السبت، يناير ٣٠، ٢٠١٦

دين الخدمة

جعلت من دين الخدمة دينا لي ،اذ شعرت ان الله لا يمكن ان يدرك الا من خلال الخدمة .و كانت الخدمة عندي هي خدمة الهند ،لانها كانت تقبل علي من غير ان اسعي لها ،لانني كنت اتمتع بميل فطري الي ذلك .كنت قد قصدت الي جنوب افريقية ابتغاء الرحلة ،للبحث عن مفزع من مؤامرات كاثياواد ،و لكسب الرزق ،و لكنني وجدت نفسي ،كما قلت ،ابحث عن اله و اناضل من اجل تحقيق الذات.
............
كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة
تاليف/غاندي
.................
ص189
............

الجمعة، يناير ٢٢، ٢٠١٦

يوم مع امي


الثلاثاء
  8/4/2003

 ........................
بعد ان شاهدت امي عدد الجرحي في مستشفيات العراق قالت و في حدثها اثر الالم :لو 
 اني مات لي فرخ احزن عليه و اجد صعوبه في تحمل هذه الخسارة.

العامة من ابناء شعبنا غير المتعلمين لهم لغة و مفردات يتحدثون و يتفاهمون من خلالها و هي تعبر عن مجال الاهتمامات اليومية لهم .و هذه اللغة للاسف تموت بموت اصحابها .شانها شان من يتحدثون بها .فكل جيل ياتي بمفرداته الخاصة و يذهب بها ايضا .و من المهم ان يكون لنا محطة رصد لهذه التعبيرات اللغوية حتي لا تنقطع الصلة بيننا و بين اجدادنا بوفاتهم.و اظن ان الادب هو محطة الرصد التي يجب ان تقوم بهذا العمل لكن الادب عندنا يعاني من ضعف واضح و لم يعد يغري بالمتابعة.

..................

الجمعة، يناير ١٥، ٢٠١٦

خواطر قديمة كتبتها

توقع المصيبة
..................
الدقائق الاسوا في حياة اي انسان هي تلك الدقائق التي يحياها في ظل مصيبة يتوقع حدوثها له في وقت لا يعلمه ،فما بالك لو ان الفرد عاش سنوات مديدة من عمره في ظل هذه التوقعات بحدوث المصائب .هذا الفرد يجد ما ينغص عليه حياته ،وواجد في كل رحلة او نزهة ما يحولها الي سجن .
شعور الانسان بتوقع الكارثه يحول جسده الي معتقل ضيق جدا لنفسه و روحه .توقع المصائب يحول النفس الي اسير يائس داخل جلد مدبوغ و تحول الجسد الي هيكل او خيال.توقع المصائب يجعل الانسان اعزل بلا سلاح في اسوا معركة يخوضها ضد نفسه.العيش في ظل المصائب يكسو الحواس بكساء مظلم تظلم له النفس فلا تستطيع الحواس اداء وظائفها بنجاح،فالذاكرة تصاب بالضعف ،و العين تذهل عن ادراك الجمال ،و تفشل الاذن في ادراك الجمال حولها نو العضلات تهمد قوتها .العائش في ظل المصائب لا يجد راحته الا فيما قاله الشاعر:
يا موت هانذا فخذ ما ايقت الايام مني
بيني و بينك خطوة ان تخطها فرجت عني
العائش في ظلال توقعات المصائب انسان ظالم مظلوم،ظلم نفسه و ظلمه من رباه فلم يعلمه كيف يحسن العيش.
....................................................
12/10/2003
...............................
كان المصري قديما اذا اراد ان يشكر ربه قبل يديه ظاهرهما و باطنهما دلالة علي رضاه و سعادته بما انعم الله به عليه.الان صار يقبل يديه و قدميه شكرا لله.و غدا سوف يقبل قدميه ظاهرهما و باطنهما .و بعد غد لا ندري ماذا سيفعل.
..........................
9/11/2003
..........................
كل شيء في مصر يغلو ثمنه الا الجنيه فانه يرخص دائما .و مع استمرار انخفاض قيمته تنخفض معه قيمة الانسان .فهل قيمة و كرامة الفرد اصبحت جزء من قيمة و كرامة عملته الوطنية؟؟
........................
9/12/2003
.........................
ذهبت ابحث عن الراحة في سريري حاولت لملمة جسدي المفكوك ووضعت كل عضو في موضعه الذي خلقه الله فيه.الاقدام في مكانها في نهاية السيقان وكذلك الكفين مع الزراعين و كلها معلقة كاطراف للجسد و الراس في النهاية قبضت عليها باطراف اصابعي و كانها بيضة رقيقة القشرة اردت الا تنكسر .وضعتها بلا ارادة مني بحرص شديد في تجويف صنعته بوزنها الثقيل علي المخدة و كنت من حرصي عليها كاني اخاف علي همومي ان تنفرط و تغادر راسي.هل انا ايضا اتامر علي نفسي ؟؟؟؟؟
........................
7/3/2004
..............................
حينما يهطل المطر فان خيوطة تكون اشبه برسائل ود من السماء للارض نتوثق العلاقة بين الاثنين و تزيد الروابط بينهما فخيوط المطر لمن يدقق الرؤية و يتامل منظرها تكون مربوطة من احد طرفيها بالارض و الطرف الاخر بالسماء .
ان العلاقة بين الارض و السماء لحظة سقوط المطر تشبه الي حد بعيد العلاقة بين الذكر و الانثي ،فينزل من السماء ماء يكون سببا في اخصاب الارض فينتج عن هذا الزواج بينهما نسل من نبات الارض و شجرها يكون سببا في انسال باقي المخلوقات من طير و حيوان و انسان.
......................
8/3/2004
...............................
في الصباح الباكر ذهبت كعادتي لفتح محل اخي و كعادتي ايضا فتحت الراديو علي اذاعة لندن لسماع اخبار الصباح و كان الخبر مقتل الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس بعد خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر و مات معه اخرون بخلاف المصابين .
عاش اكثر من سبعين سنه صار مقعدا لا يتحرك منه الا راس و عين واحدة لماذا لم يدعه الله يموت في سريره؟سؤال وجهته لنفسي ...هو في الاصل يعتبر علي وشك الموت ان لم يكن بالمرض فلكبر سنه ،لماذا اختار الله له الموت شهيدا؟
وجدت كلمة من القران تتردد داخل راسي "و يعظم له اجرا" .طافت الكلمة براسي دون ان اسعي اليها او ابحث عنها .و حينما تحدثت مع شيخ مسجد صديق لي في الامر ذكر لي كلمة قرانية اخري"و يتخذ منكم شهداء" فرايت ان موته جاء تكريما له علي جهاد سنين بدلا من الموت في سرير ياتي لكل الناس.
......................
22/3/2004
..........................
ما لك؟...اراك غير طبيعي.
ابدا ...لا شيء ...انا فقط التقط انفاسي.
ما الذي اتعبك و جعلك تلهث لهذه الدرجة؟؟
انه الانتظار الطويل..
ان مشقة الانتظار الطويل هي التي تجعلني الهث.
..............................
طول الامل كطول العمل...كلاهما يحتاج الي فترة راحة لالتقاط الانفاس.
................................
اني لاسمع وقع الخيل في اذني و ابصر الزمن الموعود يقترب
................................
يسمعني العالم لانني املك صوتا
.....................
نحن محاصرون بين ماضويين بلا افق و مستقبليين بلا جذور
انه لحقا زمن رديء لكن من ماثره انه زمن سقوط الاقنعة
...........................

الأربعاء، يناير ٠٦، ٢٠١٦

الملك اوديب

...................
مسرحية /الملك اوديب
تاليف توفيق الحكيم
.........................
ما من شيء اقوي من الميراث !.. اذا كان للخلود يد فان الميراث يده التي ينقل بها الكائنات ،من زمان الي زمان !..
ص7ما طبائع الافراد ،و خصائص الشعوب ،و مقومات الامم الا ميراث صفات و سمات ،تنحدر من جيل الي جيل !..و ان ما يسمونه العراقة في شعب ، ليس الا فضائله المتوارثة ،من اعماق الحقب.
ص7الاصالة في الاشياء و الاحياء ،هي ذلك الاحتفاظ المتصل بالمزايا الموروثة ،كابرا عن كابر ،و حلقة بعد حلقة.
ص7كل محنة تزلزل سواد الشعب ،و انما تزلزل في عين الوقت قوائم العرش !..
ص53انها لمتعة كبري ان اري ماذا يجري ، عندما ادع الامور في يد القدر!.
ص54ما يطفي مصباح العقل غير عواصف النفس!.
ص57لست اخاف علي نفسي من الحقيقة !..و لو طوحت بي من فوق العرش..
ص57لعل الاكذوبة هي الجو الطبيعي ،لحياتك !و حياتي انا ايضا !..و حياة كل بشر!..
ص57
ما اشد خوفي ان تعبث اصابعك الطائشة بقناع الحقيقة !.. و ان تدنو اناملك المرتجفة ،من وجهها و عينيها!!
ص58
دعك من الحقيقة ..لا تتحداها!
ص58ان الشعب لا يريحه ان تكون له ارادة !.. و هو يوم يها في يده ،يسرع فيعطيها لبطل ،من نسج اساطيره.
ص60ابحث تجد!..
ص66ان كثيرا من الكلمات الجوفاء نتندس احيانا ؛كالغوغاء في مواكب المعاني !.
ص91الشرف لا يشك في حقيقة الواجب.
ص97ان السماء لا تظلم ابدا ؛لانها ميزان لا يعرف الخلل ،و لا الميل ،و لا الانحراف و لا الهوي !..و ما نراه منها جورا - ليس الا عجزنا عن رؤية ما تواري في الضمائر .
ص98سامضي في بحثي عن حقيقتي ..تلك رغبة اقوي مني ..و لا يستطيع احد ان يحول بيني و بين رغبتي ،في ان اعرف من انا.. و من اكون ؟!
ص103
لا اريد ان اعيش في ضباب .. حتي ولو كان له الملك ثمنا .
ص103
ما ابشع وجه الحقيقة!..
ص109
كياننا الواحد ..اسرتنا المتحدة ..قلوبنا المتحابة ..نفوسنا التي تعمرها المودة ،و تدعمها الرحمة !.. من في مقدوره ان يهدم كل هذا البنيان ؟!..و أي قوة في امكانها ان تدك هذا البرج المشيد ،من حب و عطف و حنان !..
ص114
الحقيقة؟!..اني ما خفت يوما من وجهها ..و لا ارتعت من صوتها !..
ص115فلنتالم من لطمة الكارثة التي نزلت بنا .. و لكن ايانا ان نستسلم للنازلة !.
ص119كل شيء يمضي .. ما دمنا نذود عن بيتنا !..
ص119
ان حرارة القلوب تذيب كل الذنوب !.. حتي ذنوب العقل و اخطائه!..
ص119
ما اتعس هذا الانسان ،الذي جعل ينقب في الاعماق ،فما انبثق له غير نبع شقائه!..
ص123
ان الانسان هو الانسان .. لا بد له من ان يعمل ،و يريد ،و يسير ؛بما تدفعه اليه ملكاته و خيلاؤه ، دون ان تتبين لبصيرته القاصرة ،ارادته من ارادة الاله!
ص128
انه لمن الخطل ان نناقش فيما الفي علي كواهلنا من اقدار .. ربما كان بعضها من صنع ايدينا ..
ص130
لا تصغ ابدا الا الي صوت واجبك!
ص132
لو انك اردت ان تدنو من الاله ،فاشعلت له في نفسك مسرجة - لاضاءت لك في احلك لياليك..
ص137
ان كثيرا من الانقلابات التاريخية و المحن البشرية ،يرجع في اغلب الاحيان الي ارادة راس كبير ،و تمرد بصيرة عمياء!..
ص154
ان هنالك شراكا الهية بدون ريب ،قد نصبها الله ،لا لانسان بعينه ؛بل لاي انسان يخرج علي النواميس !..
ص154

......................................................
حياة ثور مربوط في ساقية..كل الايام متشابهةبل متطابقه لا تكاد الايام تتغير مما يجعل الحياة ممله...كي اخرج عن هذا