اذا استنار القلب بنور التوحيد الخالص فراي الاشياء كلها فعل الله استقبل كل المصائب بالصبر و التسلم و الرضي و اذا استنار القلب بنور التوحيد نما عنده التوكل علي الله و الاخلاص لله و الخشوع و الاخبات .و اذا استنار القلب بنور التوحيد فراي النعم كلها صادرة عن اله نمت عنده محبة الله و الرغبة بشكر الله . و كل ذلك اثر عن التوحد الخالص الذي هو اثر عن معرفة الله و صفاته و اسمائه و افعاله و الشعور بذلك .و اذا استنار القلب بنور معرفة الله و توحيده توجه القلب كله لدين الله و لم يلتفت عنه يمنا و شمالا و عندئذ ينتفي الشرك كله كبيره و صغيره. و من مثل هذا القلب تؤدي الصلاة كاملة لله كمظهرارقي للعبودية لله و تقديم واجب الشكر له و بشكل تلقائي تكون خشية الله في هذا القلب كبيرة فيكون التلقي عن الله كاملا " الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم الي ذكر الله " و من مثل هذا القلب ينبثق سلوك منسجم مع دين الله و هذه هي التقوي . و مجموع هذه الامور هي الفطرة و بقدر الخلل في التوحيد اعتقادا او شعورا يوجد الشرك الاكبر او الاصغر فاذا وجد الشرك الاكبر انطفا نور الفطرة كله ، و اذا وجد الشرك الاصغر كان يعمل الانسان عملا لغر الله رغبة غف جاه او دنيا او غير ذلك ، اذا وجد هذا خيمت ظلمة نفسية علي القلب ، و اذا انعدم الصبر وجد الكفر و اذا قل الشكر وجد نوع من الظلمة يقابل ذلك ... و بقدر خفوت نور التوحيد تظهر امراض العجب و الرياء و الحسد و الكبر و الغرور و غير ذلك من الامراض . اذ لو كان الانسان يري ان الله عز و جل هو المعطي ما وجد الحسد و لو عرف الانسان ان الله عز و جل هو خالق كل شيء ما وجد عجب و رياء ، و لو عرف الانسان مقام العبودية ما وجد عجب و غرور ، و لو كان الانسان عبدا لله حقا ما وجد الجبروت ، و لو كان في القلب خشية من الله ما وجد ظلم لعباده و لا انحراف عن امره . و من ههنا ندرك اصل المرض و بدء الصحة فاصل المرض الشرك ، و بدء الصحة التوحيد ، و اذا ادركنا ذلك عرفنا معني قوله تعالي " انما المشركون نجس " . فالشرك هو النجاسة التي تجعل اصحابها عين النجس لكونها تصبغ اجسادهم و سلوكهم و انفسهم و عقولهم و ارواحهم بها فتصبح ذواتهم نجسة نجاسة غير محسوسة و لكنها نجاسة...
........................
كتاب / تربيتنا الروحية
سعيد حوي
.................
........................
كتاب / تربيتنا الروحية
سعيد حوي
.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق