه ، و الاخ يضرب اخاه ابن امه ، و يدير له وجهه و هو يذبح .كل طيب ولي ، و البلاد تموت ،و الارض تنزع من يد صاحبها ،و يغتصبها الغرباء .تامل العامل يبحث دون جدوي عن عمل ، لان اعداء البلاد افقروا صناعتها ، و الحاصد لا يملك ما حصد ، تامل من لم يحرث الارض ، و يملا بالغلال اهراءه ، تامل صاحب الارض تعثره الحاجه ، و الغربي يملاء كرشه
انظر الماشيه السائمه ، لا راعي يرعاها ، و السفن وقفت و لم تعد تخطف الي شواطيء فينيقيا ، و اضابير العداله القي بها الي قارعة الطريق يدوسها الرائح و الغادي ، و دارت عجلة الدنيا كما يدور دولاب صانع الفخار . فاللصوص صعروا الخدود و استطالوا ،و الاشراف عضهم الفقر و استكانوا ، ومن لم يكن يملك زوج ثيران ، يحتكم اليوم علي قطيع منها .لم يبق من العداله غير اسمها ، و باسمها تقترف المظالم .سكن هرج الافراح ،و علا صوت العويل و النواح ،والصغير يقول قبل الكبير :ليتني كنت ترابا ، و يكاد الطفل يندب مجيئه الي هذا العالماليست هذه بلاد رب الشمس رع؟متي يهب لنجدتها الراعي الصالح ، من لا يعرف قلبه الموجده ، الذي اذا قلت مواشيه ن قضي يومه يجمع شملها ، و يروي ظماها ، و يداوي عللها .الا متي يجيء فيجتث الشر من اصله ن و يسحق البذره الفاسده قبل ان تنبت ؟ اين هو اليوم ، هل راح في غيبوبة النوم؟
علي نفس البرديه يرد عليها مصري فرعوني اخر هو نفر _روهو قال فيها:كلا لم تاخذه سنة و لا نوم .سياتي من الجنوب ، اسمه اميني"امينمحعت؟"ابوه من الصعيد ،و امه من النوبه . و سيضع علي راسه التاج الابيض ن ثم يضع علي راسه التاج الاحمر ن ليوحد الاقليمين ، و ينشر السلام في ربوع الوجهين . و سيفرح به اهل زمانه نو سيخلد اسمه في العالمين
اما الذين دبروا الشر ،و نشروا الفساد ، فسيفض فوهم من خشيته ، و يسقط الاسيويون تحت ضربات حسامه ن و يكتوي الليبيون بنار انتقامه ، و يصيخ الثائرون لحكمته ، او سطوته ، و يطاطئون رؤسهم لراسالصل الذي يطل من جبهته
و عندما تطارد " معات " الظلم من سطح الارض ، سيعود الحق الي نصابه ن و العداله سيرتها الاولي. فليفرح قلب كل من قدر له ان يشهد ذلك الزمان
.......................................
مقتطفات من كتاب سندباد مصري جولات في رحاب التاريخ
من تاليف حسين فوزي
دونه ذو النون المصري
................................
الصوره الثالثه من مدونة شارم
باقي الصور من مصادر متعدده
.................................














