لم افق من حالة التحول النفسي التي حدثت لي فنسيت كل شيء الا المناسك !!هي فقط التي كانت في ذهني ،فتركت حقيبة كتفي الصغيرة في مكان حددته بدقة حتي لا افقدها و نزلت في زحام الطائفين ،بحثت عن ركن بداية الطواف الذي فيه الحجر الاسود و جعلته علي يساري و بدات اطوف سبعة اشواط حول البيت الحرام لاول مرة في حياتي،لقد تعاظمت ذاتي من شدة الفرح احسست بانني مختار و انني جزء من النظام الاساسي للكون بعد ان كنت في الدنيا مجرد نكرة.و تضاءلت ذاتي امام رب البيت فشعرت بالامتنان الشديد لنبي جاهد حتي وصلت انا الي هنا حاجا الي البيت الذي حُرِمَ هوو اصحابه سنين.
كنت اطوف وحدي و حولي عدد لا اعرفه تبينت انهم من كل جنسيات الارض بلا مبالغة !!فالافارقة كثيرون و الاسيويون لا احصيهم عددا و كذلك الاوروبيون و العرب ،لقد اختلطت الاجناس اختلاطا عجيبا لا يوجد في غير هذا الدين ،كانت العديد من الافواج تطوف خلف قائد يدعو الله بصوت عالٍ و هو يكررون وراءه و كل الافواج من غير العرب .
حاولت الدعاء ففشلت في باديء الامر !! لقد كنت مشغولا بالنظر الي الكعبة و كانت عيناي مبتلتان بدموع العرفان و الشكر لله العظيم الذي انعم النعم الكثيرة التي لا تُحصي قابلتها بلا شُكر ،دموع خاطيء لا يدري شيء عن ذنوبه لكنه يعلم عن يقين انه قد اقترف منها الكثير ..و حينما مر الوقت دون ان ادعو الله خفت ان يكون طوافي كله دهشة بلا دعاء فقد عجزت عن ايجاد دعاء اقوله في هذا الموقف !!!ادعو بماذا؟ ماذا اريد من الله كي اطلبه منه هنا؟ لم احب من يعتبرون الدعاء فرصة لتقديم عريضة طلبات الي الله و ينتظرون حقهم في تحقيقها تحت دعوي"عليك الدعاء و علينا الاجابة" لذلك حاولت ان ابحث عن دعاء خارج عن هذا النطاق _نطاق عريضة الطلبات_ فشكرت الله علي نعمته و كرمه و دعوته ان يلهمني الدعاء،فتذكرت الكثير من الناس دعوت لهم ثم تذكرت الكثير من الاذكار الماثورة فذكرت الله و دعوته بها :"اللهم اني امسيت اشهدك و اشهد حملة عرشك و ملائكتك و جميع خلقك ،انك انت الله ،لا اله الا انت ،وحدك لا شريك لك ،و ان محمداً عبدك و رسولك."
"اللهم ما امسي بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك ،فلك الحمد و لك الشكر." "اللهم اني امسيت منك في نعمة و عافية و ستر،فاتم عليَّ نعمتك و عافيتك و سترك في الدنيا و الاخرة" و هكذا حتي رضيت .
هناك تعليقان (٢):
تقبل الله منكم .. وضعت نفسي في مكانك للحظات وبكت عيني .. حقا احساس رائع وانت تنظر لجمال وعظمة البيت وتدعو الله فعلا بماذا ندعو ونحن بهذا المقام المختار الا يكفي تلك الانعم التي انعمها الله علينا لنطلب ونطلب ونطلب والله الحمد والشكر لله والاستغفار هم خير دعاء بعد هذا العطاء الكريم
تقبل مروري وتحياتي
احساس هاديء
سعيد جدا ان التدوينة اعجبتك
تحياتي
إرسال تعليق