سبع شهور الا اياما معدودات مضت منذ ان غادرت ارض الوطن مهاجرا الي السعودية .الايام تمضي ببطء شديد ؛ و بتثاقل متعمد كانها تريد الا تمضي او يمضي منها يوم الا بعد ان ندفع فيه لغربتنا ثمنا نفسيا باهظا ،نكون معه مجبرين علي الشعور بعظمة الحياة بين الاهل و عظمة الحياة في مصر و عظمة ما تقدمه الزوجات لنا في بيوتنا.
دائما ما نتحدث و نحسب مكاسبنا من الهجرة فتخرج الحسبة دائما في صالح الحياة في مصر رغم ضعف الدخل. الا اننا نضحي بالكثير من مكاسب بقائنا في مصر لاجل ان نؤمن مستقبل افضل لابنائنا .هذا هو الهدف المال و المال وحده ما نريد.يسبقه لدي البعض ان يحج البيت و يؤدي الفريضه كما فعلت انا هذا العام و فعل كل زملائي بالمدرسة .ينضم اليه ان تحج الام و الاب و الزوجة ان وجدت و هو ما اطمح اليه في العام القادم باذن الله.
اشعر انني هنا اسير في جو من هواء لزج لا يريد ان يدخل الصدر بهدوء .و زمن لزج يتباطا في المرور .لا يتصور احدكم كيف يمر الوقت دون ان اسير في مكان يصلح للنزهة مع صديق .او اجالس بعض الاقارب نتحاور في اي مجال او امشي متسكعا بلا هدف بين القرية و المدينة ليلا تحت اضواء الطريق .او اجلس في بلكونة بيتي مستمتعا بنسمة هواء الصيف و في يدي كتاب يثير الزهن او رواية ممتعة او جريدة او مجلة انها اروع متع الحياة التي لا ادري كيف يمر وقتي الان من دونها .
و الله لولا بيت الله و زيارة له قمت بها و زيارات اخري انتويها و زيارات اخري لاهلي ارجو من الله ان ييسرها لما طقت البقاء هنا .لا شيء هنا فيه من روح مصر الا عامل مصري قد يشاركك ما انت فيه .لكن كيف تجدي المشاركة في الم الاغتراب دون ان نقضي علي الالم.
يستضيف تليفزيون مصر كثيرا من المغتربين من المسؤلين او الناجحين خارج مصر و كثيرا ما يدور حوارهم عن مشاعر الغربة خارج مصر فاسمع كلاما يغلب عليه شطحات الشعراء او تهويمات الادباء يدور معناه عن روح مصر و كيف تختلف عن غيرها من البلدان و انه لولا ظروفهم ما اقاموا في غيرها.الا انني و بالتجربه علمت فعلا انني اعيش في بلد الحياة فيها اشبه بالحياة في علب،حيث يخرج الانسان من علبة الي علبة و كل علبة لابد ان تكون مكيفه و الا مات مختنقا او محترقا من شدة الحرارة و الرطوبة.
من سيارة مكيفة مغلقة باحكام الي بيت مكيف مغلق باحكام الي مول تجاري او مركز تسويق مغلق ايضا و باحكام الي مدرسه او اي مقر عمل مكيفة ايضا و مغلقة باحكام هذه هي الحياة مختصرة في السعودية.
ما احلي و اروع الحياة في شوارع مصر و ما احلي التسكع مع الاصحاب في مصر و ما احلي الجلوس بصحبة كتاب او جريدة في مصر.
.........................تابعوا ما نكتبه في مدونتنا فلسفة حياة و فنون جميلة
.................
هناك ١٢ تعليقًا:
السلام عليكم
تحية طيبة
جميل البوست رجع بى الزمن للماضى منذ 18 سنة واللة نفس المشاعر
ونفس شعور الاستغراب لنفسى
وكل عام اتعجب اكثر كيف مر على العام السابق
حياة بدون معنى
بدون مشاعر
واللة بدون اموال
الحق عمرك قبل مايهرب
اخيرا حد عرف قصدي ايه بالجو المخنوق و العيشة داخل علب
من علبة لعلبة يا قلبي يا تحزن
لسه كمان الصيف
اهو ده الجحيم بعينها عالارض
ربنا يكون يكون ف يعونك
كان الله بعونك وقصر ايام الغربة
وفعلا مصر دي مفيش زيها والله
دمت بخير
في العام الأول يكون الأمر عسيرًا .. فلازال عبق بلاد الوطن في الأنوف وصورها في العقول .. ولكن اصطبر عليها .. بعد فترة وخصوصا بعد الاستقرار النفسي بعد مرارة العودة من أجازة العام الأول سوف تتعود ويصبح الأمر أشبه بالطبيعي .. تدريجيا ستبدأ في القلق ان استمرت اجازتك في مصر اكثر عن المطلوب..
تحياتي العطرة
ههههههههههههههههه
الكلب مش قادر يهوب ناحية مدونتي
قال يعني هو لما يكتب دانتي فاحنا هبل زيه و حنصدقه
فمسكين مستني كوووووووووووووووول ده لما اجي اعلق عشان يرمي زبالته هنا
معلش يا نون حقك عليا
انساه بس خلي بعد كدا كومنتات الغير معرف تتمنع
حنشوف وقتها شغل الرجالة بجد
ما هو لو كان راجل كان دخل باسمه
بس نعمل ايه في اشباه الرجال المعفنين اللي مش قادرين يواجهه الناس بنفسهم؟
احمد عبد السلام
انا فعلا حاسس ان نهايتها هتكون بدون كل شيء كما قلت
ربنا يستر
تحياتي
حفصة
اتغربتي قبلي و عرفتي قبلي لكن الموضوع اصعب من وصفه في مقال
زيانور
شكرا جزيلا لكي
تحياتي
باراكودا
يمكن يحصل شيء من هذا معي لان كل زملائي هنا يؤكدون لي انهم كانوا مثلي حينما اتوا الي هنا
تحياتي
حفصة
انا خلاص لغيت كل تعليقات هذا الحلوف
تحياتي
تحياتى ليك
وهذا هو شعورنا جميعاً فكلنا هذا الرجل
تحياتى
ميحو
اشكرك علي الزيارة و التعليق
تحياتي
إرسال تعليق