التصوف الهندوسي
.......................
" راما كريشنا "هو اشهر ناسك هندي قال عنه اديب فرنسا الكبير "رومان رولان ": "ان " راما كريشنا " تتويج لجهود الاف السنين في سبيل ترقية الحياه الباطنيه لمئات الملايين من الهنود ،اذ كان المنعش الروحي الوحيد للهند الحديثه ،و لو انه ليس احد ابطال الاعمال الواقعيه كغاندي ،و لا احد عباقرة الفن و الادب كطاغور ،الا انه كذلك بقوة حياته الباطنيه وحدها "و قال عنه "غاندي" :"ان تاريخه هو تاريخ الدين في صورته العمليه ،و ان حياته تسمح بان نري فيها الاله وجها لوجه .........."
راما هذا رجل يقدس الماء و التراب لان الاله حل فيه و كان عابد للالهه " كالي " و هي انثي ،و مارس مجاهدة النفس في العباده عدة مرات و احس بسعاده لا توصف واحس بان ما حوله لم يعد موجود . هذا رجل تخيل فخال ،و اعتنق خرافه ثم فني فيها بكل ما لديه من اعصاب و افكار .و مهما ارهق نفسه و مهما قيل عن الافاق التي بلغها برياضته المعنته ،فتصوفه لا وزن له
.............................................
التصوف المسيحي
..........................
النصرانيه _من حيث هي دين سماوي_ تتضمن من العقائد و العبادات ما يجعلها ينبوعا جياشا لاذكي العواطف و اشرف المسالك .واتي عيسي بدعوه مخالفه لمادية اليهود و تلامذته كانوا مخلصين مترفعين علي شهوات الحياه محبين لنبيهم و دعوته ووصفهم القاران ب " و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة و رحمة ..." ،لكننا لا نعرف ديانه لانت للافكار الدخيله ،و ظلت تتشربها مثل المسيحيه !! و لو كان التاثر في الفروع ما عز الامر علي العلاج ،و لكن للاسف جر زيله علي مفاهيم عقيديه كثيره
"القديس برنار"
اني استغرق في تفكير حزين عندما اتدبر سير نساك الهند و غيرهم من الرهبان ، ممن كرسوا حياتهم او افنوا زواتهم _و تجردوا من شهواتهم ،تطلعا لغاية اكبروها ،و ظما الي وجود اخر تعشقوه !لانه لابد من اساس عقلي صالح و مهاد شرعي مقبول كيلا تذهب الشحنات العاطفيه عبثا
هناك علماء في الكون و الحياه في الغرب تنطق السنتهم بكلمات مضيئه كانت دليلا علي ايمانهم بالله ،و مصدقون بوجوده و عظمته ،و هم اشبه ما يكونون بحنفاء الجاهليه الذين كفروا بدين قومهم و لم يجدوا البديل
..............................
التصوف الاسلامي .
............................
التصوف الاسلامي ،في صورته المقبوله ، لا يعدو ان يكون مزيدا من الصلة بالله و الاعتصام به و التبتل اليه ،و هذا يجعل العبد عاشقا للصلاة الفا للصيام ، متكبرا علي الدنايا ،و متحليا بالفضائل
لكل عاطفه انسانيه في كل زمان و مكان اهتزازات تحتاج الي ضبط ،و قد فطن العلماء في هذا الميدان الي ذلك الاهتزاز من قديم ،فاكدوا ان الانحراف قيد انمله عن الكتاب و السنه يعد عصيانا
عرف ابو حامد التصوف بانه تجريد القلب لله تعالي و احتقار ما سواه،و عرفه عبد القادر الجيلاني بانه :/من صفا باطنه و ظاهره بمتابعة الكتاب و السنه ،و قال ذي النون المصري : من علامات المحب لله سبحانه وتعالي متابعة حبيب الله في افعاله و اخلاقه و اوامره و نواهيه
التصوف بعد ان طال عليه الامد اختلط باوحال كثيره ،و تسللت اليه ذات الافكار التي تسللت الي النصرانيه من الوثنيه الهنديه ،فاثرالبعض الاعراض عن تراث الصوفيه كله ..لكثرة ما طفح به من باطل . لكن يجب التمحيص لاننا نحتاج علوم التربيه القلبيه و الايقاظ العاطفي و هي غير موجوده في بقية علوم الدين
......................................................
ثقافتناالتقليديه تحتاج الي مراجعه
.............................................
الثقافه التقليديه
.....................
و هي التي تصنع عقيدة الامه و مزاجها و شخصيتها و وجهتها _مسؤله عن القصور الذي اصابنا الان ،لانها تنقص عناصر لابد منها لتكوين الغذاء العقلي المطلوب للجماهير و لانها خلال قرون تضمنت جملة من التصورات و الاحكام المعيبه ،و لان ما بها من حقائق مازال يعرض العرض المنفر او يفسر التفسير الناقص
هناك فارق بين امرين :بين الدين و المتكلمين فيه و كامة الصواب لا تجيء من انتسابه لقائل معين ، بل تجيء من انه الحق الموافق لمعاني القران
علم الحديث يحتاج في عصرنا الي احياء ،فهناك بلاد اسلاميه كامله يحكمها حديث مكذوب كحديث "لا تعلموهن الكتابه ،و لا تسكنوهن الغرف "و حديث "خير للمراه الا تري رجلا و لا يراها رجل" هذه الموضوعات هي اساس السلوك في بعض البيئات الاسلاميه اما الصحاح في الموضوع نفسه طويت او اولت
ان جمهرة المتصوفه و عددا من المفسرين للنصوص اشاعوا ان الفقير الصابر خير من الغني الشاكر ،و ان قلة الشيء للمؤمن خير من كثرته ! و توهموا ان حملة القران علي الدنيا و المفتونين بها تعني فراغ اليد منها و التشرد في ارجائها و هذا جهل فاضح ،فان الاسلام يحتقر الدنيا كما يحتقرها كل رجل شريف ، الدنيا التي تجيء ثمن الخيانه او التفريط او التي تحجب صاحبها عن الحق و تقعد به عن الواجب .اما حيث تنتفي هذه السيئات ، فان الدنيا ركن في الدين ،و تمام للمروءه و قيام للحياه
القعود عن الدنيا جريمه ،و كاسبها بين امرين : اما ان يسخرها لله ، فهذا بافضل المنازل ،و اما ان يؤدي الرفائض و يمسك ما لديه لحاجاته فله اجره فيما انفق و له حقه فيما امسك
لو كان متصوفة اليوم راشدين لجعلوا الاستماته في العمل و الكفاح رد فعل من جانبهم لبلادة العوام كما جعل اجدادهم الزهد رد فعل لترف الحكام و حواشيهم
الي متي يظل القران الكريم كتاب الموتي ،يستمع الناس اليه في محافل الحزن لا في مجامع العلم و الحكم؟ لماذا تلقي محمد هذا الكتاب ؟يقول تعالي :"كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الي النور باذن ربهم ..."
.............................................
وصية جعفر الصادق لاحد المريدين
............................................
قال جعفر لمريده:اوصيك بتسعة اشياء ،ثلاثه منها في رياضة النفس ،و ثلاثه منها في الحلم ،و ثلاثه منها في العلم ،فاحفظها و اياك و التهاون بها.اما اللواتي في رياضة النفس :فاياك ان تاكل مالا تشتهيه ،فانه يورث الحماقه و البله .و لا تاكل الا عند الجوع ،و اذا اكلت فكل حلالا و سم الله و اذكر حديث رسول الله "ما ملا ابن ادم وعاء شرا من بطنه ..............".و اما اللواتي في الحلم :فمن قال لك :ان قلت واحدة سمعت عشرا ،فقل له :ان قلت عشرا لم تسمع واحدة...و من شتمك فقل له :ان كنت صادقا فيما تقول :فاسال الله ان يغفر لي و لئن كنت كاذبا فيما تقول ، فاسال الله ان يغفر لك ،و من توعدك بالخنا ،فتوعده بالنصيحة و الدعاء .و اما اللواتي في العلم : فاسال العلماء ما جهلت ،و اياك ان تسالهم تعنتا و تجربه ،و اياك ان تعمل برايك شيئا ،و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد اليه سبيلا ،و اهرب من الفتيا هروبك من الاسد ،و لا تجعل رقبتك للناس جسرا
هناك كثير من الناس يحفظون معارف جيده و يستوعبون كتبا قيمه ،بيد ان العلم الذي ظفروا به لم يتجاوز ادمغتهم ، فهو تصورات يمسكها الزهن و حسب ،و عندما يكون العلم صورا زهنيه مقطوعه عن السلوك فهو قسيم للخيال البعيد عن الواقع .و هذا النوع من العلم قليل الجدوي ،بل ان النبي قد حزر من الوقوف بالعلم الي حد اختزانه في الذاكره و ادارته علي اللسان و كفي ،عن جابر ،ان رسول الله قال :"العلم علمان : علم في القلب ،فذاك العلم النافع ،و علم علي اللسان ،فذاك حجة الله علي بن ادم "
ارتفاع المستوي العلمي و سقوط المستوي النفسي و الخلقي شيء مثير ! و هو بلاء شاع في مجتمعات كثيره،و علاجه لا يكون بالاستزاده من العلم ،و انما يكون باستغلال الموجود منه علي خير الوجوه
قال بن عطاء الله :"سوابق الهمم لا تخرق اسوار الاقدار "
اننا ننكر سوء التغذيه و نقصها ،و نعمل علي حماية الشعوب منها ... فلنعمل بالقوه نفسها علي تجنب الاسراف و شحن المعد بما تنؤ بحمله و هضمه...
الوسيله تستمد شرفها من شرف النتيجه المترتبه عليها ، و من ثم كان طعام الاتقياء و منامهم عباده ،انه يمدهم بالقوه و الراحه اللتين يحتاجون اليهما
الراي الذي ينهي جعفر الصادق عن العمل به هو الهوي و الابتداع و استحداث ما لا اصل له في دين الله
ان التفوق العلمي و الاقتصادي فريضه علي الامه الاسلاميه
............................................................
فن العزله و الاختلاط
..............................
الانكماش عن الحياه العامه ليس شارة صلاح و لا طريق اصلاح ،بل قد يكون دليل ضعف و انهزام ،او نشدانا للراحه مع ترك الدنيا تموج بما تموج به
ضجيج المجتمعات احيانا يفقد الانسان وعيه او يكاد ،و اظن انه قد ثبت علميا ان مستوي الذكاء في زحام الجماهير يهبط فان التجمعات المنطلقه يحكمها راي عام يشبه "متوسط المحصول"..و متوسط المحصول يتلاشي فيه الانتاج العالي في جوار الانتاج الرديء اذ تذهب ذيادة هذا في نقص ذاك .. و من ثم وجدنا كثيرا من الناس ينشدون ان يخلوا بانفسهم ليستعيدوا في خلوتهم حدة بصيرتهم و تالق ازهانهم
كان النبي يستعين علي جهاد الجماهير الشكسه النافره بالساعات التي يخلو فيها بربه
فترات الاعتكاف القصيره فرصه متاحه لكل مسلم يريد بين الفينه و الفينه ان ينعطف الي ربه ، لكن الفترات القصار تشبه التمارين الرياضيه المحدوده من سباحه و جري ،لها بلا ريب اثرها في الصحه العامه غير انها لا تدل علي بطوله و تفوق
المرء في مكابدته للمعايش و مخالطته للخلائق قد يتيه في اودية الحياة و ينسي ما بعدها فاذا انتزع نفسه ليذهب الي المسجد الي المسجد مصليا فهو يذهب ليستعيد صوابه
.......................................
ينابيع التوحيد
........................
غاية ما يطلب من الانسان الا ينسيه الوجود المؤقت علي ظهر الارض الوجود الدائم الذي ينتظره بعد هذه الحياة .و اذا سره في حياته العاجله ان يكون سعيدا مكينا ، فابهج من ذلك و اعظم ان يكون هناك اسعد و امكن و سبيله الي ذلك الباقيات الصالحات
هناك للاسف الكثيرين ينسبون لله مالا يليق به ، بل هناك من ينكرون وجوده اصلا ،كالاعمي الذي يعيش من ضراره في ظلمه دائمه فهو ينكر الضوء و لا يعترف به
اننا لا نسمع تحت الثري ضجيج الات توزع الالوان و الطعوم علي الزهور و الثمار ،و لا نلحظ الحركات اللبقي التي تلف الفواكه و الحبوب في قشورها و اغلفتها ، اننا نجهل كل الجهل عمل الاجهزه المسحوره التي تصوغ الاجنه و تنسج الادمغه و الحواس و البطون و الاحشاء
انه لو انشق حجاب الصمت و باح الكون ببعض سره لاصم اذاننا هتاف الاشياء ،و هي تسبح بحمد الله ،و تهتف بوحدانيته "الا له الخلق و الامر ،تبارك الله رب العالمين"
.....................................
الجزء الخامس من مختصر كتاب ركائز الايمان بين العقل و القلب
تاليف الشيخ المام محمد الغزالي
قدمه ذو النون المصري
.................................
نرجو من زوار المدونه الاطلاع علي شرحنا للوحة باب الحرم للفنان السعودي ابراهيم الزيكان علي مدونتنا الاخري فنون جميله و التعليق عليها
.......................................
هناك ٦ تعليقات:
ذو النون
انا عايزة اقول كل سنة وانت طيب ولما قررت انى اقرى الموضوع واعلق لاقيت ان ده الخامس يعنى احتاج بحسبة التوقيت المحلى لمدينة القاهرة الى خمس ايام اقرأ فيها البوستات على التوالى ولانى بمشى على التوازى قررت اقولك كل سنة وانت طيب واقراهم على 5 سنين ما تزعلش هقراهم بس بحرية
تحياتى
سلام يا ذو النون
انا رديت عليك عند شهروزة على موضوع مشكلتك مع مدونة ابن عمك وعلقت عند ابن عمك و رحبت بيه
ابقى حل الموضوع و لو عاوز اي اسئلة تانية ابقى قولنا
تحياتي
مفيش كلام اكتر من تعليقي علي رقم 4
غير اني بس حبيت اسجل حضوري ومتابعتي واشكر جهدك
السيده المبجله توتا هانم
يااااااااااااااه يا فندم
فين حضرتك من زمان
و الله افتقدناكي كتير جدا و فكرناكي غبتي عننا الي امد لا نعلمه و افتكرتك نسيتينا تماما
لكن الحمد لله اننا لسه في الذاكره
حمدا لله علي سلامة العوده و كل عام انتم بالف خير
و تقراي البوستات براحتك
تحياتي
حفصه
خلاص يا ست حفصه
الف شكر
انا خلاص عملت له غيرها لكن هصلح اللينكات قريبا ان شاء الله
تحياتي و كل سنه و انتي طيبه
بنت القمر
شكرا علي المتابعه و التعليق
تحياتي و كل سنه و انتي طيبه
إرسال تعليق