عن كتاب العقيدة و الخلاق
تاليف الامام الاكبر
محمد عبد الرحمن بيصار
ص69
.............
حاجات اي مجتمع من المجتمعات ،
انما تضيق او تتسع بمقدار ما ينطبع في نفسه من امال،
و ما يسوده من تصور للحياة و اهدافها ،
و في حدود ادراكه لمركزه في المحيط العام
و لوظيفة الفرد في مجتمعه الخاص.
فكلما ارتقي هذا التصور في مجتمع ازدادت حاجاته .
و مقتضيات الاصلاح فيه ،
بل وازداد شعوره بان طاقاته يجب ان تنمي
و امكانياته يجب ان تضاعف فيصبح قادرا علي
تحمل مسؤلياته كخلية حية في جسم الانسانية.
و كلما دق فهم الفرد في المجتمع الواحد لوظيفته
في هذا المجتمع احس بمسؤلياته حياله ،
و ادرك المعالم الواضحة لما له او عليه
في حدود علاقاته الخاصة اولا بالمجتمع
ككل .و ثانيا بكل فرد فيه كجزء.
و علي العكس من ذلك اذا انحط هذا التصور ،
او ضل ذلك الفهم ،فان شعور
كل من المجتمع و الفرد حينئذ بمسؤلياته
و ادراكه لما ينبغي ان يبذل من جهود او
يخلق من طاقات سيكون محدودا
و محصورا في دائرة ضيقة،
بل قد ينعدم احيانا بما يحدثه ذلك التصور
الخاطيء او الفهم الضال من ضيق
الافق لينتهي في غالب الاحيان بصاحبه
الي البلادة المميتة ،
و الجمود المزمن ،و الياس القاتل.
........................
هناك تعليقان (٢):
دائما تسطر بقلمك ما يدور فى عقلك وإن كان مقتطفا من احد البساتين التى مررت بها فالورود الجميلة يلمس اريجها الإعجاب الخاص بكل شخص مر بها
استاذ جمال
شكرا لك
تحياتي
إرسال تعليق