لست اعرف يوما يمكن ان نصفه بانه يوم الوعي المصري مثل يوم 9 سبتمب 1882ر .ذلك اليوم المشهور في التاريخ المصري الحديث الذي وقف فيه احمد عرابي زعيم الامة في زمنه امام سلطة الدولة العثمانية ممثلة في الخديو توفيق و اسمع الدهر كلماته
الخالدة ردا علي سوء ادب الخديو .
طلب عرابي تعديل بعض اوضاع المصريين في الجيش و رفع المظالم عنهم و مساواتهم علي الاقل بالضباط الاتراك و الشراكسة !!!فكان الرد المتغطرس من الحاكم:
ليس لكم حقوق و لقد ورثت الحكم عن ابائي و اجدادي و انما انتم عبيد احساناتنا
فرد عليه الزعيم : لقد خلقنا الله احرار و لم يخلقنا تراثا و عقارا .. فوالله الذي لا اله الا هو اننا لن نورث و لن نستعبد بعد اليوم.
اشعر بالزهو و الفخار كلما سمعت هذه الكلمات و كلما شاهدت صورة الزعيم علي و حصانه بين جنوده و شعبه و الحاكم علي الارض بين خدامه تعاظم زهوي و فخري بهذا الرجل موقظ القومية المصرية و موقظ الوعي الشعبي بالروح المصرية .
ولد الزعيم احمد عرابي في قرية هرية رزنة بالشرقية و حفظالقران صغيرا في كتاب القرية كاقرانه و تعلم القراءة و الكتابة و شيء من الحساب و التحق بالجيش و تدرج في الرتب و المناصب حتي اصبح امير الاي و كان من المصريين القلائل الذين استطاعوا الوصول الي هذه الرتبة حيث كانت الرتب العليا مقصورة علي الاتراك و الشراكسة . وترقي حتي اصبح وزيرا للدفاع في حكومة كان رئيسها الشاعر الشهير محمود سامي ..البارودي و الذي تولي رئاسة الحكومة بعد توليه وزارة الدفاع(كانت نظارة)!؟
في هذا العصر كانت انجلترا و فرنسا تتربصان بمصر ايهما تقتنصها و تحتلها قبل الاخري في موجة الاستعمار العالمي التي سقط الشرق غريقا فيها.
احتلت انجلترا مصر بعد مقاومة هائلة من الاهالي الذين رفضوا ترك بلادهم للانجليز ،
و قد دل صنيعهم علي وعي قوي بمصالح وطنهم و استعداد قوي للتضحية و البذل .
بعد احتلال الانجليز لمصر تم نفي احمد عرابي الي جزيرة سرنديب (سيلان ) و بقي منفيا عشرين سنة تعرض خلالها لحملة تشويه ممنهجة لطمس تاريخه ونضاله ، و كذلك تم نفي اصحابه و رزحت مصر تحت الاحتلال اكثر من سبعين سنه حتي خرج من رجالها من طردهم بعد ان اذلونا و ازهقوا روحنا القومية لسنوات و عطلوا نمو الوعي .
القومي المصري و ابادوه لدي اجيال تلت ..
فلو كان احمد عرابي بكلماته الصارخه زعيما في بلد اخر لرفعوه الي مقام اعلي من مقام غاندي في الهند و مانديلا في جنوب افريقيا و جيفارا في امريكا اللاتينية !!! لكنه لسوء ..حظه و حسن حظنا كان زعيما مصريا.
رحمك الله فقد اديت الامانة و لم تنتظر اجرا و لا شكورا و حق لك ان تسعد في الجنات مع الخالدين و حق لنا ان نفخر بك و نسعد بك و نجعل يومك المشهود عيدا لنا و عيدا لحريتنا و عيدا لعودة وعينا بانفسنا و بقوميتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق