بدا الامام خطبته بقوله:"ايها المسلمون....."ثم تحدث عن نشاة الاسلام و كيف ان قلة مستضعفة اوصلت لنا تلك الرسالة مبراة من التحريف و كيف حافظوا عليها و كيف جاهد النبي و اصحابه حتي ضمنوا لنا سلامة العقيدة و كيف نعيش الان في فضلهم و بدا يحدثنا عن واجبنا نحوهم ثم انتقل الي مصائب العالم الاسلامي و كيف وصلنا لهذا الحال و ما واجبنا كي نخرج مما نحن فيه و سرد عدد من الوصايا للمسلمين كي يعيشوا محتفظين بايمانهم و عقيدتهم في عصرهم الحديث.
انتهت الخطبة و صلينا الظهر و العصر جمعا و قصرا و بدا الكثير من الناس ينصرفون من المسجد و انتظرت مع رفيقي حتي استرحنا قليلا ثم خرجنا لنتعرف علي المنطقة بصورة اكمل و نحاول الوصول الي جبل الرحمة .كان هناك اعداد هائلة من البشر تمارس اعمالا مختلفة،فهناك بائعون يشتري منهم الحجاج الاطعمة ،و هناك اعداد من الحجاج افترشت اماكن معزولة يستريحون و يذكرون الله و هناك من يعطي دروس دينية ، هناك شاحنات ضخمة توزع اطعمة و عصائر معلبة،شاهدنا الكثير ثم تحركنا ناحية جبل الرحمة و تمنينا قضاء يوم ما بقي من يوم عرفة هناك لكن ليس كا ما نتمناه ندركه ..فقد كان جبل الرحمة محاطا باعداد لم نر مثلها من البشر جعلت من المستحيل للمزيد ان يقتربوا منه ،توغلنا قليلا في الزحام لنختبر الامر الا ان الزحام كان اشد قوة فانضغطنا و سارعنا بالخروج ،و خرج زميلي و قد خسر نعله و كان بالاساس نعلي ابدلته بنعله لان قدمي قد جرحها النعل الجديد في طريق عرفه .
اصر زميلي ان يشتري لي بدلا منه فاقسمت ع ليه انه لن يفعل حتي اصر ان يسمع كلمة المسامحة عن رضي،لان اليوم لا يحتمل اي خطا .
تحركنا الي مكان بعيد عن حركة الاقدام بجوار حائط و جلسنا و في جوارنا مجموعة _ربما من الهنود _ كان الذكر و الدعاء و قراءة القران هي شاغلنا الدائم و قبل المغرب بقليل بداالناس يحتشدون علي الطرقات المؤدية الي مخارج عرفة و هي ذات الطرقات التي اتينا منها و قبل مغادرة عرفات بقليل اشتدت الحاجة الي الدعاء و نظرت الي وجه صديقي فرايته يبكي و اشار الي لافتة ضخمة قريبة و قال :هنا ..من سيخرج بعد هذه اللافته و لم يغفر له فقد خسر .كانت اللافته تشير الي نهاية عرفات _نفس اللافته مكتوب عليها بداية عرفات لكن من الجهة الاخري _ثم تلقينا لاشارة بالخروج من عرفات فانصرفنا الي الطريق الرئيسية و صوت الذكر و الدعاء يرتفع .ايام لا يوجد للشيطان لا لاصحابه و اتباعه فيها نصيب من هؤلاء الناس
..كنا كاننا في الجنه من طهرنا و بعدنا عن المعاصي ،كانت اوقاتنا كلها لله ، كنا لله و بالله كنا ملك لله ملكية نشعر بها حقيقة ،و نشعر بالسعادة و الراحة و الامان لاننا مملوكين لله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق