الجد و الابن و الحفيد

في غرفتي ،حيث اقضي معظم وقتي في الدراسه و القراءه و الجلوس امام شاشة الكمبيوتر ،نعست قليلا قبل الغداء كعادتي،و لم اشعر بابي و هو يدخل غرفتي باحثا في درج المكتب الخاص به عن بعض اوراقه و مستنداته الخاصه .جلس ابي علي الكرسي الخشب القديم _الذي طالما تعاركت مع اختاي بسببه و رغبتنا في الاستئثار به امام التليفزيون و الذي نملك من طرازه الكثير_جلس ابي كي ينهي بعض اعماله و صوته و صوت ابن اخي _الذي يحمل نفس اسم والدي الثنائي_يتردد معه في الغرفه

كنت بين النوم و اليقظه بحيث اسمع الصوت و لا افسر ماذا يقولان و لا في ماذا يتحدثان ،و اذا بي اسمع صوت ارتطام شديد في الارض !!كان الصوت صوت خشب !!فقمت فجاة من نومتي لاجد ابي جالسا علي الارض و الكرسي مائل علي جنبه و الحفيد يضحك كما لم يضحك من قبل .كان ابي يهز راسه لا غضبا بل عجبا من هذا الكرسي الذي بقي عشرات السنوات منذ ان اشتراه و لم ينكسر الا الان

قمت كي اعين ابي علي الوقوف واتت الام و عرفت بما حدث و قالت لابي،انه هنا منذ عشرات الاعوام و فيه الخير ان تحمل كل هذه السنوات دون ان يشتكي،ان لنا ان نغيره و نشتري بدلا منه كراسي جديده .و مع تاكيدات ابي بانه لا يوجد مثله الان ،قام و ترك المكان للحفيد الذي قام بتشغيل الكمبيوتر كي ينهي عليه بعض حاجاته الخاصه،و تركت انا النوم و ظللت متيقظا بجوار الحفيد
...........................

كتبها ذو النون المصري

حدثت يوم 8 ذي الحجه الماضي

...................

تابعوا مدونتنا الاخري فنون جميله

..............