هذا نص حوار دار بين شخصين احدهما انجليزي و الاخر فرنسي في رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم انقله هنا تحت تصنيف مقتطفات كتب نظرا لجمال النص و التصوير و الفائدة التي اراها فيه.بالرغم من ان الرواية لم تعجبني علي كثرة ما قيل عنها الا ان هاتان الصفحتان فقط هي اجمل ما فيها
.......................
هذا الشعب الذي تحسبه جاهلا ليعلم اشياء كثيرة ،لكنه يعلمها بقلبه لا بعقله !...ان الحكمة العليا في دمه و لا يعلم!... و القوة في نفسه و لا يعلم !...هذا شعب قديم :جيء بفلاح من هؤلاء و اخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة الاف سنة ،من تجاريب و معرفة رسب بعضها فوق بعض و هو لا يدري !...
نعم هو يجهل ذلك ،و لكن هناك لحظات حرجة ؛تخرج فيها هذه المعرفة و هذه التجاريب ،فتسعفه و هو لا يعلم من اين جاءته هذا ما يفسر لنا _ نحن الاوروبيين _ تلك اللحظات من التاريخ ،التي نري فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت !... و تاتي باعمال عجاب في طرفة عين !...
كيف تستطيع ذلك ان لم تكن هي تجاريب الماضي الراسية ،قد صارت في نفسها مصير الغريزة ،تدفعها الي الصواب ،و تسعفها في الاوقات الحرجة و هي لا تدري !...
لا تظن ان هذه الالاف من السنين ،التي هي ماضي مصر قد انطوت كالحلم و لم تترك اثرا في هؤلاء الاحفاد ...اين اذن قانون الوراثة الذي يصدق حتي علي الجماد ؟...و لئن كانت الارض و الجبال ان هي الا وراثة طبقة ،عن طبقة ؛فلماذا لا يكون ذلك في الشعوب القديمة التي لم تتحرك من ارضها ،و لم يتغير شيء من جوها او طبيعتها ؟...
نعم ان اوروبا سبقت مصر اليوم ،و لكن بماذا ؟...بذلك العلم المكتسب فقط نالذي كانت تعتبره الشعوب القديمة عرضا لا جوهرا و دلالة سطحية علي كنز دفين ،الا انه هو في ذاته كل شيء !...
الاوروبي انما يعيش بما يلقن و يعلم في صغره و حياته ؛ لانه ليس له تراث و لا ماض يسعفه غير ان يعلم !...
احرم الاوروبي من المدرسة يصبح اجهل من الجهل !... قوة اوروبا الوحيدة هي في العقل !...تلك الالة المحدودة التي يجب ان نملاها نحن بارادتنا .اما قوة مصر ففي القلب الذي لا قاع له ...و لهذا كان المصريون القدماء لا يملكون في لغتهم القديمة لفظ يميزون بها بين العقل و القلب .العقل و القلب عندهم كان يعبر عنهما بكلمة واحدة هي :القلب !...
احترسوا من هذا الشعب ؛فهو يخفي قوة نفسية هائلة !...
انه يخفيها في البئر العميق الذي خرجت منه تلك الاهرامات الثلاث؟!...
هذا الشعب الذي تحسبه جاهلا ليعلم اشياء كثيرة ،لكنه يعلمها بقلبه لا بعقله !...ان الحكمة العليا في دمه و لا يعلم!... و القوة في نفسه و لا يعلم !...هذا شعب قديم :جيء بفلاح من هؤلاء و اخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة الاف سنة ،من تجاريب و معرفة رسب بعضها فوق بعض و هو لا يدري !...
نعم هو يجهل ذلك ،و لكن هناك لحظات حرجة ؛تخرج فيها هذه المعرفة و هذه التجاريب ،فتسعفه و هو لا يعلم من اين جاءته هذا ما يفسر لنا _ نحن الاوروبيين _ تلك اللحظات من التاريخ ،التي نري فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت !... و تاتي باعمال عجاب في طرفة عين !...
كيف تستطيع ذلك ان لم تكن هي تجاريب الماضي الراسية ،قد صارت في نفسها مصير الغريزة ،تدفعها الي الصواب ،و تسعفها في الاوقات الحرجة و هي لا تدري !...
لا تظن ان هذه الالاف من السنين ،التي هي ماضي مصر قد انطوت كالحلم و لم تترك اثرا في هؤلاء الاحفاد ...اين اذن قانون الوراثة الذي يصدق حتي علي الجماد ؟...و لئن كانت الارض و الجبال ان هي الا وراثة طبقة ،عن طبقة ؛فلماذا لا يكون ذلك في الشعوب القديمة التي لم تتحرك من ارضها ،و لم يتغير شيء من جوها او طبيعتها ؟...
نعم ان اوروبا سبقت مصر اليوم ،و لكن بماذا ؟...بذلك العلم المكتسب فقط نالذي كانت تعتبره الشعوب القديمة عرضا لا جوهرا و دلالة سطحية علي كنز دفين ،الا انه هو في ذاته كل شيء !...
الاوروبي انما يعيش بما يلقن و يعلم في صغره و حياته ؛ لانه ليس له تراث و لا ماض يسعفه غير ان يعلم !...
احرم الاوروبي من المدرسة يصبح اجهل من الجهل !... قوة اوروبا الوحيدة هي في العقل !...تلك الالة المحدودة التي يجب ان نملاها نحن بارادتنا .اما قوة مصر ففي القلب الذي لا قاع له ...و لهذا كان المصريون القدماء لا يملكون في لغتهم القديمة لفظ يميزون بها بين العقل و القلب .العقل و القلب عندهم كان يعبر عنهما بكلمة واحدة هي :القلب !...
احترسوا من هذا الشعب ؛فهو يخفي قوة نفسية هائلة !...
انه يخفيها في البئر العميق الذي خرجت منه تلك الاهرامات الثلاث؟!...
في الرواية حتي ص275
.......................
تابعوا مدونة فنون جميلة و فلسفة حياة
......................
هناك ١٦ تعليقًا:
قريت الرواية اتحفة دي
جميلة فعلا
كنت كتبت عنها بوست قبل كدة
تحياتي
أنا مقريتش الرواية دى
أنا أصل مقل فى قراءة الروايات
لكن قرأت لتوفيق الحكيم قبل كده
أسلوبه قوى ورزين
طاب قلمك ونقلك
تحليل نفسى هايل للشخصية المصرية بس ليه اتأخرنا شوية عن ميعاد طفرتنا؟؟؟؟
نفهم من كدا أننا كويسين ومش ناقصنا حاجة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا انا اثمن قول الاخ دنتي المصري وكنت سوف اقول ما قاله لكن
توفيق الحيكم وهذه الرواية وبعض رويات اخرى انكرها عليك كثير من المثقفين والمتدينين وعلماء الفقة والشريعة
وعندما انكروا عليه هذا الامر وهذه الرويات التي تجاوز فيها وتدخل الى حدود دينية لا يستطيع انسان ملتزم مع نفسه وليس امام الناس ان يتطرق او يطرق هذا الاتجاه الخاطئ من الاعمال الادبية التى توجد فيها اباحية دينية
وعن مناصرته للفكر القومي العربي وعبد الناصر وبعد ممات عبدالناصر انقلب عليه
فسألوه لماذا كنت مع واصبحت ضد ... فقال بلغة الاديب الافاق .. كنت اكتب باللاوعي
هذا مثقف افاق ومتسلق ولا يحترم نفسه من الواجب علي ان لا احترم مثقف منتفع متثلق فهو بقلمه يؤثر في ضعاف الفكر والعقدية ووقع قلمه عليهم اشد من وقع الحسام المهندي
فهو كذاب اشر وافاق غير وامق
رائعة بل اكثر من رائعة
ا/سمير
بصراحة الروايه لم تعجبني
حسيت فيها بلت و عجن و كلام عامي كتير
مش في مستوي باقي اعمال الحكيم التي قراتها من قبل
د/ياسر عمر عبد الفتاح
الحكيم له اعمال جميله جدا لكن حاسس ان دي مش من الطبقه العاليه فيها
تحياتي
السنونو
اظن اننا اتاخرنا لان الحاكم نفسه اتاخر
دانتي المصري
لا ناقصنا كتير جدا جدا جدا
ناقصنا تخطيط و ادارة
فارس عبد الفتاح
الوايه بعيدة تماما عن الدين و المسائل الدينيه
اما عن الحكيم و اعماله فانا قرات له اكثر من ثلاثينعملا ادبيا لم اقرا له اي اعمال اباحيه كما تقول
و هو يعد من افذاذ الفكر الحديث في مصر
اما عن موقفه من الفك القومي فليس كل المصريين قوميين و طه حسين كمثال كان بعيد تماما عن فكرة العروبه ابعد من اي مفكر اخر حتي انه زج بمصر بين حضارات البحر المتوسط لا الي بلاد العرب
تحياتي
شارم
تحياتي
يا سى نون
ناقصنا حاجات مدهولة
لازم حالة الاعجاب بالذات والرضى عن النفس تتغير
ولازم نظرتنا للإنسان تتغير
لما تتغير هانبقى كويسين
مش تقوللى ادارة وبتاع
مصر مش عزبة
أحييك على إختيار هذا الصفحة بعينها دونا عن باقي صفحات الرواية لأنها تفسر لنا شيئا غريبا لا يحدث في أي مكان آخر .. وهو يؤمد لي بأن تقدم بلدنا (إعتمادا على هذه الظاهرة) هو حلم بعيد المنال للأسف
كثيرا ما حدث أن قام المصريون بأعمال عظيمة في وقت قياسي وتحت ضغط أو ظروف قاسية جدا .. وهذا يتنافى مع أصول التخطيط والتنظيم .. وتجد أن هناك من يقول أن معدن المصريين الحقيقي لا يظهر إلا في تلك الظروف الحالكة إلخ وليست هكذا أبدا تتقدم الأمم
دانتي المصري
فعلا ناقصنا حاجات مدهوله
و لانها مدهوله قصرت في الكلام
لكن مصر كما قلت مش عزبه
بس تدار بطريقة ادارة العزب
تحياتي
المراكبي
للاسف انا حاسس ان مصر لن تتقدم الا بعد نكسة مثل نكسة 67
للاسف اعتقد ان ظني صحيح
إرسال تعليق