عبث و هباء

كل ما يفعله الانسان
 في حياته عبث و هباء .
انه كالبحر عملاق ابله ،
تتدافع امواجه في عنف و جلبة
فيكون هو اول من يتاثر بما يحدثه
 من ضوضاء ،حتي ليحسب انه
 يغير وجه الارض ،
و ياتي مالم يسبقه اليه سلف
او يلحقه فيه خلف .
و لكنها امواج معتوهة جوفاء
 كقبض الريح ،
تبتلع الواحدة سابقتها ،
ثم تنقلب في سرعة و جبن
 كدجاجة مذعورة ،
فاذا انحسرت اخر قطراتها
عن شاطيء الحياة ...
فلا شيء ...لاشيء قط.

اتراه يتحسر و هو في اخر مراحله
علي حياة قضاها هو الاخر
 في مثل هذا الصخب و ذاك الضحك؟
 اتكون حياته خطأًعظيما
لم ينتبه اليه الا و هو يكتب اخر فصولها ؟
و هل كان في وسعه
 ادراك عبثه و هو يخط اول
 حروف مستقبله ،
ام ان الانسان مقضي عليه
 بان  يشرب كاس الخطا حتي ثمالتها
لكي يعرف انه خطا؟
و ما تكون الجدوي حينئذ ؟
انه اذا اعتزم العدول عنه
الي شراب اصلح يكون قد قضي نحبه.

..........

رواية ملك من شعاع

تاليف /عادل كامل

ص54