عن كتاب عبقرية المسيح
تاليف عباس محمود العقاد
ص99و100
....................
الجمود و الرياءكلاهما موكل بالظواهر _فالجمود يقف بصاحبه عند الكلمات و النصوص ،يخيل اليه انها مقصودة لذاتها فتصبح شغلا شاغلا له يمعن في تاويلها و توجيهها و استخراج العقد و الالغاز منها نو ينتهي الامر به الي اعتبارها مسالة براعة و فطنه و اعتبار الاحكام و العقوبات فرصة للشارع لا يجوز ان تفلت من بين يديه ،و الا كان ذلك مطعنا في براعته و فطنته و هزيمة له امام غرمائه المقصودين بتلك الاحكام و العقوبات.
و من الجامدين من يفخر بعلمه بالنصوص و الشرائع ،و يقيس علمه بمبلغ قدرته علي خلق العقد و العقبات من خلال حروفها و سطورها او من المقابله بين سوابقها و لواحقها و بين مواضع الموافقه و المناقضه منها ،و يحدث هذا لكل شريعة صارت بين ايدي الجامدين و الحرفيين ،فقد ادركنا في مصر اناسا من كتاب الدواوين يفخرون بقدرتهم علي توقيف العمل بين المراجعات و الردود ،اعتمادا علي هذا النص او تلك الحاشيه ،و افتنانا منهم في عصر العبارات و نبش الدفائن و اقامة الدليل من ثم علي سعة العلم والغلبة في ميدان الحوار و مجال اللف و الدوران.
و لا حساب للنفس البشريه بطبيعة الحال عند هؤلاء الجامدين الحرفيين ،فانما الحساب كله للنص المكتوب من جهه و لدعويالعلم و التخريج من جهه اخري ،و انما النفس البشريه هي الفريسه التي يتكفل العقاب باقتناصها و يتكفل العلم باغلاق منافذ النجاة في وجهها ،و يقدح في غرور العالم المحيط باسرار الشريعة و خفاياها ان تتمكن النفس المسكينه من الهرب اوان يرجع العقاب بغير رفيسه .. و تلك خيبة الشرائع و القوانين نو خيبة لها ان تفتح مذابحها ثم تتيح للضحايا و القرابين ان تفلت منها
فالشارع الماهر في عرف الجمود هو اقدر الشارعين علي مد الحبائل و اقتناص الضحايا.
و الفخر كل الفخر لخدام الشريعة ان يوفروا لها الصيد ويحكموا من حوله الشبكه.
و قد تنتفخ الاوداج بهذا الفخر علانيه ،و يصبح احق الناس بالمفخره اقدرهم علي ادانة الاخرين.
ويتمادي الامر حتي تصبح الاستقامة براعة في اللعب بالالفاظ ة تعجيزا للجهلاء بالحيل و الفتاوي ،و حتي يزول الجوهر في سبيل الغرض نو يزول اللباب في سبيل القشور ،و تزول الاستقامة و طهارة الضمير في سبيل الكلمات و النصوص ،و تزول الحقائق في سبيل الظواهرو الاشكال .
و اذا صار امر الفضائل الي الظواهر و الاشكال تساوي فيها الصدق و الرياء ،فان غاية الصدق و الرياء معا شكل ظاهر باطنه خواء ،فلا فرق بين المرائي و بين الصادق في فضيلته ،مادامت الفضيلة جمودا لا حس فيه و لا حياة و لا اعتبار فيه للنفس البشريه وراء النصوص و الاحكام ووراء الاوامر و النواهي ،ووراء العقاب و الاحتيال.
الجمود و الرياءكلاهما موكل بالظواهر _فالجمود يقف بصاحبه عند الكلمات و النصوص ،يخيل اليه انها مقصودة لذاتها فتصبح شغلا شاغلا له يمعن في تاويلها و توجيهها و استخراج العقد و الالغاز منها نو ينتهي الامر به الي اعتبارها مسالة براعة و فطنه و اعتبار الاحكام و العقوبات فرصة للشارع لا يجوز ان تفلت من بين يديه ،و الا كان ذلك مطعنا في براعته و فطنته و هزيمة له امام غرمائه المقصودين بتلك الاحكام و العقوبات.
و من الجامدين من يفخر بعلمه بالنصوص و الشرائع ،و يقيس علمه بمبلغ قدرته علي خلق العقد و العقبات من خلال حروفها و سطورها او من المقابله بين سوابقها و لواحقها و بين مواضع الموافقه و المناقضه منها ،و يحدث هذا لكل شريعة صارت بين ايدي الجامدين و الحرفيين ،فقد ادركنا في مصر اناسا من كتاب الدواوين يفخرون بقدرتهم علي توقيف العمل بين المراجعات و الردود ،اعتمادا علي هذا النص او تلك الحاشيه ،و افتنانا منهم في عصر العبارات و نبش الدفائن و اقامة الدليل من ثم علي سعة العلم والغلبة في ميدان الحوار و مجال اللف و الدوران.
و لا حساب للنفس البشريه بطبيعة الحال عند هؤلاء الجامدين الحرفيين ،فانما الحساب كله للنص المكتوب من جهه و لدعويالعلم و التخريج من جهه اخري ،و انما النفس البشريه هي الفريسه التي يتكفل العقاب باقتناصها و يتكفل العلم باغلاق منافذ النجاة في وجهها ،و يقدح في غرور العالم المحيط باسرار الشريعة و خفاياها ان تتمكن النفس المسكينه من الهرب اوان يرجع العقاب بغير رفيسه .. و تلك خيبة الشرائع و القوانين نو خيبة لها ان تفتح مذابحها ثم تتيح للضحايا و القرابين ان تفلت منها
فالشارع الماهر في عرف الجمود هو اقدر الشارعين علي مد الحبائل و اقتناص الضحايا.
و الفخر كل الفخر لخدام الشريعة ان يوفروا لها الصيد ويحكموا من حوله الشبكه.
و قد تنتفخ الاوداج بهذا الفخر علانيه ،و يصبح احق الناس بالمفخره اقدرهم علي ادانة الاخرين.
ويتمادي الامر حتي تصبح الاستقامة براعة في اللعب بالالفاظ ة تعجيزا للجهلاء بالحيل و الفتاوي ،و حتي يزول الجوهر في سبيل الغرض نو يزول اللباب في سبيل القشور ،و تزول الاستقامة و طهارة الضمير في سبيل الكلمات و النصوص ،و تزول الحقائق في سبيل الظواهرو الاشكال .
و اذا صار امر الفضائل الي الظواهر و الاشكال تساوي فيها الصدق و الرياء ،فان غاية الصدق و الرياء معا شكل ظاهر باطنه خواء ،فلا فرق بين المرائي و بين الصادق في فضيلته ،مادامت الفضيلة جمودا لا حس فيه و لا حياة و لا اعتبار فيه للنفس البشريه وراء النصوص و الاحكام ووراء الاوامر و النواهي ،ووراء العقاب و الاحتيال.
هناك ١٢ تعليقًا:
حبيت بس اسجل حضور
وبعدين ارجع تانى ان شاء الله
اما الريس فانا مش بشتكيله
لا انا بطالبه بانه يوفى بوعده
بس بشوية ذوق
وايضا عشان احتج قدام ربنا
ومايبقالوش عذر
وكمان يمكن شوية الكلام دول يحركوا ساكن
لى عودة ان شاء الله
كم هو عبقري صاحب العبقريات هذا
:)
الروتين والجمود..والتمسك بالقشور البالية سمة لا تتوفر الا في المجتمعات الغير قادرة على الانتاج للأسف
:(
من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
اذا كنت ترغب في وضعه علي مدونتك ارسل ميلك كي ارسل لك كود البنر
ارجو المعذرة للدخول بلا مقدمات لأني ادخل علي مئات المدونات يوميا
مشكور و بارك الله فيك على هذه الكلمات التي تمس شغاف القلب
و لكن أخي العزيز ، ألا تعتقد معي أن العلم ضروري لتشغيل العقل كما أن الوقود ضروري لتشغيل الآلة
صحيح أن هناك من يحفظ العلم جامدا و كأنه كتاب أو آلة تسجيل
و هذه هي البوتقة التي يجب أن نخرج منها
أحييك مرة أخرى
سلام
متابع باستمتاع
لقد ضاع المحجتمع المصري والعربي بين الجمود وبين الانحلال وتركنا وسطية الاسلام التي لا يدانينا فيها دين آخر او حتى فكر أو شريعة وضعية فقد وازن الاسلام بين الدين والدنيا ويكفي ان العقوبات والمحرمات في الاسلام اقل بكثير جدا من المباحات الاسلام ..
اذن فالمشكلة فيمن يطبقون ويفهمون النصوص من الطرفين الجمود والانحلال ..
شكرا وتحيتي
علي عبد الله
تشرف في اي وقت
علي فكره اسمك زي اسم رئيس اليمن
د روفي
و منها مجتمعنا للاسف ايضا
استاذ حسيني
خلاص يا فندم
هبعتلك الايميل
شيخ الجبل
لا شكر علي واجب و اسعدني جدا مرورك
تحياتي
واحد فاهم كل حاجه
و هذا هدفي ان اقتطع القطع الممتعه لتعميم الفائده
تحياتي
جني
المشكله ذات ابعاد متعدده
و نحن جزء منها
تحياتي
إرسال تعليق