بعد ان سافرت الي خارج الوطن بقيت لي بعض ملامحه لا تغادر نفسي تطفو علي سطح ذاكرتي كانها الغام بحرية عائمة تنفجر من وقت لاخر و غالبا يكشف عن هذه الالغام حدث يقترب في الشبه من مثيل له في وطني .اذكرمثلا
اثناء رسمي لباب بيت علي السبورة في الحصة،و بعد ان رسمت،اكتشفت ان يدي _ دون تدخل مني و في شبه غياب للعقل الواعي_ قد رسمت باب بيتي في مصر.فاخذني عقلي و انتقلت دون وعي مني من الحصة الي مجلس الاسرة و طافت بعقلي تفاصيل حياتيه كنت قد تركتها منذ شهور و اشتقت اليها بقوة و حينما رجعت لحالة الوعي تنفست دون ارادة مني نفس عميق جدا بارتعاشة تشبة ما يحدث لشخص يطير علي ارتفاع شاهق لشدة شوقي للعودة الي ارض الوطن.
مرة اخري كنت واقفا علي الرصيف منتظرا سيارة صديق فاتت سيارته مسرعة بعد انتظار ،و ركنت علي الرصيف بطريقة انتقلت روحيا بسببها الي مصر ،حيث يملك اخي الاكبر سيارة كنت اذا انتظرته يفعل مثلما فعل الصديق تماما و بقيت لحظات اعيش كاني في مصر .
و مرة اخري ،كان احد اصحاب المحلات المواجهة لسكن العمل يغلقه محدثا صوتا يشبه تماما صوت اغلاق المحلات امام بيتنا في مصر ،فانسي نفسي تماما ،و كاني في مصر ،و احيانا كنت اخرج من الغرفة باتجاه الغرفة التي فيها كتبي لانتقاء كتاب اقراءه ،فاكتشف بعد قليل انني في سكن العمل و لست في بيتي في مصر.و احيانا كنت اهم بالخروج من السكن تماما و تكون النيه ان اتنزه في مكان قريب من البيت في مصر مع صاحب تعودت ان اتنزه معه ،و بعد خطوات اتذكر انني لست في مصر.
كل هذه المواقف و غيرها الكثير كنت اشعر بما يشبه الغياب المتعمد للعقل للافلات من واقع ايامي الاولي كغائب عن ارض الوطن،لقد كان الوطن بملامحه و تفاصيل ايامي فيه يحيا داخلي .
هناك تعليقان (٢):
أخي ذو النون
السلام عليكم
كلنا هذا الرجل
ياااااااااااه لكم أشتاق اليك يا وطني أعد الايام والساعات المتبقية لي لحين الرجوع اليك يا حبيبتي يا مصر
ردك الله سالما الي بلدك
ابن النيل
تمنيت الرجوع النهائي مرارا
لان الوجود هنا مر
او هو بالاصح انعدام وجود
ربنا ييسر الحال لي و لك و لكل مغترب خارج مصر
إرسال تعليق