...........................................
في ليلة من ليالي الصيف الحارة حلمت بان عمي الاكبر قد توفاه الله و ان هناك امور غير معتادة ستتم في مراسم دفنه منها انه لن يدفن في مقابر العائلة التي تعودنا ان ندفن فيها موتانا ،و انما سيدفن في مقابر قرية اخري تبعد عنا قليلا و هذه المقابر جديدة لم يدفن فيها احد قبله كما ان كل مجموعة من هذه المقابر تتخذ لها اسما و كان اسم مجموعة المقابر التي سيدفن فيها عمي ”المنصورة“
عمي عبد الخالق هو الفلاح الوحيد الاصيل في القرية و اعني بالاصيل انه لم يعمل في حياته في اي عمل غير فلاحة الارض بخلاف فلاحي الجيل الجديد الذي تعتبر فلاحة الارض عندهم مجرد عمل اضافي بعد الظهر و جيل الفلاحين الاصلاء قد انقرض و لم يبق منه الا عمي الذي جاوز التسعين عاما و بذلك يعتبر اثرا حيا ناطقا لمرحلة عاشها الفلاح المصري منذ العهد الملكي البائد مرورا بحركة الاصلاح الزراعي و حتي الان المهم اننا ذهبنا ندفن عمي الميت فوجدنا ان المقابر يحيط بها سور انشيء حديثا يظهر ذلك في طلائه الذي لا يزال جديدا .دخلنا من البوابة فوجدنا ان ارض الدفن تشبه تماما الارض الزراعية بل هي ارض زراعية بالفعل و كانت محروثة و مجهزة للزراعة و الري و كان من الغرائب ان الميت عند دفنه يحفر له في خط من الخطوط الزراعية و يردم الخط مرة ثانية لمواراة الجسد التراب فيكتمل الخط المحفور بعد الدفن.و لانني كنت اعلم ان عمي هو اول من يدفن في ارض زراعية بهذه الطريقة فقد اقتربت اكثر من مدفنه الزراعي كي اشاهد ما يحدث و قد قفزت عدة قفزات فوق خطوط زراعية دون خوف من وجود جثث مدفونة بها.و بعد ان قرا احدهم القران و دعا للميت كما تعودنا فوجئت باحد الفلاحين و قد ضرب بفاسه عدة ضربات خلف مكاني تماما واطلق الماء من قناة ري داخل اسوار المقابر الي ارض الدفن و اكتشفت حينها ان نظام الدفن الجديد يتم فيه ري الارض بعد دفن الموتي .
هذا الحلم رايته في اول ليلة من ليالي رمضان 1431/2010
هناك تعليقان (٢):
رائع كما عهدتك
دخلت معك الى اللقصة وعشتها
ولكن متحير الى الان
----------------------
معذ تحياتى / حازم ربيع
حازم ربيع
سعيد جدا باعجابك بما كتبت
لكن لماذا انت متحير؟
إرسال تعليق